إسرائيل تتفاوض مع الأسرى لإنهاء الإضراب
المفاوضات بين المضربين في سجون الاحتلال والنائب العام الإسرائيلي تأتي للتخفيف من معاناتهم خاصة المرضى.
أكد اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الإثنين، وجود مفاوضات بين المضربين في سجون الاحتلال والنائب العام الإسرائيلي، محذرًا من أن معاناتهم خاصة المرضى منهم متفاقمة.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال أبو بكر، الإثنين، إن المفاوضات تجري عبر محامي هيئة شؤون الأسرى، مشيرًا إلى وجود 6 مضربين عن الطعام؛ احتجاجا على اعتقالهم الإداري، منهم الأسيرة الأردنية هبة عبدالباقي.
والاعتقال الإداري نمط إسرائيلي يجري دون تهمة محددة ووفق ملف سري من مخابرات الاحتلال، وهو قابل للتمديد أكثر من مرة.
أقدم المضربين
وأكد المسؤول الفلسطيني أن أقدم الأسرى المضربين هو الأسير المريض أحمد عبدالكريم غنام (42 عاما) من الخليل، موضحاً أنه مضرب منذ 86 يوماً، رغم أنه كان يعاني سابقاً من سرطان في الدم، ويخشى عودة المرض له، خاصة مع معاناته أيضاً من ضعف المناعة.
وأشار إلى أن غنام هو أكثر المضربين تدهورا في حالته الصحية، وهو محتجز في مستشفى الرملة في ظروف قاسية، ويعاني من هبوط نسبة السكر في الدم، وآلام حادة ومستمرة في أنحاء جسده، ودوار في رأسه، ونقص وزنه 24 كيلوجراما، ولا يستطيع الوقوف على قدميه.
وبيّن اللواء أبو بكر أن محامية الهيئة تفاوض النائب العام الإسرائيلي لتخفيض ما تبقى من حكم الأسير طارق قعدان لشهرين بدلا من 4 أشهر ليفك إضرابه.
والأسير قعدان من مدينة جنين، وهو يواصل إضرابه المفتوح منذ 69 يوماً متتالية، رفضاً للاعتقال الإداري بحقه، وأعيد حبسه في فبراير/شباط الماضي.
وصدر بحق "قعدان" قرار اعتقال إداري لـ6 أشهر، رغم أنه أمضى ما يقارب 15 عاماً في سجون الاحتلال، وحالته الصحية متردية.
الأسرى المرضى
رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أكد أيضاً أن واقع المرضى داخل سجون الاحتلال "سيئ جداً"، مشيراً إلى وجود أكثر من 700 أسير مريض بينهم 40 يعاني من أمراض خطيرة ومزمنة، ويواجهون الموت البطيء.
ولفت إلى أن أخطر الحالات حالياً الأسير سامي أبو دياك المصاب بالسرطان حاليا؛ حيث يعيش على مسكنات قوية جدا في المستشفى، محذراً: "يمكن أن نسمع نبأ استشهاده في أي وقت".
وأشار إلى أن هيئته أرسلت أسماء الأسرى المرضى على المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للتدخل لدى الاحتلال والضغط عليه.
وقال: "هناك شجب واستنكار من المؤسسات لكن هذا كلام فارغ لا يؤثر في إسرائيل.. طالما لا يوجد شيء يؤثر ماديا على الاحتلال فالشجب والاستنكار لا تأثير له".
عربيد.. ضحية جديدة للتعذيب
ونبه اللواء قدري أبو بكر إلى أن الوضع الصحي للأسير سامر عربيد صعب جدا في المستشفى الإسرائيلي؛ إذ يشبه "الموت السريري"، وزاره وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرا، ونقل أنه في حالة غيبوبة.
واعتقلت قوات الاحتلال "عربيد"، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، واتهمته بأنه مسؤول خلية نفذت عملية عين بوبين قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، وأدت لمقتل مستوطنة وجرح مستوطنين آخرين.
وأشار إلى أن هيئة الأسرى ممنوعة من زيارة عربيد بقرار من الاحتلال بذريعة أنه لا يزال في مرحلة التحقيق.
وتعرض عربيد للتعذيب من قوات الاحتلال ما أدى لتدهور خطير في صحته.
وأشار أبو بكر إلى أن 73 أسيرا فلسطينيا استشهدوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967، نتيجة تعرضهم لصنوف قاسية من التعذيب، الجسدي والنفسي، في حين أن مئات آخرين كان التعذيب سببا رئيسيا في وفاتهم بعد خروجهم من السجن أو تسبب لهم بإعاقة دائمة.
وذكر أنه منذ بدء الاحتلال كان الاعتقال يكون لكل من يقوم بعمل عسكري، حاليا الاعتقالات على أسباب بسيطة جدا كتصوير جندي إسرائيلي على حاجز بالضفة، ونشرها على فيسبوك.
وأكد أن 5700 أسير حاليا في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون ظروفا صعبة للغاية، لافتاً إلى وجود 14 فلسطينيا معتقلين منذ أكثر من 30 عاما متواصلة.