سفير فلسطين بالقاهرة لـ"العين الإخبارية": نرفض أي مساس بـ"الأونروا"
السفير الفلسطيني ثمّن موقف الإمارات ومصر والسعودية والأردن وغيرها من البلدان العربية إزاء القضية الفلسطينية.
رفض سفير دولة فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، أي مساس بعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، مؤكدا أن الوكالة تأسست بقرار دولي.
- أزمة مالية طاحنة تضرب "أونروا".. والفلسطينيون الضحايا
- "أونروا" تحذر من الوضع "الكارثي" للفلسطينيين باليرموك
وقال السفير الفلسطيني، في حوار لـ"العين الإخبارية"، إن "الأونروا" أسست بقرار دولي لحماية وتقديم المساعدات لشريحة من الشعب الفلسطيني منذ النكبة، مشيرا إلى أن هناك قرابة 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الداخل والخارج يستفيدون من خدمات الوكالة الدولية.
حل سياسي إنساني
وأضاف أن إنهاء دور "الأونروا" يعبر عن نية لتحقيق أغراض سياسية وصفها بـ"المريبة" لصالح إسرائيل، بهدف إذابة وإلغاء قضية اللاجئين من أي حل سياسي مطروح، مؤكدا رفض القيادة والشعب الفلسطيني كل هذه المحاولات.
وأكد تمسك القيادة الفلسطينية بالقرارات الدولية في هذا الشأن، التي تخص تمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم، لافتا إلى التمسك بالمبادرة العربية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام مع إسرائيل.
وأوضح أن الجامعة العربية منسجمة بشأن الموقف الفلسطيني تجاه "الأونروا" وتأييده، وترفض أي محاولات أخرى، لافتا إلى أن هناك دولا عربية بادرت بدفع مستحقات استثنائية للوكالة بعد قرار واشنطن بتقليص الميزانية لصالح "الأونروا".
كما أكد السفير الفلسطيني أن المعاناة في غزة ليست منفصلة عن البُعد السياسي، موضحا أن الوضع الإنساني في حاجة إلى تدخل عاجل في قطاع غزة، لكن ليس بمعزل عن الحل السياسي.
وقال الحل في غزة حل سياسي وليس إنسانيا فقط، رغم أهمية الأخير.
يد العون
وحول استضافة مصر للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا مؤخرا في المواجهات مع الاحتلال، أكد السفير دياب اللوح أن مصر حريصة منذ اللحظة الأولى على تقديم يد العون من خلال معالجة جرحى العدوان الإسرائيلي، إذ تم فتح معبر رفح ونقل الجرحى إلى مستشفيات العريش وغيرها في القاهرة، وتم تقديم العلاج لهم سريعا.
ورفض السفير الفلسطيني الالتفات إلى محاولات بعض القوى والفصائل بشأن اتهام السفارة في القاهرة بالتقصير في حق الجرحى أو تقصير السلطات المصرية، مؤكدا أن التنسيق بين السفارة ووزارة الصحة المصرية على أعلى مستوى للتدخل في أي وقت حينما يحدث عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنه قام مؤخرا بزيارة جميع الجرحى دون تفريق؛ لأنهم أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، مؤكدا أن الإصابات كانت تستهدف أماكن حيوية في أجساد الجرحى بهدف وقف النضال الفلسطيني.
وألمح إلى أن مصر وبلدانا عربية أخرى قدمت المزيد من المساعدات إلى أبناء غزة من خلال تقديم الأدوات الطبية وغيرها من المساعدات، مؤكدا أن السفارة ستقوم بدورها وبالتنسيق مع مصر لتقديم يد العون للشعب الفلسطيني، بغض النظر عن أي محاولات لتعطيل مسيرة التعاون والتنسيق.
وأشاد بدور مصر التاريخي للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تقف بجانب فلسطين والشعب الفلسطيني بحكم أنها أكبر دولة عربية وتتحمل مسؤوليات تاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وقدمت الكثير لفلسطين من شهداء وجرحى وأسرى، وأسهمت بشكل نوعي في النضال الفلسطيني، وكانت وما زالت تساند الموقف الفلسطيني وثوابته في المحافل الدولية كافة.
ملف المصالحة
وحول اجتماع مرتقب بين حركتي فتح وحماس في القاهرة لاستكمال ملف المصالحة، قال سفير فلسطين لدى مصر "ليس لدي معلومات دقيقة بشأن عقد لقاء بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة".
وأعرب عن أمله في أن يعقد مثل هذا اللقاء في أقرب وقت ممكن لإتمام ما تم الاتفاق عليه.
وأكد أن هناك جهودا تبذل من قبل مصر لعقد هذا اللقاء، وأن هناك ترحيبا من القيادة الفلسطينية بذلك.
وأبدى السفير الفلسطيني أمله في أن تُستأنف مثل هذه اللقاءات من أجل إنهاء ملف الانقسام وتحقيق المصالحة عبر تسليم كل المهام في غزة لحكومة الوفاق، حسب الاتفاقيات السابقة التي تشكل أرضية جيدة لاستئناف الحوارات.
وشدد على الدور المصري لإتمام المصالحة، وقال "متمسكون بالدور المصري لإتمام المصالحة ولا بديل عنه، ونثق بالدور المصري لرعاية وتحقيق المصالحة الفلسطينية"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة لإنهاء هذا الانقسام وتحقيق الوئام لإنهاء دور كل من يحاول عرقلة هذه المصالحة.
ووجه الشكر لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش المصري والأجهزة الأمنية التي تقدم العون للشعب الفلسطيني، الذي تجلى مؤخرا من خلال استمرار فتح معبر رفح بشكل دائم وتسهيل دخول المساعدات وخروج الجرحى.
وحول الموقف الأمريكي وما يطلق عليه "صفقة القرن" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد السفير الفلسطيني لدى مصر أن أي خطة سلام لا تتضمن حل الدولتين وتأكيد حق العودة للاجئين لن يُكتب لها النجاح، وأي خطة لا توافق عليها القيادة الفلسطينية والدول العربية لن يُكتب لها أيضا النجاح.
ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية اتخذت قرارات سريعة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار نقل السفارة إلى القدس وغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، موضحا أن فلسطين قررت قطع علاقاتها بالإدارة الأمريكية الحالية المنحازة لإسرائيل في كل مواقفها وقراراتها.
الموقف العربي
وأشاد بموقف الدول العربية كافة في مساندة القضية الفلسطينية وثوابتها، موضحا أن جولة المسؤولين الأمريكيين في المنطقة مؤخرا أثبتت أن الموقف العربي ثابت إزاء القضية الفلسطينية.
وثمّن موقف الإمارات ومصر والسعودية والأردن وغيرها من البلدان العربية، الذي أكد أن الصف العربي إزاء الثوابت الفلسطينية لن يستطيع أحد أن يخترقه، مؤكدا أن الموقف العربي حقق نجاحات كثيرة مؤخرا تجاه العديد من قضايا الأمة.
كما ثمّن موقف الأزهر الشريف والكنيسة المصرية بشأن الرد على قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس، مؤكدا أن الموقف العربي المساند دائما للقضية الفلسطينية ظهر بكل وضوح وتأكيد خلال هذه المرحلة.
وشدد السفير الفلسطيني على أن الشعب الفلسطيني وقيادته يريدون دولة ذات سيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ولا يريدون دولة ورقية، مؤكدا ضرورة وجود ضمانات دولية تحفظ هذه السيادة حتى لا تكون الدولة عرضة للانتهاكات الإسرائيلية في المستقبل كما يحدث الآن؛ لأن إسرائيل قوة غاشمة تنتهك أي قانون دولي.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز