اليوم الدولي للتضامن معهم.. الفلسطينيون ينشدون الفعل في المحنة الأشد
في مثل هذا التاريخ من العام، يحيي الفلسطينيون اليوم العالمي للتضامن معهم، بمهرجانات وفعاليات، لكن حرب غزة غيبت الاحتفال ونكأت الجرح.
ويحل يوم التضامن في وقت ينشد فيه الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، من العالم التضامن الفعلي معهم لوقف الحرب التي تقول إسرائيل إنها ستشمل كل القطاع المحاصر.
وسجلت الأسابيع الأخيرة حملات تضامن شعبية مع الفلسطينيين في العديد من الدول الغربية والعربية، أدت إلى تراجع عدد من العواصم الغربية عن تأييدها المطلق لإسرائيل، كما حدث في أوروبا، وحتى خفض مستوى هذا التأييد، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول الفلسطينيون إنهم بحاجة إلى هذا التضامن الدولي أكثر من أي وقت مضى.
كيف نشأ يوم التضامن؟
عام 1977، دعت الجمعية العامة إلى الاحتفال السنوي بيوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني، باعتباره اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي ذلك اليوم من عام 1947، اتخذت الجمعية القرار بشأن تقسيم فلسطين، والذي يدعو إلى إقامة دولة يهودية على 54% من أرض فلسطين التاريخية، ودولة عربية على 44% من هذه الأرض، على أن يتم وضع القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية بسبب مكانتهما الدينية.
ومن أصل 57 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، صوت 33 بلدا على هذا القرار، وعارضه 13، فيما امتنعت 10 دول عن التصويت لقرار عارضته الدول العربية بشدة.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل على 78% من أرض فلسطين التاريخية، فيما الضفة الغربية وقطاع غزة على 22% منها.
ويشجع القرار المتعلق بالاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أيضا الدول الأعضاء على مواصلة تقديم الدعم والدعاية على أوسع نطاق للاحتفال بهذه المناسبة.
وإحياء لهذا اليوم، ستقيم الأمم المتحدة في ردهة الزوار بمقرها بنيويورك، معرضا بعنوان “فلسطين – أرض وشعب”، والذي سيستمر حتى 8 يناير/كانون الثاني القادم.
محنة غزة
ويتزامن إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مع وضع إنساني صعب في قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في السابع من الشهر الماضي، وذلك عقب هجوم مباغت شنته حركة حماس.
ومنذ ذلك الوقت، فرضت إسرائيل على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، حصارا مطبقا عليه، وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 1,4 مليون شخص نزحوا عن منازلهم في غزة وشمال القطاع، أي أكثر من نصف سكان القطاع، منذ اندلاع الحرب.
ويعاني النازحون صعوبة في توفير الخبز وغيره من المواد الأساسية، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الإنساني وخروجه عن السيطرة.
وفي هذا الصدد، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني "بتوفير الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ووقف مسلسل جرائمه بحق المدنيين العزل".
وشددت هذه المنظمات في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، على "أهمية العمل وامتلاك الإرادة الجدية ووقف سياسة الكيل بمكيالين من قبل بعض الأطراف الدولية، ومنها الولايات المتحدة".