سر الفلسطيني "سام" الداعم لقطر بـ50 موقعا مزيفا
كيف ولماذا يدير كل تلك المواقع؟.. القصة الكاملة
محرر شؤون الشرق الأوسط السابق بصحيفة الجارديان كشف عن سر تورط ناشط فلسطيني في حملة أخبار مزيفة على 50 موقعا لدعم الحكومة القطرية.
كشف محرر شؤون الشرق الأوسط السابق بصحيفة "الجارديان" البريطانية بريان ويتاكر عن تورط ناشط فلسطيني، وصفه ساخرا بأنه "ملك وسائل الإعلام الدولية" في حملة أخبار مزيفة على 50 موقعا لدعم الحكومة القطرية.
وفي تقرير نشره على مدونة "الباب" بعنوان "كيف أصبح ناشط فلسطيني رئيس فوكس نيوز"، جاء أن الصحفي الفلسطيني المولد سامح أكرم حبيب "رجل مشغول جدا"؛ فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني كان مسؤولا عن موقع "فوكس نيوز 24"، كما يدير "أمستردام تايمز"، "أستراليا نيوز توداي"، "برلين تومورو"، "إيرلندا ناو"، "موسكو نيوز ديلي"، "نيويورك هيرالد"، "النرويج بوست"، "سيدني ناو"، "فيجاس نيوز توداي" وغيرها.
وواصل تهكمه: "يمكنك وصفه بأنه قطب الإعلام العالمي نوعا ما"، لكن نسخة حبيب من "فوكس نيوز" ليس لها علاقة بمحطة التلفزيون الأمريكي المفضلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبقية إمبراطورتيه الإعلامية ليست تماما كما تبدو، حيث أسسها في يوم واحد -22 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي- من خلال تسجيل ما لا يقل عن 17 موقعا بأسماء تشبه الصحف أو القنوات التلفزيونية.
وأشار إلى أن مواقعه على الإنترنت تطلق الكثير من الأخبار يوميا، ولكن معظمها تقريبا ظهر بالفعل في مكان آخر، ففي صباح السبت (13 يناير/كانون الثاني)، على سبيل المثال، 3 من أهم 4 أخبار على "فوكس نيوز 24" تم استنساخها من موقع "روسيا اليوم"، والرابع جاء من "سي إن إن" ولكن مع حذف الجملة الأولى.
وحبيب، البالغ من العمر 32 عاما، ويعيش في بريطانيا، قام بتحرير صحيفة إلكترونية تسمى "تلجراف فلسطين"، وهو حاليا رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة لـ"مركز العودة الفلسطيني"، وكثيرا ما جعلته أنشطته المتعلقة بالفلسطينيين محل جدل، وكصحفي أسهم في وسائل الإعلام المختلفة مثل "ميدل إيست آي"، حسب الكاتب البريطاني بريان ويتاكر.
وفي العام الماضي أصبح حبيب متورطا في الأزمة بين الدول الخليجية وقطر عندما أصدر بيانا صحفيا لمركز لندن للشؤون العامة "إل سي بي إيه"، الذي كان يضغط ضد عقد مؤتمر للمعارضة القطرية في لندن.
وأفاد أن "إل سي بي إيه"، وهي منظمة غامضة لم يسمع عنها من قبل، دعمت بقوة الحكومة القطرية، وموقعها على الإنترنت أعطى انطباعا بأنها شركة علاقات عامة واستشارات ولكن تبيّن أنها تستخدم عنوانا ورقم هاتف مزيفا، كما ثبت أن صور "الموظفين" على الموقع كانت مزيفة.
وحتى الآن.. حبيب هو الشخص الحقيقي الوحيد المعروف الذي له علاقة بالمنظمة، وفي مطلع سبتمبر/أيلول قدم بالنيابة عن المنظمة بيانا صحفيا انتقد فيه المؤتمر لشركة "بي آر نيوزواير"، الموزع الدولي الكبير للبيانات الصحفية، حسب ويتاكر.
