"شيطان التفاصيل".. المصالحة الفلسطينية للمربع الأول
عادت المصالحة الفلسطينية للمربع الأول ودخلت حيز الجمود بعد خلافات حول تفاصيل إجراء الانتخابات بين حركتي فتح وحماس.
بعد أسابيع من اللقاءات المكوكية بين قادة الفصيلين، تدور تساؤلات عن أسباب الجمود الحاصل، وما مصير التفاهمات على إجراء الانتخابات وتشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية.
ويكشف رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لـ"العين الإخبارية"، أن المصالحة متوقفة عند قضيتين يجري البحث فيهما الأولى الانتخابات والترتيبات المتعلقة بتهيئة الأجواء، والقضية الأخرى تتصل بموضوع البرنامج وآليات عقد الانتخابات.
ويشير إلى أن هناك وجهة نظر جديدة عند حماس تقول بضرورة إجراء الانتخابات بالتزامن وليس بالتوالي أو التتابع بعدما كانت أعلنت موافقتها على إجراء الانتخابات على التوالي خلال 6 شهور.
وفي 3 سبتمبر/أيلول الماضي، عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية عبر الفيديوكونفراس بين رام الله وبيروت، تلا ذلك لقاءات بين فتح وحماس انتهت بالاتفاق على إجراء الانتخابات، ولكن ذلك لم يترجم على الأرض نتيجة خلافات على التفاصيل.
ووفق رباح؛ فإن العقدة الثانية في ملعب فتح وتتعلق بقرار تشكيل القيادة الوطنية الموحدة وقال: "لا نرى أي مبرر للتأخر بتشكيل هذه القيادة حتى الآن".
ورأى أنه إذا تأخرت ولم تتوفر شروط الانتخابات خلال فترة قريبة علينا ألا نتوقف عن جهود إنهاء الانقسام.
وشدد على أن الانتخابات مدخل لإنهاء الانقسام لكنها ليست شرطا من أجل أن يمضي الفلسطينيون ببرنامج سياسي مشترك نخاطب به العالم في هذه المرحلة.
ويحمل محمود الزق، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، حماس مسؤولية التعطيل الحال؛ لأنها لم ترسل ردها للرئيس محمود عباس وهي تحدثت عن اشتراطات نسفت بها ما اتفق عليه.
وقال الزق لـ"العين الإخبارية": إن الرد المطلوب من حماس هو الموافقة غير المشروطة على الانتخابات حتى يصدر الرئيس المرسوم بإجرائها.
وأضاف: "عليها إرسال الرد ثم يتم بحث كل تفاصيل الانتخابات"، محملا حماس مسؤولية فشل كل الاتفاقيات السابقة.
ورأى أنه قبل الذهاب لانتخابات لا بد من تشكيل حكومة وحدة ويكون لنا جهاز أمن واحد ونائب عام واحد حتى نتجنب وجود حكومتين في رام الله وغزة، معتبرا أن هذه الأمور إن لم تحسم تشكل عوائق أمام تجربة ديمقراطية حقيقية.
وقال: "شعبنا الفلسطيني يأمل بنجاح جهد إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية انطلاقا من شعوره بالوضع المأساوي الذي نحياه في غزة.. شعبنا ينتظر مبادرات حقيقية على أرض الواقع".
ويتخوف خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، بأن يشهد حراك المصالحة المزيد من الفتور بعد الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال منصور لـ"العين الإخبارية": "أعتقد أن الانتخابات تأجلت والمصالحة كذلك بعد مجيء بايدن، ونحن دعونا فتح وحماس إلى الرهان على شعبنا وليس تركيا أو قطر أو بايدن".
واتهم جهات في الطرفين بأنهم لا يريدون للمصالحة أن تجري لأنهم مستفيدون من واقع الانقسام.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA=
جزيرة ام اند امز