بألعاب الدمى.. فلسطينيات يكسرن قيود البطالة في غزة
من غزة إلى الضفة الغربية فأوروبا تنتقل ألعاب الدمى المصنوعة محليا لتنثر البهجة لدى الأطفال، وتنتشل معها عشرات النساء من الفقر.
وعبر صناعة دمى الأطفال، كسرت مجموعة من النسوة الفلسطينيات قيود البطالة، ودخلن سوق التنافس الحر وأسهمن في تحقيق دخلن حسن من وضعهن الاقتصادي والاجتماعي.
ففي قرية أم النصر شمال قطاع غزة، تحول المستحيل إلى ممكن، عبر تعاون مجموعة من النساء، أثمر عن مشغل لصناعة الدمى والألعاب التعليمية.
تجربة استثنائية
تبدو إيمان (33 عامًا) سعيدة بما حققته مع رفيقتها، فهي لم تتمكن من استكمال دراستها، ولكن هذا المشروع دفعها لخوض غمار تجربة استثنائية كسرت معها قيود الملل والجلوس في البيت لتحقق دخلاً أسهم في إنعاش أسرتها.
وأوضحت لـ "العين الإخبارية" أن البداية كانت بالالتحاق بدورة لتعليم الخياطة بجمعية زينة التعاونية الموجودة في قرية أم النصر التي تقطن فيها، وسرعان ما أجادت الأمر لتشارك في مشغل صناعة دمى الأطفال القماشية وألعاب خشبية.
فكرة المشروع
حنين السماك المديرة التنفيذية لجمعية زينة التعاونية بينت لـ"العين الإخبارية" أن الفكرة من المشروع كانت إشراك النساء في المجتمع المحلي وتغيير اتجاهات ثقافية وعادات مجتمعية وليس فقط تحقيق عائد مالي من وراء صناعة الألعاب في معمل الجمعية بقرية أم النصر شمال غزة.
وقالت: "بداية المشروع كان يقتصر على صناعة ألعاب لروضة جمعية زينة فقط، لكن بعد فترة قررنا توسيع المشروع ليصنع ألعاب أكثر لرياض أطفال أخرى وليكون أكثر حرفية".
وأضافت "بدأنا التوسع عام2018 ثم بعد تلك التوسعة بدأنا التسويق للسوق المحلي، عام 2019 واصلنا التوسع حتى سوقنا للخارج فذهب إنتاجنا للضفة الغربية وسويسرا وإيطاليا ونواصل مساعينا لتوسيع الإنتاج وتوسيع التسويق في أسواق حول العالم".
وتشارك 30 فلسطينية عاملة في إنتاج الألعاب التعليمية يساعدهن استشاري، تتحول الخيوط وقطع القماش في أيديهن إلى عرائس وألعاب جميلة وجذابة.
وتوضح السماك أن الفكرة بدأت بتدريب السيدات على الخياطة ثم انتقل الأمر لتدريبهن على النجارة على أيدي خبراء محليين ودوليين.
وأشارت إلى أن الورشة تصنع ألعابًا تربوية وتنموية صديقة للطفل وصديقة للبيئة ثم تطور الأمور لتكون الألعاب صديقة لذوي الهمم الخاصة.
65 لعبة
وتصنع الورشة 65 نوعًا من الألعاب المختلفة، أبرزها عائلة الحاجة مريم، ودمى متحركة وألعاب أرقام وحروف ولعبة البزل وحقيبة ألعاب تضم مجموعة مهارات حياتية للأطفال، وعروسة زينة القريبة من الطبيعة وألعاب لها علاقة بالمناسبات مثل خروف العيد فانوس رمضان الكريسماس، وفق السماك.
وأكدت أنهم يعتمدون على ألعاب المواسم والمناسبات، ففي هذه الفترة الحالية يكون هناك إقبال كبير على الألعاب التعليمية، وفي مواسم أخرى يكون على الترفيه أو الأعياد، وفي أعقاب الحروب يجري التركيز على ألعاب الدعم النفسي.
وبينت أنهم ينتجون شهريا حوالي 500 لعبة فيما يجري العمل على مضاعفتها في ظل الإقبال الكبير الذي شكل بارقة أمل للكثير من السيدات العاملات وحقق لهن دخلًا انتشلهن من دائرة العوز.
وبحسب السماك، فإن مكونات الإنتاج الأساسية هي خشب وقماش ويجري صناعة بعض القطع من الكرتون أيضا للراغبين..
وقالت: نحن نصمم الألعاب ونصنعها ونسوقها.. كل العملية الإنتاجية لدينا.. ونشارك في مبادرات مجتمعية عديدة كتقديم ألعاب لمرضى السرطان الأطفال وغيرهم".
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg
جزيرة ام اند امز