بكوفية فلسطينية وبأغصان الزيتون.. رسائل عباس من قلب جنين
مُتشحًا بكوفية فلسطينية وحاملا أغصان زيتون بيده اليسرى، رسائل عدة مُبطنة وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارته الأولى لمدينة جنين، منذ أكثر من عشر سنوات.
زيارة حملت الكثير من الدلالات وخاصة وأنها جاءت بعد عملية عسكرية إسرائيلية واسعة الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي وخلفت دمارا واسعا.
تلك الزيارة لم تخل من رسائل للداخل والخارج وجهها الرئيس عباس، والذي تعهد فيها بإعادة إعمار المخيم "فورا"، مشيرًا إلى أن جنين هي "أيقونة للنضال والصمود والتحدي".
وتوجه عباس إلى جنين على متن مروحية أردنية أقلعت من مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، بحسب مصدر في مكتبه، قال إنه نادرا ما يغادر الرئيس الفلسطيني مقر إقامته في مدينة رام الله للقيام بزيارات داخلية.
إلا أن تلك الزيارة إلى مدينة جنين والمخيم جاءت "للاطلاع على سير عملية إعادة إعماره" بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة، بحسب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
وفي رسائل تحذيرية لا تخطئها العين، قال عباس: "جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه"، مجددا تأكيده على أن "القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".
وتجمع مئات من الفلسطينيين عند مدخل المخيم حيث ألقى عباس كلمته أمام مطعم محترق تضرر نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
وتوشح الرئيس بكوفية فلسطينية وحمل أغصان زيتون بيده اليسرى، قائلا: "سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل". ووضع عباس إكليلا من الزهر على ضريح قتلى العملية العسكرية والذين دفن معظمهم في قبر واحد.
وشكر الرئيس الفلسطيني كل من قدم الدعم إلى جنين وخاصة الجزائر ودولة الإمارات، قائلا: "ننتظر من الكل أن يقدم الدعم للشعب الفلسطيني"، فيما أكد بالقول: "سنبدأ بإعادة الإعمار فوراً، وسنعيد جنين أحسن مما كانت".
الرئيس عباس أضاف: "يجب أن نتخلص من الاحتلال ونقول لهم ارحلوا عنا. نحن هنا باقون، نحن قاعدون، وأنتم حلوا عنا".
ورافق عباس في الزيارة، رئيس الوزراء محمد إشتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج وغيرهم من الوزراء والقادة في حركة فتح.
وأطلق الرصاص عقب انتهاء زيارة عباس ومغادرته المخيم، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
تأتي زيارة عباس إلى المخيم الذي يقطن فيه 18 ألف نسمة بعد أن عبّر محتجون من المخيم عن غضبهم خلال تشييع قتلى العملية العسكرية، التي أدت إلى دمار كبير في مباني المخيم والطرق والبنية التحتية، واستمرت 48 ساعة.
ودفع المشيعون الغاضبون مسؤولين كبار في حركة فتح التي يتزعمها عباس إلى مغادرة المخيم، وبينهم نائب رئيس الحركة القيادي البارز محمود العالول في خطوة أثارت جدلا واتهمت فتح حركة حماس الإسلامية بالوقوف وراء ذلك.
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في أعقاب العملية الإسرائيلية ضد المخيم عن قطع كافة أنواع الاتصال مع الجانب الإسرائيلي، ما يعني أن زيارة عباس إلى جنين لم تخضع للتنسيق الأمني بين الجانبين.
وأنشئ مخيم جنين عام 1953 لإيواء فلسطينيين طردوا أو فروا من منازلهم إبان "النكبة" الفلسطينية وقيام إسرائيل في 1948.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز