نكبة فلسطين الـ70.. إحياء على وقع مجزرة
تعيد النكبة ذكريات تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية تم تهجير 800 ألف من سكانها في العام 1948
مع حلول منتصف اليوم الثلاثاء، أطلقت صافرات الإنذار لمدة 70 ثانية في الأراضي الفلسطينية، إيذانا بإحياء الذكرى السنوية الـ 70 لنكبة عام 1948.
في الشوارع، وقف الفلسطينيون لحين انتهاء صافرات الإنذار، لكن العشرات منهم تحركوا سريعاً باتجاه الجواجز الإسرائيلية للاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتعيد النكبة ذكريات تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية تم تهجير 800 ألف من سكانها عام 1948، رغم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
ونتج عن النكبة اللجوء الفلسطيني، إذ يعيش نحو 6 ملايين ونصف المليون فلسطيني في الشتات، لكن أمل حلم العودة لا يغيب عن عيونهم.
وكان مركز الإحصاء الفلسطيني أشار إلى أن عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ "في نهاية العام 2017 حوالي 13 مليون نسمة، أكثر من نصفهم (6.36 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية بمن فيهم (1.56 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)".
ذكرى النكبة
مستخدمين المفاتيح القديمة لمنازلهم التي تم تهجيرهم منها، اعتاد الفلسطينيون إحياء هذه الذكرى بالتأكيد على تمسكهم بحق العودة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
لكن الذكرى تحل هذه العام وسط تطورات صعبة، فالولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إلى المدينة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي غطرسته فيقتل عشرات الفلسطينيين في غزة.
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريح أرسلته لـ"العين الإخبارية" استشهاد 61 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي آخرهم الطفلة ليلى الغندور، 8 أشهر، التي ارتقت اليوم.
ونفذ الفلسطينيون عشرات الندوات والفعاليات والوقفات في المدن والقرى الفلسطينية لإحياء ذكرى النكبة.
وإضافة إلى الإضراب العام الذي ساد الأراضي الفلسطينية منذ صباح اليوم الثلاثاء، فإن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
ورصدت "العين الإخبارية" مواجهات عنيفة في نابلس والبيرة والخليل في الضفة الغربية وحدود قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح.
فقد أضرم الشبان الملثمون النيران بإطارات السيارات على مقربة من الحواجز الإسرائيلية، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي المغلف بالمطاط باتجاه الفلسطينيين الغاضبين.
وأشارت وزارة الصحة إلى 3 إصابات متوسطة نتيجة إصاباتهم بالرصاص الحي في الخليل و4 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في البيرة.
وندد مجلس الوزراء الفلسطيني في ختام جلسته الأسبوعية اليوم بـ"المذبحة الوحشية، وأدان قرار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بنقل وافتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة في خطوة أمريكية، لا تهدف فقط إلى التنكر وانتهاك ومخالفة قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فحسب، وإنما إلى استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني بتزامنها مع الذكرى السبعين للنكبة، واستفزاز مشاعر الأمتين العربية والإسلامية".
وأكد المجلس في بيانه الذي أرسله لـ"العين الإخبارية" على أنه "على الإدارة الأمريكية الحالية أن تدرك أن إقدامها على هذا القرار الفاضح والمنحاز لطرف على حساب الطرف الآخر، إنما تساهم في إدامة الصراع إلى ما لا نهاية، ومدّه بكل أسباب العداوة والعنف، وتحويله إلى صراع ديني، ونقله ككرة نار ملتهبة من جيل إلى أجيال متلاحقة، وهي التي كانت يوماً الراعي الأول لوضع حد لهذا الصراع".
ووجه مجلس الوزراء الفلسطيني"تحية إكبار واعتزاز إلى أهلنا في الداخل، وإلى كافة أبناء شعبنا في الوطن وفي مخيمات اللجوء وفي الشتات بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة.
واستكمل: "في هذا اليوم الذي نحيي فيه هذه الذكرى الأليمة التي حلت بشعبنا الفلسطيني، فإننا لا نقف لنبكي على حقوق اغتصبت، ولا لنستحضر كل ما ترسب في نفوسنا من ذكريات مريرة، وكل ما اختزنته قلوبنا من مشاعر بالظلم والإجحاف، وإنما لنجدد العهد على استعادتها، بكل ما تنطوي عليه الروح الفلسطينية من إرادة وعزم وتصميم، مستمدين قوتنا من قدرة شعبنا التي لا يشق لها غبار على الصمود والصبر".
كما شدد المجلس على أن "صمود شعبنا الأسطوري أمام هذه المحنة الكبرى، وإعادة انبعاثه، هي معجزة تبعث على الفخر والاعتزاز، وأن عملية استرداد الهوية الوطنية، وانتزاع الاعتراف بنا كشعب، ومراكمة سلسلة طويلة من الإنجازات والمكتسبات والحقائق الكيانية، قصة نجاح هامة، رغم كل ما واجه المسار الطويل من مصاعب وعثرات وإخفاقات، كانت تزيدنا إصراراً وتصميماً، وترفع من سوية المجابهة مع تعاقب الأجيال".
وأكد المجلس في هذه الذكرى على "مسؤولية الأمم المتحدة التاريخية ودورها تجاه قضية فلسطين، ووجوب انحيازها إلى جانب قيم الحق والعدالة الإنسانية".
وتسود حالة من الغضب الشديد أوساط الفلسطينيين على المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة أمس، وسط انتقادات دولية واسعة.
وقد عم الإضراب الشامل جميع الأراضي الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، حدادا على أرواح شهداء "مذبحة غزة"، في وقت توعد فيه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالمزيد من القتل في الذكرى السنوية الـ70 للنكبة التي تصادف 15 مايو من كل عام.
وشمل الإضراب، الذي عم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، المحال التجارية والمصارف والمؤسسات العامة والجهاز التعليمي والمواصلات العامة، فيما تم تنكيس الأعلام الفلسطينية في المؤسسات الرسمية.