قيادي فلسطيني: نرفض تفكيك "أونروا" ولا نقبل بالتوطين
أبوهولي قال إن: "الخطة الأمريكية للسلام مرفوضة؛ ومن ضمنها الفصل السادس عشر، الذي يختص في قضية اللاجئين".
أكد الدكتور أحمد أبوهولي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية مسؤول ملف اللاجئين فيها، رفض أي محاولة لإنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ورفض القيادي الفلسطيني الخطة الأمريكية للسلام فيما يتعلق بتوطين الفلسطينيين.
وأشاد أبوهولي في لقاء مع "العين الإخبارية"، بدعم الإمارات والسعودية لمنظمة "أونروا"، ما ساعدها في أداء أدوارها رغم توقف المساعدات الأمريكية.
وشدد القياي الفلسطيني على رفض الخطة الأمريكية للسلام المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، محذراً أنها تتضمن عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من داخل أراضي 48.
وقال أبوهولي إن: "الخطة الأمريكية للسلام مرفوضة؛ ومن ضمنها الفصل السادس عشر، الذي يختص في قضية اللاجئين".
واعتبر أن عنوان هذه الخطة هو "إنهاء الوجود الفلسطيني؛ فلا عودة فيها لـ6.5 مليون لاجئ فلسطيني إلى أرضهم، وهي بذلك تنهي حق العودة وتقتل قرارات الشرعية الدولية؛ خاصة قرار 194 الذي يؤكد حق العودة والتعويض للاجئين".
5 مخاطر
وأشار القيادي الفلسطيني إلى أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي في 28 يناير الماضي، تقدم حلاً لقضية اللاجئين وفق التصورات الإسرائيلية، موضحاً أنها تربط عودة بعض اللاجئين للدولة الفلسطينية الجديدة بموافقة إسرائيل على تلك العودة.
وأوضح أن الخطة تسعى إلى توطين اللاجئين الفلسطنيين في الدول المضيفة، فضلاً عن تهجير أعداد منهم إلى دول منظمة التعاون الإسلامي، كما أنها لا تتضمن تعويض اللاجئين وفق قرار 194، بل ستمنح أموالاً للدول المضيفة.
وقال أبوهولي إن: "لبنان وسوريا والأردن وفلسطين أعلنت مواقفها السياسية بأنه لا توطين للاجئين.. والدول العربية تؤكد باستمرار رفض التوطين والصفقة وتلك مواقف مهمة نبني عليها في القيادة الفلسطينية".
ووفق المسؤول الفلسطيني؛ فإن الخطة تريد إعادة تهجير الفلسطينيين من منطقة المثلث (داخل إسرائيل) إلى ما يسمى بالدولة الفلسطينية الجديدة.
ونبه إلى أن الخطة تريد إنهاء وكالة الأمم المتحدث لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واستبدالها بصندوق استثماري غير محدد المهام بإدارة أمريكية إسرائيلية، وإنهاء المخيمات كشاهد حي على النكبة والتهجير.
وأكد أن كل هذه البنود في الفصل 16 وصولاً لتصفية قضية اللاجئين، مرفوضة تماماً من القيادة والشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن تطبيق هذه الرؤية يعني إعادة تهجير جديدة من أراضي 48، وإنهاء حلم 6.5 مليون لاجئ للعودة إلى فلسطين.
المواجهة
وحول خيارات مواجهة هذه الخطة الأمريكية للسلام، أكد أبوهولي أن هناك تحركات سياسية ودبلوماسية فلسطينية، بدأت بتحرك الرئيس محمود عباس إلى جامعة الدول العربية ثم منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال: "آن الأوان لتحقيق الوحدة ونبذ الخلافات والانقسامات لتثبيت الحق الفلسطيني"، مؤكداً أنه "منذ اللحظة الأولى لإعلان الصفقة، دعا الرئيس عباس حركتي حماس والجهاد للاجتماع القيادي الطارئ برام الله"، كاشفاً عن "جهود حثيثة تبذل لترتيب اللقاء بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس والجهاد للوصول إلى رؤية موحدة لمواجهة الصفقة".
واعتبر القيادي الفلسطيني أن الانقسام "سيف مسلط على رقابنا ولم يعد هناك شيء يستحق أن نبقى على هذه الحالة التي تعد إحدى نقاط ضعفنا على كل المستويات السياسية والاجتماعية".
وحذر من أن استمرار الانقسام الفلسطيني سيسهل تنفيذ الخطة الأمريكية، بحيث يتم التعامل مع غزة عبر تفاهمات خاصة بينما يتم الضم في الضفة للأغوار والمستوطنات.
أمريكا ودعم أونروا
وحول ما تتعرض لها الـ"أونروا" من ضغوط أمريكية، أشار القيادي الفلسطيني إلى أن واشنطن أخذت قرارها في 2018 بقطع كل مساعداتها، وحاولت في إطار تجفيف مواردها أن تصل إلى مرحلة إغلاقها، وصولاً إلى شطب ملف اللاجئين.
وأكد أن أمريكا حاولت أن تظهر للعالم أن الأونروا لا تمت بالشفافية لنيل ثقة العالم وأنها محل شبهات بالفساد للتأثير على مواقف الدول منها.
وتوقع أن تستمر أمريكا في قطع المساعدات والضغط على بعض الدول، لوقف دعمها للأونروا، لإنهاء تلك المؤسسة التي تعد شاهدة على تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال أبوهولي: "إن اليمين الإسرائيلي يستغل الموقف الأمريكي لإنهاء الأونروا؛ خاصة في القدس؛ حيث سن النائب عن حزب الليكود نير بركات، وهو رئيس بلدية القدس الغربية الأسبق، مشروع قرار لتقديمه للكنيست لحظر عمل أونروا في القدس".
وشدد على أن "ذلك يحتم علينا مواجهة المحاولات الإسرائيلية لبدء شطب قضية اللاجئين من القدس.. ومطلوب من إدارة الوكالة ألا تستسلم لهذه التهديدات".
الدعم العربي
وأشاد القيادي الفلسطيني بالدعم العربي الذي ساعد الأونروا على تجاوز أزمتها، قائلاً: "في عامي 2018 و2019، قدمت الدول العربية دعماً مالياً مهماً جداً ساعد الأونروا في تجاوز أزمتها المالية"، وأشاد بشكل خاصة بالدعم الذي قدمته السعودية والإمارات والكويت.
وقال: "نحن نأمل من هذه الدول أن تزيد دعمها المالي حتى تستطيع الأونروا تعويض العجز الكبير.. وندعو الأونروا لتوسيع قاعدة المانحين لتعويض العجز المالي".
وحول واقع المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان، أوضح أن "الوضع مأساوي"، وتابع: "مخيم اليرموك المعروف أنه عاصمة الشتات حل فيه الدمار الشامل ولم يعد للاجئ الفلسطيني بيت أو حتى خيمة".
وأضاف: "هناك استهداف حقيقي للمخيمات الفلسطينية بسوريا ولبنان، الذي تعيش المخيمات فيه ظروفاً معقدة جداً من فقر وبطالة وسوء مسكن".
وتمنى على لبنان أن يعيد النظر في بعض القوانين التي من شأنها التخفيف عن اللاجئ الفلسطيني، داعياً الأونروا لإيجاد برامج طوارئ لإعادة بناء اليرموك وغيره من المخيمات.