فلسطينيون: حماس تتحمل مسؤولية إتمام المصالحة
قيادات داخل حركة حماس تعطل تنفيذ اتفاق المصالحة ما تسبب في حالة إحباط لدى الفلسطينيين.
تابع الفلسطينيون في قطاع غزة بكثير من الإحباط، نتائج الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، بعدما انتهى البيان الختامي إلى صياغات فضفاضة، وأكدوا أن تمكين الحكومة هو بوابة العبور نحو مصالحة حقيقية تنهي مآسي عشرية الانقسام.
الكرة في ملعب حماس
عدنان أبو حميد الطالب الجامعي (19 عامًا) قال: "كنا نأمل أن تكون مخرجات اجتماع الفصائل أكثر وضوحا ومباشرة، لجهة إنهاء الانقسام واستلام الحكومة مهامها وإنهاء الانقلاب المستمر منذ عام 2007".
وأضاف أبو حميد لـ"بوابة العين" الإخبارية أن "الكرة الآن في ملعب حماس، إما أن تمكن الحكومة لتمارس كل مهامها بشكل حقيقي وفعلي، أو تستمر في المراوغة التي يترتب عليها كل هذه المعاناة للناس".
وانتهى حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة الذي استمر يومين، ببيان مساء أمس الأربعاء، تناول 7 محاور لإنهاء الانقسام، لكنها اتسمت بصياغة عامة دون آليات تنفيذية واضحة أو توقيتات محددة، باستثناء الاتفاق على إجراء انتخابات عامة قبل نهاية عام 2018.
وركز البيان على ضرورة ممارسة الحكومة صلاحياتها في قطاع غزة والقيام بمسؤولياتها، وتنفيذ اتفاق 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بين حركتي فتح وحماس بهذا الخصوص، ومناقشة تعزيز وضعها.
حمادة المصري (56 عامًا) قال: "نريد طي صفحة الانقلاب والانقسام، على حماس أن تدرك أنها فشلت وتمضي إلى الأمام، نعتقد أن قائدها في غزة يحيى السنوار توجهاته إيجابية، لكن هناك الكثير من المعطلين في حركته".
قائمة العار
المصري في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية نوه إلى تصريحات القيادي في حماس وعضو وفدها إلى حوار القاهرة صلاح البردويل "الذي هاجم البيان قبل أن يجف حبره، رغم أن حركته وقعت عليه" على حد تعبيره.
وكان البردويل، هاجم في لقاء عبر "فيسبوك" اتفاق الفصائل ووصفه بأنه "بلا معنى وباهت"، قبل أن يضطر للخروج في تصريح تليفزيوني للاعتذار والتوضيح أن تعليقه الأول انفعالي وبني على نسخة أولى من البيان الختامي.
وطالب المصري بوضع ما وصفها بـ"قائمة العار" للقيادات المعطلة والمخربة لتحقيق المصالحة، وفق قوله.
وسبق أن تعهد مسؤول حماس بغزة يحي السنوار، في لقاء مع الشباب بالقطاع قبل أسابيع بـ"كسر أعناق" من يعطل المصالحة، ما فُهم في حينه بوجود جهات وشخصيات معطلة للمصالحة داخل حماس وحكومتها بغزة.
خيبة أمل ورجاء
رامز أبو عبدو (22 عاما) أبدى خيبته مما تحقق في القاهرة بقوله "تعبنا على مدار 11 عامًا وبتنا بلا أمل أو مستقبل في ظل حكم حماس الفاشل"، إلا أن رجاءه لم ينقطع بإمكانية تحقيق النجاح في النهاية، مؤكدا ضرورة عدم الرجوع للخلف، والتكاتف للمضي نحو إنجاز المصالحة ولو بخطوات بطيئة.
وطالب أبو عبدو حماس "أن تقرأ الأمور بشكل سليم، وتمكن الحكومة من مهامها، لا يعقل أن تسلم الوزارات وتقف الأمور عند سلطة البيئة وهي مدمرة أساسا، وكذلك سلطة الأراضي، وأراضينا منهوبة".
وأعلنت حكومة الوفاق الفلسطينية، أنها لم تتمكن من استلام سلطة البيئة والأراضي بغزة بفعل إعاقات وضعها المسؤولون المعينون من حماس، وتحدثت عن إعاقات جزئية أخرى في بعض الوزارات.
وينص اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، على تشكيل لجنة إدارية وقانونية، تعمل على دمج الموظفين وإعادة هيكلة الوزارات في ضوء الواقع الذي وجد في قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه في 2007.
وقالت مرام الهندي (32 عامًا): "لا بد أن ينتهي الانقسام، على حماس أن تسلم الحكومة كل شئ، نريد أن نعيش بدون قلق أو خوف، ونتمكن من السفر كباقي العالم، يكفي ما واجهناه حتى الآن".
ومن المقرر أن تستأنف الفصائل لا سيما حماس وفتح اجتماعاتهم بداية شهر فبراير/ شباط المقبل لاستكمال وضع الخطوات والآليات العملية لإنجاز كافة الملفات بكل ما ورد من نقاط، بالتنسيق مع القيادة المصرية ورعايتها لخطوات التنفيذ كافة.