خارطة "ولد الشيخ".. هل تكون مبادرة الفرصة الأخيرة؟
المبعوث الأممي للأزمة اليمنية كلل جهوده لحل الأزمة بخارطة طريق لا ترضى عنها الحكومة اليمنية، بينما استقبلها الطرف الانقلابي بـ "موافقة مائعة"، فهل سينجح في تمريرها؟
بعد فشل مفاوضات "جنيف2" فبراير/شباط 2014، في الوصول لحل للأزمة السورية، استشعر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي للأزمة حينها، بأنه لم يعد قادرا على تقديم الجديد، فاستقال من منصبه، ليحل خلفه المبعوث الأممي الجديد " دي ميستورا".
فهل يواجه المبعوث الأممي للأزمة اليمنية إسماعيل ولد الشيخ نفس الأزمة، بعد أن كلل جهوده لحل الأزمة بخارطة طريق لا ترضى عنها الحكومة اليمنية، بينما استقبلها الطرف الانقلابي بـ "موافقة مائعة"، هدفها الحصول على مكاسب إضافية.
ويحاول ولد الشيخ الخروج من هذا المأزق وانقاذ مبادرته بزيارتين مرتقبتين، تبدأ اليوم بالعاصمة اليمنية صنعاء، حيث يوجد الطرف الانقلابي، ويعقبها زيارة العاصمة السعودية الرياض، للحديث مع الرئيس اليمني وفريق الحكومة الشرعية.
إقرأ أيضا:
ولد الشيخ بين صنعاء والرياض لإنقاذ مبادرته للسلام في اليمن
خارطة السلام اليمنية.. رفض حكومي وموافقة "مائعة" من الانقلابيين
وقبل الزيارة المرتقبة اليوم للعاصمة صنعاء، أظهر الطرف الانقلابي نواياه في الحصول على عدد أكبر من المكاسب بخارطة الطريق، التي تراها الحكومة الشرعية "تدليلا" للانقلابيين.
وأصدر الفريق المفاوض للانقلابيين بيانا جاء فيه، إن"الأفكار المقترحة التي تضمنتها الخارطة كانت معظم تفاصيلها وترتيباتها الزمنية مستوعبة لرؤية طرف واحد فقط (في إشارة إلى الجانب الحكومي)".
وتابع البيان "بالإضافة إلى كونها لم تستوعب جوانب جوهرية وأساسية للحل وفي مقدمتها وقف الحرب الشامل والكامل والدائم براً وبحراً وجواً ورفع الحصار البري والبحري والجوي".
ويتحفظ الانقلابيون على تزمين بعض تفاصيل الخارطة، ويقولون إن تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة (مؤسسة الرئاسة الجديدة - حكومة وحدة وطنية ) يجب أن يكون في البداية قبل أي خطوة أخرى، في إشارة إلى الانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل.
في المقابل، فإن الجانب الحكومي، لا يزال يعبر عن رفضه لخارطة الطريق، رغم أن مصدر رئاسي أعلن أمس الأربعاء، أن الرئيس اليمني الذي سبق ورفض تسلم نص الخارطة من ولد الشيخ، سيتسلمها خلال زيارته المقبلة للرياض.
وقبل أيام من الزيارة، دعت السلطات المحلية في عدن، إلى مظاهرات حاشدة في الشوارع للإعلان عن رفض خارطة الطريق الأممية ودعم الرئيس هادي، الذي تنزع عنه المبادرة كل صلاحياته وتعطيها لنائب رئيس توافقي.
وتحاول الحكومة اليمنية حشد رأي عام دولي رافض لمبادرة ولد الشيخ، وأبلغ الرئيس اليمني سفيري الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لدى اليمن، بضرورة أن تعلن دولتاهما موقفهما بشكل واضح من المبادرة.
وجدد خلال لقائه السفيرين أمس الأربعاء في مقر إقامته بالرياض رفضه للمبادرة، قائلا إنها لا تنبثق من المرجعيات المتوافق عليها (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرارا 2216)".
إقرأ أيضا:
تفاصيل خارطة السلام باليمن.. نائب للرئيس وحكومة وفاق ثم انتخابات
إنفوجراف.. 3 أسباب لتحفظ هادي على خارطة الطريق الأممية
وبالإضافة لهذا التحفظ الحكومي، فإن لدى الشارع اليمني مخاوف مشروعة استنادا إلى تاريخ الانقلابيين مع نقض العهود والاتفاقيات.
وعبر الإعلامي والسياسي اليمني محمد جميح عن هذه المخاوف في تعليق كتبه اليوم الخميس على صفحته بالفيس بوك، تسائل فيه عن كيفية التعامل في حال انقلب الحوثيون وصالح على ما تم الاتفاق عليه في الخطة.
وقال جميح: "ماذا لو قدم نائب الرئيس اليمني استقالته في اليوم الأول لتوقيع اتفاق السلام في اليمن، ولم يلتزم الانقلابيون بسحب المليشيات وتسليم السلاح-كعادتهم - ؟..هل سيرجع نائب الرئيس لمنصبه بعد تعيين نائب توافقي؟".
كما طرح جميح تساؤلا آخر، وهو : "ماذا لو فوض هادي صلاحياته لنائبه التوافقي بعد ثلاثين يوماً من التوقيع على الاتفاق، ونكث الانقلابيون بالتزاماتهم؟ هل سيستعيد هادي صلاحياته مرة أخرى؟".
واختتم تعليقه قائلا: "لا ندافع عن الرئيس ونائبه، ولكن هناك فجوات في خطة ولد الشيخ ينبغي التعامل معها".
فهل يملك ولد الشيخ إجابة على هذه الأسئلة؟ وهل سيتمكن خلال جولته بين صنعاء والرياض في التقريب بين وجهات النظر؟
الإجابة على هذه الأسئلة قد تحدد إمكانية استمرار ولد الشيخ في مهمته من عدمها.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز