جنين والاستيطان.. مسؤول فلسطيني: أبلغنا واشنطن غضبنا

نقل الفلسطينيون، الإثنين، رسالة غاضبة إلى الولايات المتحدة، إزاء ما يجري في الضفة الغربية، بما فيه اجتياح جنين ومسألة الاستيطان.

وجرى نقل الرسالة خلال اجتماع مسؤولين فلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.

وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ"العين الإخبارية": "نقلنا إلى المسؤولة الأمريكية رسالة غاضبة إزاء التطورات الأخيرة بما فيها اجتياح جنين وإطلاق يد الاستيطان في الضفة الغربية".

وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "قلنا لها إن ما تقوم به إسرائيل ينتهك كل الالتزامات التي أخذتها إسرائيل على عاتقها في اجتماعات العقبة وشرم الشيخ بتجميد الاستيطان ووقف الاجتياحات للأراضي الفلسطينية من خلال احترام المسؤوليات الفلسطينية في المناطق المصنفة (أ) بالضفة الغربية".

وتابع المسؤول الفلسطيني "أبلغناها بأن القيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري، وأن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات بالرد على القرارات الإسرائيلية".

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أنه "طلبنا منها التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي، وهي وعدت بإثارة الأمر مع الجانب الإسرائيلي وبنقل رسالتنا إلى الإدارة الأمريكية".

وكانت ليف وصلت إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في زيارة تستمر حتى يوم الأربعاء، قبل أن تغادر إلى الأردن للقاء المسؤولين هناك.

وتزامن وصول ليف إلى المنطقة، الأحد، مع قرار الحكومة الإسرائيلية نقل صلاحية الاستيطان إلى وزير المالية المشجع للاستيطان بتسلئيل سموتريتش، فيما وصلت إلى رام الله على وقع الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين في شمالي الضفة الغربية.

5 قتلى و91 جريحا

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، مقتل 5 فلسطينيين وإصابة 91 في اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين والمناطق الفلسطينية المحيطة الذي استمر نحو 9 ساعات.

وفجر الاقتحام الإسرائيلي مواجهات عنيفة في جنين أدت إلى مقتل أحمد صقر (15 عاماً)، وقيس جبارين (21 عاماً)، وخالد عصاعصة (21 عاماً)، وقسام أبوسرية (29 عاماً) وفلسطيني خامس لم تعرف هويته بعد.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن 23 من المصابين في حالة ما بين خطيرة وحرجة، و67 ما بين متوسطة وطفيفة.

إصابة 7 جنود إسرائيليين

بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 7 جنود بينهم 5 من عناصر شرطة حرس الحدود.

وأصيب الجنود في كمين نصبه فلسطينيون لناقلة جند إسرائيلية تم استهدافها بعبوة ناسفة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "خلال النشاط العسكري أصيب جنديان بجروح طفيفة ومتوسطة، كما أصيب خمسة من حرس الحدود، وصنفت حالة اثنين منهم بالمتوسطة ​​وثلاثة بجروح طفيفة".

وخلال إخلاء المصابين أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخين على موقع اشتبه الجيش الإسرائيلي بوجود مسلحين فلسطينيين فيه.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخين من مروحية في الضفة الغربية منذ نحو 20 عاما.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قامت قوات من الجيش ووحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود باعتقال مطلوبيْن فلسطينييْن في مدينة جنين، حيث دارت اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين، كما ألقيت عبوات ناسفة نحو القوات التي ردت بإطلاق نار مستهدفة المسلحين ورصدت الإصابات في صفوفهم".

وأضاف: "لدى خروج القوات تعرضت إحدى المركبات العسكرية لانفجار عبوة ناسفة أسفرت عن وقوع أضرار بها".

فيما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: "قصف المروحيات جاء بهدف تمكين الجنود من إخلاء الجرحى من المكان".

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن طلقات أطلقها مسلحون فلسطينيون أصابت ذيل مروحية الأباتشي التي أطلقت الصاروخين.

 وفي الصحف والمواقع الإسرائيلية أفرد المحللون الإسرائيليون مساحات طويلة للحديث عن الكمين الذي أدى إلى إصابة 7 جنود وإصابة مروحية الأباتشي.

وطالب وزير المالية الإسرائيلي بتسليئل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لعقد اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، لبحث تنفيذ عملية عسكرية في شمالي الضفة الغربية خاصة جنين.

مسألة الاستيطان

إلى ذلك، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قرارات الاستيطان الأخيرة في الضفة الغربية.

وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء التقارير عن إعلان الحكومة الإسرائيلية المضي قدما في التخطيط لأكثر من أربعة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية".

وأضاف "ونشعر بقلق مماثل إزاء التقارير عن تغييرات في إدارة نظام الاستيطان في إسرائيل بشكل يسرع التخطيط للمستوطنات والموافقة عليها".

وتابع "وتواصل الولايات المتحدة سياستها طويلة الأمد بمعارضة هذه الإجراءات الأحادية الجانب التي تصعب تحقيق حل الدولتين وتشكل عقبة أمام السلام، وندعو حكومة إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في العقبة في الأردن وشرم الشيخ في مصر والعودة إلى الحوار الهادف إلى وقف التصعيد".

ومن جهته، قال الاتحاد الأوروبي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ إزاء الأحداث الأخيرة في جنين، والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، يجب أن تكون العمليات العسكرية متناسبة ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني".

وأضاف: "انسجاما مع معارضته القوية منذ فترة طويلة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من إعلان إسرائيل عن تسريع مخططاتها لإقرار بناء أكثر من 4000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة في نهاية يونيو/حزيران. يطالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بعدم المضي قدماً في ذلك".

وشدد الاتحاد الأوروبي على أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة أمام السلام وتهدد قابلية حل الدولتين للحياة. كما يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء التغييرات التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في 18 يونيو/حزيران في عملية تخطيط وإدارة البناء في المستوطنات، والتي ستسرع من إنشاء وتوسعة المستوطنات".

وقال الاتحاد الأوروبي: "هذه الخطوات أحادية الجانب تتعارض مع الحاجة إلى ضمان الهدوء ونزع فتيل التوتر على الأرض.. لا يزال الاتحاد الأوروبي يدعم بياني العقبة وشرم الشيخ، ويحث جميع الأطراف على إعادة الالتزام بخفض التصعيد، وتمهيد الطريق نحو أفق سياسي".