3 شهداء على أبواب "الأقصى".. وغاز الاحتلال يخنق القدس
الرئيس الفلسطيني قطع زيارته الخارجية لمتابعة التطورات في القدس، فيما استشهد شاب وأصيب العشرات خلال المواجهات
استشهد 3 فلسطينيين وأصيب العشرات، الجمعة، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال في القدس القديمة وبيت لحم خلال "جمعة النفير".
واستخدم الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في الاعتداء على المصلين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن وزارة الصحة أن شابا استشهد في حي رأس العمود بالقدس المحتلة.
ووفق ما قاله شهود عيان لبوابة "العين" فإن الشاب أصيب برصاص مستوطن إسرائيلي.
وشيعت جنازة الشاب محمد شرف (17 عاما) في القدس عقب انتهاء صلاة الجمعة.
كما أعلنت الوزارة، في وقت لاحق، استشهاد شاب ثانٍ برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الطور بالقدس المحتلة ويدعى محمد حسن أبو غنام.
كما استشهد الشاب محمد لافي من بلدة أبوديس في القدس المحتلة برصاص قوات الاحتلال، ليصبح ثالث شهيد فلسطيني خلال تلك المواجهات.
كما شهد شارع صلاح الدين بالمدينة إصابة عدد من المصلين بالرصاص المطاطي وفق ما نشرته وكالة "معا الإخبارية" الفلسطينية.
وامتدت الاحتجاجات والمواجهات إلى مدن فلسطينية أخرى غير القدس.
وفي حصيلة عامة حتى ليل الجمعة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن 391 فلسطينيا أصيبوا خلال المواجهات في عدة مدن، فيما اعتقلت قوات الاحتلال نحو 27 فلسطينيا فى مناطق متفرقة.
وتنوعت الإصابات بين الرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع وكسور نتيجة الضرب والسقوط.
وأفادت مواقع إعلامية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى المقاصد بمدينة القدس مستخدمة قنابل الصوت، وكذلك مستشفى عاليا بالخليل بحثا عن مصابين مطلوبين.
وقالت متحدثة باسم مستشفى المقاصد بيان بيضون إن هناك إصابة حرجة في قسم العناية المركزة، هذا بخلاف استقبال 100 حالة إصابة خلال المواجهات.
وأكدت المستشفي أن قوات الاحتلال اعتدت على المتبرعين بالدم وطردتهم من المستشفى ، مشيرةً إلى أن عشرات المصابين لم يصلوا المستشفي بسبب حصارها واقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية.
وأضافت أن "ما جرى من اقتحام للمستشفى اعتداء غير مسبوق منذ الانتفاضة الأولى قبل 30 عاماً".
وبالرغم من الإجراءات المشددة التي اتبعها الاحتلال ازدحمت الطرق الرئيسة المؤدية إلى البلدة القديمة من مدينة القدس بآلاف المصلين الذين توافدوا من كل الأحياء والبلدات في القدس القديمة للمشاركة في "جمعة النفير".
وأدوا الصلاة في الشوارع خارج المسجد الأقصى؛ تعبيرًا عن رفض تمسك إسرائيل بإقامة البوابات الإلكترونية في محيط المسجد.
وكان التجمع الأكبر للمصلين في منطقة باب الأسباط، ولكن الآلاف أدوا الصلاة أيضا في شارع صلاح الدين وهو المركز التجاري للمدينة، وفي المصرارة القريبة من باب العامود، وفي أحياء وادي الجوز ورأس العامود، وأيضا في داخل الأزقة في البلدة.
ونصبت قوات الاحتلال البوابات الإلكترونية الأحد الماضي ضمن إجراءات أخرى مثل تركيب كاميرات، قائلة إنها لضمان أمن المصلين والزوار.
وجاء ذلك بعد هجوم القدس الذي وقع الجمعة الماضية وقتل خلاله 3 فلسطينيين واثنين من الشرطة الإسرائيلية.
غير أن هذه الإجراءات قوبلت برفض واسع داخل القدس، وأدى المصلون الصلاة في الأيام الماضية أمام الأقصى وليس بداخله للتعبير عن احتجاجهم على وجود البوابات التي يرونهما تعيقهم عن حرية الدخول.
واليوم الجمعة اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات مكثفة للحد من وصول المصلين إلى المسجد في "جمعة النفير".
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين قرب حاجز قلنديا وفي شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة.
كما أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى أنه تم إبلاغ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية بما فيها الميدانية الراجلة ممنوع تواجدها في منطقة باب الأسباط ومحيطها.
واتخذت سلطات الاحتلال 5 خطوات لتشديد إجراءاتها الأمنية، منها عزل البلدة القديمة عبر إقامة الحواجز، ومنع دخول الرجال أقل من 50 عاما وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات من القدس.
كذلك منعت حافلات تقل مصلين من الداخل الفلسطيني من الوصول إلى القدس.
وكنتيجة لذلك، اندلعت اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية.
ومن ناحيته قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، زيارته الخارجية وعاد إلى رام الله لمتابعة الأوضاع في القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وفور وصوله فجرا عقد عباس اجتماعا مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج وفق ما نشرته وكالة أنباء "وفا" الرسمية.
وقدم فرج خلال الاجتماع تقريرا تفصيليا عن الأوضاع الأمنية في الأرض الفلسطينية وخصوصاً الوضع المتوتر في القدس والمسجد الأقصى، والتداعيات المتوقعة على ضوء قرار الاحتلال الإسرائيلي بعدم إزالة البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة والحواجز من محيط الأقصى.
كما واصل عباس الاتصالات مع الجهات الدولية لإلزام إسرائيل بالتراجع عن تشديد إجراءاتها الأمنية في القدس، وخاصة في محيط المسجد الأقصى.
وفي ختام مواجهات "جمعة النفير" نقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن المرجعيات السياسية والدينية اتفقت في ختام اجتماعها اليوم بالقدس على الرفض القاطع للتعامل مع البوابات الإلكترونية الإسرائيلية .