بالصور.. زوجان فلسطينيان يجمعان 3 آلاف قطعة أثرية تروي حضارة وطنهما
الزوجان الفلسطينيان محمد أبولحية ونجلاء أبونحلة.. فنانان تشكيليان يعملان بانسجام فريد ويتابعان بشغف القطع الأثرية التي جمعاها
جمع بينهما الحب والهوى وعشق الوطن والتراث فحولا هذا الحب إلى قصة نجاح وإنجاز، عبر متحف استثنائي جمعا فيه آلاف القطع الأثرية التي تروي آلاف السنين من الحضارات التي مرت على فلسطين.
الزوجان الفلسطينيان محمد أبولحية ونجلاء أبونحلة.. فنانان تشكيليان يعملان بانسجام فريد ويتابعان بشغف القطع الأثرية التي جمعاها قطعة قطعة، ويحنوان عليها كما يحنوان على فلذة كبدهما.
رحلة عبر الحضارات والتاريخ يأخذك إليها المتحف الفريد الذي أسسه الزوجان في منزل قديم على مساحة 400 متر مربع، في بلدة القرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي البلدة التي قطنا فيها، وجمعا منها جزءا كبيرا من هذه الآثار.
البداية جاءت في عام 2016، كما يقول "أبولحية" لـ"العين الإخبارية"، وكانت بسيطة بجمع بعض القطع التراثية والآثار في إحدى غرف منزلهما، وتطورت الأمور لمساحة أكبر لتأسيس متحف في بدروم المنزل، قبل أن يجري استئجار منزل تراثي قديم يعود لعام 1956 لاحتضان هذه القطع التراثية.
ويوضح "أبولحية" أنه وزوجته الفنانة التشكيلية يتابعان بشغف هذا المتحف، وعقدا العديد من الورش التوعوية، حتى بات هناك قطاع واسع من الشباب في منطقتهما مؤمن بالفكرة، والتي تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والهوية الفلسطينية.
ويعتقد "أبولحية" أن هذا المتحف الذي يروي تاريخ فلسطين الحضاري، يأتي ليؤكد الهوية الفلسطينية العريقة، في الوقت الذي يحاول فيها الاحتلال تزوير التاريخ عبر روايات زائفة تدحضها كل قطعة تراثية وأثرية في هذا المكان.
ووفق الفنان "أبولحية" فإن أرض بلدة القرارة الواقعة شمال مدينة خان يونس تخبئ الكثير من الكنوز التاريخية، التي تدل على حضارات كبيرة سكنت فلسطين وربوعها، وتحكي حكايات أمم وأقوام تمسكوا بالأرض ودافعوا عنها أمام الغزاة.
ويبين "أبولحية" أن نحو 90% من المقتنيات الأثرية المعروضة في المتحف، استخرجت من منطقة القرارة، ومنها التيجان والأحواض والأعمدة الأثرية التي تعود للعصرين الروماني والبيزنطي، إضافة لأدوات من التراث الفلسطيني القديم.
وتتعدد الأقسام في المتحف، ففي أحد أجزائه قسم التراث، حيث تبرز العديد من الألبسة القديمة والاكسسوارات التي كانت تستخدمها نساء فلسطين، وفي قسم آخر دائرة الآثار، الذي يروي الحضارات الرومانية البيزنطية عبر الأعمدة وأحواض الزيت ولوحات الفسيفساء فائقة الجمال.
وفي أقسام المتحف، يمكن رؤية أدوات الزراعة القديمة مثل المنجل والفؤوس المتنوعة، وأدوات العمل المنزل، ومنها المكاوي التي تعمل بالفحم المشتعل إلى جانب سروج وألجمة للخيول.
كما يمكن مشاهدة نماذج قديمة للراديو وسلال قشية، وموازين نحاسية، ومجسمات معدنية لحيوانات ومواقد، توثق حياة الفلسطينيين في غابر الزمان.
وتوضح الفنانة التشكيلية نجلاء أبونحلة أن ما يميز المتحف اهتمامه بالأبعاد الثقافية، وتأسيسه في منطقة ريفية ولكنها عريقة وقديمة.
وقالت "أبونحلة" لـ"العين الإخبارية" "بخلاف ما كان يعتقد بأن هذه بلدة حديثة، فقد ثبت أنها (القرارة) بلدة قديمة وعريقة عاصرت العديد من الحضارات، واشتهر سكانها بصناعة الفخار والزجاج، وكان بها سوق مازن إبان الحضارة الرومانية".
وذكرت أن المتحف يضم 3 آلاف قطعة تراثية وأثرية، مبينة أن رحلة عرضها في المعرض تمر بمراحل، بداية من لحظة استخراجها من الأرض أو الحصول عليها، وحتى تنظيفها وترتيبها لتعرض في قسم مناسب لها داخل المتحف.
وأشارت إلى أن علاقتها بزوجها محمد "استثنائية"، وجمع بينها حب الفن والتراث، فاختارا تأسيس هذا المتحف ليكون قبلة محبي التراث والآثار.
وقالت إن وزارة السياحة والآثار زارت المتحف، وفحصت القطع الموجودة، وأعطتها أرقاما في سجلاتها لتبقى محفوظة، مبينة أن المتحف مفتوح للجميع، ورسالته التأكيد على الهوية الفلسطينية والتراث الوطني في وجه محاولات التزييف وتزوير التاريخ.