عريقات يرد على ترامب: القدس والسلام على طاولة واحدة
انتقادات فلسطينية حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر أن القدس ليست على طاولة المفاوضات.
أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الخميس، أن "التصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب خلال لقائه برئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا، تؤكد عدم أهليته في رعاية أية عملية سلمية".
وشدد عريقات في تصريح أرسل نسخة منه لـ"بوابة العين" الإخبارية على أن "قضية القدس لم تتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات، وإنما تمت إزاحة الولايات المتحدة خارج الإجماع الدولي".
واعتبر عريقات هذه التصريحات إهانة للعرب جميعاً من المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يدعمون إقامة سلام دائم وشامل، وقال: "من يعتقد أن القدس أزيحت من طاولة المفاوضات فعليه أن يعلم أن السلام أزيح من الطاولة أيضاً".
وانتقد عريقات "لغة ترامب الاستفزازية وإصراره على ممارسة الابتزاز السياسي والمالي الرخيص وفرض العقوبات، وإلقاء التهديدات والتعليمات على القيادة والشعب الفلسطيني".
وأعرب عن "استنكاره الشديد لما صرح به ترامب بأن الأموال الأمريكية ستبقى على الطاولة طالما أن الفلسطينيين لن يلعبوا معنا "، وقال: "إن القضايا الجوهرية والمصيرية لشعبنا ليست لعبة كما يراها ترامب، ولن نسمح له بجعل وجودنا على هذه الأرض لعبة أو مقامرة، وعليه التمييز بين الحقوق الأصيلة للشعوب في حقها المشروع والمكفول في القانون الدولي في سيادتها على أرضها وتقرير مصيرها، وبين صفقات الأعمال والمقايضات وفرض الإملاءات بكيفية التعامل مع قضايانا الوطنية".
وأضاف أن إصرار ترامب على إزاحة القدس من الطاولة، والتهديد باشتراط بقاء الأموال على الطاولة بمدى التزام الفلسطينيين بالشروط الأمريكية، والتأكيد على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بحلول العام 2019 هو ضرب من الوهم، وأن قضية الأموال والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى شعبنا ليست منّة أو هبة إنسانية كما يعتقد ترامب، حيث إن قيمة الالتزام والتمويل الدولي ليست قيمة مالية أو قضية منح وتبرعات، وإنما هي قضية سياسية بحتة وتعبر عن واجب المجتمع الدولي والتزامه القانوني والسياسي تجاه شعبنا حتى إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من السيطرة على أرضه وموارده واقتصاده وحدوده وأجوائه.
وأكد عريقات أن "هذه التصريحات يجب أن تشكل إنذاراً للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم، وأضاف: لقد حان الوقت لاتخاذ مبادرات جدية لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من فوضى دولية لا تُحمد عقباها".
ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة: إن سياسة التهديد والتجويع والتركيع لن تجدي مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن "قضية القدس هي قضية مقدسة، وهي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة، وهي لا تُباع ولا تُشترى بكل أموال الدنيا، والتهديد بقطع أموال الأونروا سياسة مرفوضة ولن نقبل بها إطلاقا.
وجدد أبوردينة التأكيد على التزام الجانب الفلسطيني بالسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وقرارات القمم العربية، ومبادرة السلام العربية، وفق حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال أبوردينة: ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها بخصوص مدينة القدس المحتلة فلن يكون لها أي دور في عملية السلام، فإذا بقيت قضية القدس خارج الطاولة، فأمريكا خارج الطاولة أيضا.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز