سفير فلسطين بالقاهرة يشيد بجهود مصر في التوصل للهدنة ويأمل استمرارها
وجه دياب اللوح سفير دولة فلسطين لدى مصر الشكر إلى مصر على جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتوصل لهدنة بغزة
وقال السفير الفلسطيني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن مصر نجحت في وقف العدوان، بينما فشلت العديد من الأطراف الدولية في تحقيق هذا الأمر في مقدمتها مجلس الأمن، واصفا الموقف الدولي بـ"الخجول والمخجل"، بعد أن ساوى بين الجلاد والضحية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، رعته القاهرة، حيز التنفيذ، في تمام الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي مساء أمس، لينهي 3 أيام من التصعيد بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" خلف 44 قتيلا فلسطينيا.
وقال الجيش الاسرائيلي قبل دخول وقف إطلاق النار: "انتهت الضربة الجوية الختامية التي تم التخطيط لها مسبقًا، حيث شنت طائرات ومروحيات حربية بالإضافة إلى طائرات مسيرة ووسائل نيران برية أخرى غارات على أهداف الجهاد الإسلامي في كل أرجاء قطاع غزة".
وفي وقت سابق، أعلنت "حركة الجهاد" قبولها باتفاق الهدنة بصيغة الإعلان المصري، بعد ساعات من إعلان إسرائيل موافقتها عليه.
وكثف الطرفان قبل موعد وقف إطلاق النار تبادل القصف، ونفذت إسرائيل غارات جوية على غزة.
وفي آخر حصيلة بعد الهدنة قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إجمالي عدد القتلى نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يرتفع إلى 44 قتيلا، بينهم 15 طفلاً و4 سيدات وبلغ عدد المصابين 360 شخصا.
نجاح كبير
وأكد السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين لدى مصر، لـ"العين الإخبارية" إن "الدبلوماسية المصرية والاتصالات المصرية، نجحت في وقف العدوان الإسرائيلي، في الوقت الذي فشل فيه مجلس الأمن وأطراف دولية عديدة".
وأضاف، هذا الأمر مقدر من الشعب الفلسطيني وقياداته، ونحن ممتنون للقيادة المصرية على هذا الموقف الذي أدي لوقف العدوان وحقن دماء الشعب الفلسطيني.
وأعرب مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية عن أسفه الشديد من الموقف الدولي، الذي وصفه بـ"الخجول والمخجل"، بعد أن ساوى بين الجلاد والضحية، وطالب بضبط النفس، ولم يطالب المعتدي الإسرائيلي بوقف عدوانه.
و بشأن توقعاته لتثبيت الهدنة الحالية والتوصل لاتفاق هدنة دائم، قال: "نأمل أن تستمر الهدنة، وتتوقف إسرائيل عن عدوانها؛ لأنها من بدأت العدوان دون سبب أو مبرر".
وأكد السفير الفلسطيني لدى القاهرة: نعتقد أن الجهود المصرية متواصلة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وصيانة الأمن والاستقرار في المنطقة، وفتح الباب أمام عملية السلام، ودعم الجهود المبذولة لبناء السلام العادل والشامل بالمنطقة وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة طبيعية وسياسية في إطار دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أرضه التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فيتو أمريكي
ولم يعول السفير الفلسطيني كثيرا على مخرجات اجتماع مجلس الأمن المرتقب حول غزة، قائلا: لا نتوقع الكثير، خاصة في ظل ما نتوقعه من وجود فيتو ورفض أمريكي للحيلولة دون صدور بيان إدانة ضد إسرائيل"، لافتا إلى أن الهدنة أبرمت قبل عقد جلسة مجلس الأمن بفضل الجهود المصرية التي نجحت في اللحظة التي فشل فيها المجتمع الدولي في عمل أي شيء".
لكنه طالب مجلس الأمن بتحمل كامل مسؤوليته بصفته أعلى مؤسسة دولية لكي يضع حدا للاحتلال المستمر، وما يقوم به من ممارسات هو ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني"
وتابع: "على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته في إطار أوسع وأشمل وهو إنهاء الاحتلال واعتماد فلسطين أيضا دولة عضو كامل في الأمم المتحدة".
ويعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق اليوم، اجتماعاً بطلب من مندوب فلسطين، يستمع خلاله إلى إحاطة لمستجدات الوضع في غزة، تليها مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن.
وطالب مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، المجلس بأن يتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وحول تحول الهدنة الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "دائمة"، نبه "اللوح" أنه لا ضمانات ولا ثقة في إسرائيل، حيث أنها تشن عدوانا على الشعب الفلسطيني بشكل شبه يومي في القدس والمسجد الأقصى وجنين والخليل وكافة أنحاء الضفة الغربية، وفقا لتقدير دياب.
وشدد على أن "إسرائيل تقتل الفلسطينيين بدم بارد على الحواجز العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية على مسمع من العالم، وهو لا يحرك ساكنا، لأنه؛ يكيل بمكيالين تجاه ما يحدث في فلسطين، وما يحدث في مناطق أخرى".
وتحدث السفير الفلسطيني عن الموقف العربي إزاء ما شهدته غزة من تصعيد إسرائيلي، قائلا: "الموقف العربي واضح، ونحن نشكر الأشقاء العرب على إدانتهم للعدوان، ونطلب منهم دعم صمود الشعب الفلسطيني، والتمسك بما جاء بالمبادرة العربية السلام من أجل إنهاء الاحتلال الذي طال أمده.
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، بالجهود المصرية التي أدت إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند: "أرحب بوقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل بعد أيام من الصراع. أشعر بحزن شديد لفقدان الأرواح والإصابات ، بما في ذلك الأطفال.
والجمعة الماضية نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة "الجهاد الإسلامي" التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.