شكرا ترامب لأنك وحدت العرب خلف راية القدس، وجعلت الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية تذوب.
قد يبدو عنوان المقال غريبا في شكله لكنه حقيقي في مضمونه.. فشكرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أحيا الوعي، من حيث لا يدري بالقضية الفلسطينية، وأعادها إلى صدور الشباب اليافع والبيوت والشوارع، ونفض عنها غبار أراده لها أسلافه وحلفاؤهم.
شكرا ترامب لأن زوبعة قرارك الطائش سمحت بظهور قوس قزح بألوان رايات البلدان العربية والإسلامية وحتى الغربية المتضامنة مع القضية.
شكرا ترامب لأنك أعدت قضية العرب الأولى إلى واجهة الاهتمام الدولي دون عناء، فخطابك المشؤوم الذي أردت به تشييع القضية إلى مثواها الأخير، ردمك تحت لهيبه، وبعثها.
شكرا ترامب لأنك وحدت العرب خلف راية القدس، وجعلت الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية تذوب لترسم ألوان قضيتهم الأولى، بل وحدت جميع الأديان، وأسقطت الحدود ورسمت من حيث لا تدري خارطة دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
شكرا ترامب لأنك أشعلت الغضب والاحتقان في صدور لم تغضب من سنين، حتى خيل إليك ولأمثالك أن النسيان طواه، وعبث به الوقت فجعله يتلاشى ويتفتت حتى بات رمادا، فجئت أنت وحركت الرماد، فاصطليت باللهيب تحته.
شكرا ترامب لأنك أوقفت عقارب الساعة عند القدس.. عند القضية، وأنت الذي طمع في تدوين التاريخ على هوى نتنياهو، فأضحيت أنت وهو على هامش التاريخ.
شكرا ترامب لأنك وحدت العرب خلف راية القدس، وجعلت الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية تذوب لترسم ألوان قضيتهم الأولى، بل وحدت جميع الأديان، وأسقطت الحدود ورسمت من حيث لا تدري خارطة دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
شكرا ترامب لأنك قدمت أيقونة جديدة للمقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، فهذا هو إبراهيم أبو ثريا الذي واجه إسرائيل بنصف جسد وعلم يرفرف فوق كرسيه المتحرك يُخبر المحتل: بأن هذا هو وطني وهذه قدسي سأحميها بما أنا عليه، ليقرر جندي إسرائيلي بائس، سرقة عزيمة هذا الثائر الذي بترت قدماه في قصف الاحتلال على غزة عام 2008، ليسقط اليوم شهيدا على أرض فلسطين التي أودعها أمانة عند الضمير الحي قبل أن تصعد روحه إلى بارئها.
شكرا ترامب، لأنك كشفت عن أيقونة فلسطينية اسمها عهد التميمي، هوايتها مقارعة المحتل بقبضة يد لم تهب يوما قضبان الزنازين.
شكرا لأنك قلبت الأدوار، فارتفعت بالقضية، وأهنت بلدك بصفعة قاتلة من ثلثي بلدان العالم بالأمم المتحدة.
شكرا ترامب لأنك نجحت فيما فشل فيه أسلافك، ووحدت الأرض ضد بني صهيون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة