قيادي بفتح يكشف لـ"بوابة العين" عن تطورات المصالحة مع حماس
قيادي بحركة فتح يطالب حماس بإجراءات لبناء الثقة لإتمام المصالحة ويؤكد أن أمريكا باتت شريكا لإسرائيل وليست وسيطا.
قال ماجد الفتياني، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، إن دولاً مؤثرة في الإقليم وحول العالم تجري مباحثات مع الإدارة الأمريكية خلف الكواليس، لثنيها عن موقفها الأخير حول القدس.
وانتقد القيادي بحكرة فتح في حوار مع "بوابة العين" الإخبارية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها أن قضية القدس خرجت من الطاولة، قائلاً: "الذي أخرج القدس من دائرة المفاوضات أخرج كل العملية السياسية أيضاً".
وقال: "نحن واضحون.. ما نريده من تلك المفاوضات منذ انطلاقتها الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بالإضافة إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، غير ذلك ماذا سيبقى للتفاوض عليه إذا أخرجت القدس واللاجئون من المفاوضات".
أمريكا.. من الوساطة إلى الشراكة مع إسرائيل
وشدد القيادي الفلسطيني على أن الموقف الأمريكي الأخير، يأتي استمراراً للشراكة مع إسرائيل التي باتت واضحة وتنكر حقوق الشعب الفلسطيني، وقال: "إن الإدارة الأمريكية ليست في موقع الوسيط، وإنما هي في عملية شراكة كاملة مع الإسرائيليين".
وأضاف "عندما تتنكر لحقوق شعبنا وعندما تشرع في معاقبة شعبنا عبر وقف الدعم المالي للمنظمات الدولية تكون الإدارة الأمريكية خرجت من حالة الوسيط إلى الشراكة مع الاحتلال".
وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي، تجميد 65 مليون دولار من المبلغ المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، قبل أن تعلن في وقت لاحق وقف منحة بقيمة 45 مليون مخصصة لدعم برنامج المواد الغذائية في "أونروا" أيضاً، وذلك عقب تهديدات من الرئيس الأمريكي بوقف تمويل الفلسطينيين إذا لم ترجع السلطة لطاولة المفاوضات.
لن نترك أرضنا
الفتياني شدد في حواره مع "بوابة العين" الإخبارية، على أن هذه العقوبات الأمريكية "لن تنال من الشعب الفلسطيني ولن تدفعنا لترك أرضنا"، مضيفاً "شعبنا موجود على أرضه، ولدينا خياراتنا ووسائلنا للدفاع عن وجودنا وحقنا، وسنظل نرفض هذه السياسات الأمريكية والإسرائيلية، عبر الإبقاء على قضيتنا حية في الأروقة الدولية حية".
وأكد أن القيادة الفلسطينية تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة مع المجتمع الدولي، للتحرك باتجاه وضع حد للموقف الأمريكي الخطير تجاه القضية الفلسطينية، كاشفاً عن أن "هناك دولاً مؤثرة في الإقليم وحول العالم تجري مفاوضات مع الإدارة الأمريكية خلف الكواليس، لثنيها عن موقفها الأخير، وهذا التحرك سنلمس أثره في القريب".
وأكد انقطاع الاتصالات الفلسطينية مع واشنطن، قائلاً: "لا توجد أية اتصالات بين الفلسطينيين والإدارة الأمريكية بأي شكل ومن أي نوع منذ إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.. اتصالاتنا متركزة مع أصدقائنا في المجتمع الدولي فقط".
المصالحة الوطنية.. إلى أين؟
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي، أكد الفتياني أن وفداً قيادياً من حركة فتح سيتوجه إلى قطاع غزة، بهدف الاطلاع على الأوضاع بشكل عام والتواصل مع أبناء الحركة، إلى جانب التواصل مع حركة حماس وفصائل العمل الوطني "لنحشد جبهة وطنية عريضة، نتشارك فيها جميعاً للخروج من حالة الانقسام لنصل إلى بر الأمان".
وحول مآل المصالحة الوطنية الفلسطينية، أكد أنها مستمرة، لكنها تسير ببطء شديد، وقال: "نحن نعمل على دفعها بشتى الوسائل حتى عودة الوحدة لهذا الشعب"، مشيراً إلى أن "البطء يعود لامتداد الانقسام على مدار 11 عاماً، من الصعب معالجة إرث تلك السنوات بسهولة".
وأضاف الفتياني أن حركة فتح تهدف من "التحركات الداخلية إنقاذ الهوية الوطنية، وحماية قضيتنا الفلسطينية في ظل التحديات الخارجية المحدقة بنا"، مؤكداً أنه لا يوجد اعتراض على توجه قيادات فتح أو وزراء حكومة الوفاق إلى قطاع غزة.
حماس وإجراءات بناء الثقة
القيادي بحركة فتح أكد لـ"بوابة العين" الإخبارية أن ما يجري في غزة لقاءات تهدف إلى تذليل بعض العقبات ومعالجة بعض سوء الفهم أو التحفظات مع حركة حماس.
وأشار إلى أن اللجنة الإدارية القانونية الحكومية أنهت أعمالها وقدمت توصياتها لرئيس الوزراء الفلسطيني، وستعمل وفق التكليف على حل قضية الموظفين بقطاع غزة، وقال: "هناك إجراءات فنية لحل قضية الموظفين تحتاج إلى بعض الوقت".
وشدد الفتياني على أن المصالحة بحاجة لشراكة وطنية حقيقية في القرار السياسي لمواجهة التحديات، لذلك نحن نحتاج لإجراءات من حماس على الأرض في غزة لبناء الثقة، وقال: "لا نريد حل مشكلة الموظفين فقط، دون تسوية كل المشكلات والقضايا العالقة، وهو ما يتطلب بناء قاعدة من الثقة بين جميع الفصائل".
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز