43 عامًا على "يوم التضامن".. الفلسطينيون ينتظرون التنفيذ
بعد 43 عامًا على إعلان اليوم العالمي للتضامن معهم، ينتظر الفلسطينيون ترجمة ذلك لخطوات عملية تنهي معاناة أكثر من 7 عقود من الاحتلال.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني1977، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار هذا التاريخ يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو الذي يصادف قرار تقسيم فلسطين، قبل 73 عاما.
ويقول عمر الغول، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ"العين الإخبارية"، إن التضامن مع فلسطين هو العنوان الأبرز والثابت لدى شعوب العالم.
ودلل على ذلك بالتأييد الأممي الكبير لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية المنبثقة عنها.
السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم – بحسب الغول- هل ارتقتت الأمم والدول إلى مستوى المسؤولية لتنفيذ القرارات ذات الصلة بالشأن الفلسطيني؟ وهل التزمت الأمم المتحدة بتنفيذ قرار التقسيم 181؟".
وقال: "نحن بحاجة إلى أن يرتقي العالم إلى مستوى المسؤولية لتأخذ قراراته مكانها على الأرض".
وبقيت القضية الفلسطينية عالقة دون حل رغم خوض عشرات الجولات من المفاوضات وعقد اتفاقات عديدة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
متطلبات ترسيخ التضامن
ويحدد الغول 3 مطالب لترسيخ التضامع مع الفلسطينيين، أولاها اعتراف الدول، التي لم تعترف بفلسطين، والثاني رفع مكانة فلسطين إلى دولة عاملة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وفي 3 أغسطس/آب 2018، اعترفت 137 دولة من الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193 دولة، ودولتان غير عضوين، بدولة فلسطين.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراحا يغير وضع "كيان" فلسطين إلى "دولة مراقبة غير عضو" بتصويت 138 إلى 9، مع امتناع 41 عضوا عن التصويت.
كما طالب الغول أن يتبنى العالم مبادرة الرئيس محمود عباس، التي أطلقها فبراير/ شباط الماضي، في إشارة إلى دعوته إلى عقد مؤتمر للسلام عبر الرباعية الدولية، في مواجهة طرح رؤية صفقة القرن حينها.
وقال الغول: ما لم يرتق العالم إلى تجسيد هذه الخطوات على الأرض يصبح التضامن مجرد موقف تأييد إنشائي دون أفعال.. نتمنى أن نرى التضامن أفعالا على الأرض.
ويدعو قرار التقسيم، الذي يجيء يوم التضامن في ذكراه، إلى إقامة دولة يهودية على 54% من أرض فلسطين التاريخية، ودولة عربية على 44% من هذه الأرض، على أن يتم وضع القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية بسبب مكانتهما الدينية.
ومنذ ذلك الحين أصبحت إسرائيل على 78% من أرض فلسطين التاريخية، فيما الضفة الغربية وقطاع غزة على 22% من هذه الأرض.
غياب الذكرى
ويعتقد الدكتور باسم الزبيدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، أن هذا التاريخ (يوم التضامن) لا يتجاوز أن يكون في روزنامة سنوية لكن من الناحية الفعلية هناك نوع من التلاشي أو الغياب لهذه الذكرى حتى من الفلسطينيين".
وأضاف الزبيدي، لـ"العين الإخبارية"، "بات يوم التضامن يوما عاديا فلا فعاليات على الأرض كما الماضي، والعالم مشغول بقضاياه المختلفة من كورونا وغيرها".
وفعليا اقتصرت الفعاليات الفلسطينية في هذا اليوم، بذريعة قيود كورونا، على إصدار بيانات من الفصائل والقوى بعيدا عن فعاليات ميدانية بخلاف ما كان يجري في السنوات السابقة.
وقال الزبيدي: "هذا اليوم عادي ومحزن لأنه جرت العادة في الماضي التعبير عن التضامن بأكثر من صيغة مع الشعب الفلسطيني. اليوم بهتت القضية الفلسطينية إلى حد التلاشي ولا يتجاوز حضورها الشعارات وقول هنا وقول هناك.. بينما في الشارع لا يوجد فعاليات وطنية وبات التضامن غائبا أمام أمور أخرى".
ورأى أن القضية الفلسطينية تراجعت من الأجندة الدولية، مضيفا أن إعادتها لطاولة العالم يحتاج لوقت طويل يبدأ داخليا بنوع من الانتباه الجدي لترميم الجبهة الداخلية ونوع من التوافق بين الفلسطينيين أنفسهم.
وأكد ضرورة خلق برنامج وطني واتفاق على المؤسسات الممثلة لهم ومجابهة الاحتلال برؤية واحدة.
وقال: "إذا ما وصلنا لذلك ممكن يلتفت لنا العالم ويتعاطف معنا: لكنني أشك أن ينتبه الفلسطينيون لأنفسهم في المنظور القريب".