وفد "حماس" بتونس.. غضب من استغلال "الإخوان" لقضية فلسطين
انتقادات واسعة جاءت كردود فعل غاضبة على زيارة وفد من حركة "حماس" إلى تونس حيث استغلال حركة النهضة الإخوانية لقضية فلسطين والمتاجرة بها
وفد حركة حماس الذي وصل إلى تونس برئاسة الناطق الرسمي باسم الحركة سامي أبو زهري، التقى بقيادات سياسية وعلى رأسهم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإخوانية ورئيس البرلمان التونسي.
وبحسب مراقبون فإن هذه الزيارة التي أثارت حفيظة بعض السياسيين ونشطاء بمجال حقوق الإنسان بتونس، استغلها تنظيم إخوان تونس لإنقاذ صورته المتدنية بالشارع التونسي بعلة دعم القضية الفلسطينية.
كما أثارت تلك الزيارة انتقادات نظرا لما تحمله من أبعاد سياسية تريد حركة النهضة الإخوانية استغلالها لصالحها في فترة تمر بها بأزمة داخلية بتونس.
وتشير بعض المصادر إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد، امتنع عن لقاء "أبو زهري"، الذي أراد خلال هذه الزيارة ترتيب لقاء مع الرئيس، لكن تم إبلاغه بانشغاله نظرا لوجود ارتباطات له لتزامن الزيارة مع أخرى يجريها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى تونس.
ومن جانبه رفض الحزب الدستوري الحر، دعوة "وفد حماس نظرا لانتماءاته الإخوانية التي لا يتعامل معها هذا الحزب، ويشن هجوما حادا منذ تأسيسه وفوزه في الانتخابات البرلمانية لسنة 2019 على جماعة الإخوان ويصفها بالإرهابية".
هذه الزيارة لاقت انتقادا من قبل التونسيين أيضا، حيث رأها البعض في غير محلها خاصة وأن "حركة حماس لا تعترف بالحريات وذلك بعد فرض ارتداء الحجاب على الصحفيات أو منعهن من العمل".
وندد الإعلامي والكاتب هادي يحمد، على صفحته بموقع "فيسبوك" باستقبال نقابة الصحفيين التونسيين للناطق الرسمي لحركة حماس التي وصفها بـ"المنتهكة لحقوق الإنسان الفلسطيني والممارسة لاعتداءات على الصحفيين وكونها لا تؤمن بالحريات العامة والفردية"، وفق قوله.
وقال " يحمد" "استقبال ممثل حركة حماس في مقر نقابة الصحفيين التونسيين خطأ كبير.. حماس لا تعترف بحقوق النساء ولا للأقليات "، وفق وصفه.
وحضر أبو زهري في محطات تلفزيونية وإذاعية تونسية مقربة من حركة النهضة الإخوانية التي حاولت استغلال حضوره للتنويه إلى دور الحركة الإخوانية في قدومه إلى تونس.
وكان لأبي زهري لقاء مع رئيس حركة الإخوان راشد الغنوشي وعدد من أعضاء مكتبها التنفيذي بالمقر المركزي لحركة النهضة.
وتحاول حركة الإخوان توظيف القضية الفلسطينية لاستمالة التونسيين الذين يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني عبر التظاهر بكونها داعمة لحركة حماس ومشتركة معها في المواقف علما وأنها تغافلت سابقا عن التنديد بعملية اغتيال المهندس التونسي المنتمي لحماس، محمد الزواري، في محافظة صفاقس بتونس.
وفي حين تتظاهر حركة الإخوان بدفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره إلا أن ترفض تمرير قانون في تونس يمنع التعامل ثقافيا واقتصاديا مع إسرائيل تجنبا للإضرار بمصالح الكثير منها.
وأسقطت حركة النهضة الإخوانية عام 2013 مشروع قانون في البرلمان التونسي يمنع التبادل الاقتصادي والثقافي مع إسرائيل وامتنعت عن التصويت له تحت قبة السلطة التشريعية.
ويعترض الكثير من التونسيين على مساعي حركة الإخوان توظيف مسار القضية الفلسطينية في السجال السياسي في تونس ومحاولة التظاهر بكونها حركة ثورية ذات توجهات قومية عروبية وتدافع عن حقوق الإنسان نظرا لتراخيها سابقا مع مكافحة الإرهاب الذي خلف عشرات الوفيات في تونس وفي البلدان العربية والأوروبية.
وسخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من تناقض مواقف حركة الإخوان بتونس مع واقعها الملموس، معتبرين أنها حركة تتاجر بالقضية الفلسطينية كما تاجرت سابقا بالدين في سبيل الوصول إلى السلطة.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA=
جزيرة ام اند امز