وسط آلام حرب غزة.. قصة نجاح تبعث الأمل بطلها مهندس زراعي (حوار)
أبوربيع: 80% من الأراضي فقدت صلاحيتها بسبب الأسلحة المستخدمة في الحرب
ما يحدث لأهالي قطاع غزة من مجاعة وندرة الحاصلات الزراعية نتيجة للعدوان علي القطاع، دفع مهندسا شابا للبحث عن وسائل لحل أزمة الزراعة وتوفير الغذاء.. كيف نجح؟
داخل منزله المدمر في قرية بيت لاهيا في شمال غزة، تقدم الشاب الفلسطيني المهندس الزراعي يوسف صقر أبوربيع بمبادرة جديدة لحل أزمة ندرة المحاصيل الزراعية، من خلال الزراعة داخل الصوبات الزجاجية داخل المنازل، وبمواد عضوية صديقة للبيئة.
وأوضح المهندس الزراعي يوسف صقر أبوربيع، في حواره مع "العين الإخبارية"، أن الحرب على قطاع غزة أسهمت بشكل كبير في انقراض الكثير من المحاصيل الزراعية، والأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا أثرت على تربة الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما أدى إلى فقد أكثر من 80% من الأراضي الزراعية صلاحيتها.
وأضاف أنه كمهندس زراعي تخصص في الإنتاج الزراعي ووقاية النباتات، قام بإجراء العديد من الدورات التدريبية للمزارعين والمهندسين الزراعيين حول التقنيات الحديثة والزراعة العضوية، ويقدم مبادرة قد تسهم في حل جميع مشاكل القطاع الغذائية.
وإلى نص الحوار
** كيف غيرت الحرب وهجمات الاحتلال من طبيعة الأرض الزراعية في فلسطين؟
** هل تعتقد أن هناك تأثيرات سلبية خاصة نتيجة الأسلحة في طبيعة الأرض الزراعية؟
ليست في الحرب الأخيرة فقط، ولكن في كل الحروب السابقة أيضا، فالثابت والشاهد العلمي أن كل الأراضي الزراعية التي تم استهدافها بكافة الأسلحة لم تعد تنبت أي نباتات زراعية، وهو ما يعني أن الحرب أثرت طبيعيا ومناخيا على الأراضي الزراعية، وفي الحرب الأخيرة هناك استهداف واضح ومتعمد للأراضي الزراعية، والهدف بالطبع تجويع الشعب الفلسطيني وحصاره عبر منع الغذاء والزراعة.
** وكيف أثر ذلك على الأمن الغذائي الفلسطيني؟
- تأثر الفلسطينيون بشكل كبير حتي وصلنا إلى حد المجاعة، وهناك بالفعل أطفال ماتت بفعل المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، فمع اشتعال الحرب علي غزة هناك تأثيرات سلبية على الأراضي الزراعية، حتى أصبح لا يوجد أي إنتاج زراعي بعد أن تأذت المحاصيل الزراعية بشكل كبير، وذلك بالطبع لتأثر التربة بالقصف المتواصل بكافة الأسلحة، وأيضًا لعدم وجود أي اعتناء بالأراضي التي منعونا من دخولها حتي صارت حالتها من سيء لأسوأ، وهو ما أدى إلى حدوث انقراض كبير للكثير من الحاصلات الزراعية، وفي النهاية تعرض الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة لمجاعة شديدة، خاصة في شمال القطاع.
"هنزرعها بعون الله"
** كيف يمكن حل أزمة الزراعة في قطاع غزة واستعادة الإنتاج الزراعي بالقطاع؟
- الفكرة بمنتهى البساطة تعتمد على ما تعلمته خلال دراستي الجامعية، وهو كيفية زراعة النباتات والمحاصيل باستخدام طرق مختلفة بما في ذلك التكنولوجيا المائية في الدفيئات الزراعية المائية، والتي أثبتت أنها تقنية رائعة وحديثة الزراعة، وإنتاج أغذية صحية بأسعار معقولة في وقت أقل، وبعوائد أكبر بكثير، وهو ما شجعني على اعتماد طريقة مختلفة لزراعة الفراولة بطريقة تقلل من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، وتعتمد على موارد صديقة للبيئة مثل ضوء الشمس واتجاه الرياح.
واليوم أصبح لدي حلم كبير في التحول إلى زراعة النباتات في بيوت زجاجية، لتوفير الغذاء لأهل غزة، وللأسف الشديد حاليا لا توجد مزورعات أو أعشاب يمكن أن يتغذى عليها أهالي غزة، حتى إن الجميع يعلم جيدًا أن أهالي شمال القطاع كانوا يعيشون منذ بدء الحرب على نبات "الخبيزة"، وهي نبتة برية في فلسطين، والحقيقة الفكرة التي تقدمت بها فكرة بسيطة، ولكنها تحمل رسالة للعالم كله أننا شعب يرغب في الحياة، لذلك أطلقت على المبادرة شعار "هنزرعها بعون الله".
** هل قمت بتجربتها ومدى صلاحيتها للأجواء الحالية في ظل الحرب؟
** هل تعتقد أنها ستسهم في حل الأزمة الغذائية للشعب الفلسطيني؟
** ما الذي ينقصك وتحتاج له نجاح الفكرة أو المبادرة؟
ينقصنا الكثير من الاحتياجات والمواد الأساسية بالطبع، ففي ظل هذه الحرب، وفي ظل انعدام المواد الأساسية، لذا أحتاج لدعم هذه الفكرة من المؤسسات الدولية، لتوفير كل سبل النجاح لها وإدخال المواد الأساسية لبناء البيوت المحمية والدفيئة والأغطية المطلوبة والبذور وكذلك الأدوات اللازمة، خاصة أن الموقع الذي قمت فيه بتنفيذ مبادرتي تم استهدافه بشكل مباشر، ورغم ذلك لدينا هدف بتوفير الأمن الغذائي للشعب الفلسطيني في غزة، نحن نحرص على توفير أكبر قدر ممكن يسهم في استعادة العافية لأهالي القطاع وتوفير قوت يومهم، خاصة في المناطق التي لا تصلها المساعدات والتي يموت أطفالها من الجوع، فالحل في زراعة محاصيل سريعة وهذا يتوافر في البيوت الزراعية المحمية أو الصوبات الزراعية والزراعة المائية.