غير أنه في مقابلة أجرتها معه صحيفة إماراتية في وقت لاحق أنكر حبيب أي علاقة بمضمون البيان الصحفي، وقال إن المنظمة أرسلت رسالة إلكترونية تطلب منه نشره، وأنه تلقى الأموال عن طريق حساب مصرفي أسترالي.
ومنذ ذلك الحين ظهرت علاقة غريبة بين المنظمة وحبيب، حيث تبين أن العنوان الكاذب الذي استخدمته على موقعها على شبكة الإنترنت هو موقع بناء في وسط لندن.
وليست هي المنظمة الوحيدة التي تدعي أن ذلك عنوانها، حيث تزعم شركة "لندن آند مايفير" للمعاملات العقارية أنها في البقعة نفسها، وفقا لموقعها على شبكة الإنترنت. وهذه الشركة التي تم تأسيسها في مارس/آذار من العام الماضي، مملوكة لحبيب وفلسطيني آخر يدعى طارق حمود.
ومن بين الشركات الأخرى المسجلة في مبنى شارع شيلتون بحي كوفنت جاردن بلندن "المركز الدولي للعلاقات والدبلوماسية المحدودة" (آي سي آر دي)، وحبيب هو مديرها الوحيد، وتم إطلاقها في مايو/أيار 2016 وفقا لموقعها على الإنترنت، على الرغم من أنها لم تدرج كشركة حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتصف نفسها بأنها "مؤسسة بحثية مستقلة وغير ربحية وغير حزبية، مقرها بروكسل ولندن".
أما الشركة الثالثة، التي ترتبط بحبيب وتستخدم عنوان شارع شيلتون هي "نيوز واير ناو" (إن دبليو إن)، ولكنها لا تظهر في سجلات الشركات البريطانية، لذلك فمن غير الواضح من يملكها، ومع ذلك، سجل موقعها على الإنترنت شخص يستخدم اسم "سام إيه"، الذي يمكن أن يكون شكل مختصر من اسم "سامح أكرم حبيب" (الذي يعرف أحيانا باسم "سام").
وعد بنشر البيانات الصحفية
هناك مشكلة مألوفة لمقدمي البيانات الصحفية هي الحصول على وسائل إعلام لاستخدامها، لأنه يمكن أن ينتهي بسهولة جدا في سلة المهملات، ولكن بالنسبة للعملاء الذين يقلقون بشأن ذلك يقدم "نيوز واير ناو" حلا، فمن خلال دفع الرسوم المناسبة، يمكن للعملاء ضمان نشر بياناتهم الصحفية على 50 موقعا على الأقل.
ونشر ويتاكر صورة تظهر 17 موقعا سجلها حبيب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مثل "فوكس نيوز 24"، "أمستردام تايمز"، "أستراليا نيوز توداي"، وغيرها، حيث يدرجهم "نيوز واير ناو" كشركاء إعلاميين.
وتتضمن القائمة نفسها 28 موقعا "شريكا" آخر مسجلة باسم "نيوز واير ناو" بواسطة الشخص غامض "سام إيه"، وبصرف النظر عما إذا كانت مسجلة من باسم حبيب أو "سام إيه"، فإن كل هذه المواقع "الشريكة" لها نفس عنوان " آي بي" (بروتوكول الإنترنت).
ونوه إلى أنه في بعض الحالات من الصعب التأكد أي من المواد التي تظهر على المواقع "أخبار" أو علاقات عامة، فعلى سبيل المثال ظهرت مادة حول قطر وصفت بأنها "علاقات عامة" على موقع "صنداي هيرالد"، وباعتبارها أخبارا على موقع "أستراليا نيوز توداي".
واختتم بالإشارة إلى أنه من بين عدة بيانات نشرها المركز الدولي للعلاقات والدبلوماسية المحدودة، توجد 4 بيانات تشير إلى الجماعات التي تناضل نيابة عن فلسطين و3 تتعلق بقطر.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز