بالصور.. فلسطينيون ينتزعون لقمة العيش من أكوام القمامة
على عربة كارو يجرها حمار، يتجول الشاب الفلسطيني عماد حميد في الحواري لينتزع لقمة عيشه من أكوام القمامة.
يسير حميد يوميا عدة كيلومترات ليجمع قطع البلاستيك والحديد الخردة من بقايا القمامة في حواري جنوب قطاع غزة؛ ليبيعها لتجار متخصصين في جمع هذه الأصناف لاستخدامها في عمليات تدوير النفايات.
يعمل حميد أكثر من 10 ساعات يوميا في جمع النفايات عبر عربة الكارو التي يقودها، ويصنف ما يجمعه لاحقا إلى أقسام مختلفة حسب نوعها، وكل قسم له آلية معالجة مختلفة.
لقمة العيش مرّة
يروي العامل الفلسطيني لـ"العين الإخبارية" رحلته الشاقة في هذه المهنة، التي بدأت منذ 6 سنوات، قائلاً: "لقمة العيش مرة، وبحثي عن قوت أطفالي الخمسة دفعني لهذا العمل، رغم قسوته".
في نهاية يوم عمل شاق تتحول ملابس حميد إلى اللون الأسود من شدة اتساخها بسبب النفايات التي يجمعها.
ووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تتخلص أكثر من 96% من المساكن في فلسطين من النفايات المنزلية عن طريق إلقاءها في أقرب حاوية.
وينتج سكان غزة، الذين يزيد تعدادهم عن مليونيْ نسمة، نحو 2000 طن من النفايات يوميا، وفق تقديرات محلية.
وذكر حميد أنه يجمع قطع البلاستيك المختلفة، التي يلقيها المواطنون في الحاويات أو قربها، وكذلك قطع الحديد بأنواعها المختلفة، ثم يبيعها لتجار يجهزونها ويبيعونها بدورهم لتجار آخرين، مشيرًا إلى أن ما يجمعه يبيعه بمتوسط 40 شيكل يوميا (أي ما يعادل 12 دولارا تقريبا).
ولم يعد غريبًا مشاهدة أطفال وشبان ينبشون في أكوام القمامة أو قرب الحاويات ليجمعوا ما يصلح تدويره، ويحملونه في شوالات أو ينقلونه لصناديق على عربات كارو أو تكاتك، قبل نقلها إلى مراكز تجميع يجري فيها فرز هذه النفايات.
فرز النفايات
مؤمن إصليح، صاحب مركز تجميع نفايات، قال لـ"العين الإخبارية"، إنه يستقبل أصناف النفايات الصالحة للتدوير من العديد من الشبان، حيث يجري جمعها وتصنيفها وحزمها ثم بيعها ليجري استخدامها وتدويرها في صناعات مختلفة.
وقال إصليح إن المئات، إن لم يكن الآلاف، من الفلسطينيين يعملون في هذه المهنة التي تدر عليهم دخلاً، وإن كان قليلا إلا أنه يسترهم ويقيهم ذل الحاجة والتسول.
وأوضح أنهم يصنفون النفايات حسب نوعها، فهناك قسم البلاستيك الذي يصنف إلى أنواع أيضا، النفخ والحقن والبلاستيك الأبيض، وبعد الفرز يتم تنظيفها ثم تجرش عبر آلات خاصة لتستخدم في إعادة تدوير الصناعات البلاستيكية، خاصة خراطيم المياه والعبوات البلاستيكية وألعاب الأطفال والكراسي البلاستيكية.
وذكر أن قطع الحديد تصنف أيضا حسب نوعها فهناك علب الكولا التي تجمع ثم تكبس، وهناك قطع الحديد الثقيلة والصاج، يتم فرز كل منها على حدة، وتجمع ثم تكبس ويجري بيعها لتجار ينقلونها إلى إسرائيل، ليعاد استخدامها هناك.
وتقدّم خدمات إدارة النفايات الصلبة 10 بلديات، إلى جانب مجلس خدمات مشترك، وتشغّل نحو 1200 موظف، وتعتمد على نحو 500 عربة تجرّها الحمير، و76 مركبة لجمع النفايات و23 آلة أخرى، كآلات ضغط النفايات وتحميلها.
صناعة التدوير
على ماكينة مصنعة محليا تفرم البلاستيك، يعمل محمد أبو أسعد حيث يقف خلف ما يشبه المحقن الحديدي يضع فيه جالونات البلاستيك وقطعه التي جمعت سابقا، لتطحن وتتحول إلى قطع بسيطة يجري تعبئتها وبيعها لمصانع البلاستيك.
ويقول أبو أسعد لـ"العين الإخبارية" إن البلاستيك المجروش يباع لمصانع البلاستيك، حيث يعاد تدويره في صناعات جديدة لا تدخل في مشغولات تستخدم للأكل، مبينا أن البلاستيك المعاد تدويره يستخدم في صناعة كراسي بلاستيكية وألعاب أطفال وخراطيم التمديدات الكهربائية.
وفي ظل واقع تصل فيه البطالة إلى نحو 50 % وتصل وسط الشباب إلى قرابة 70%، لا غرابة أن يبحث الشبان الفلسطينيون عن لقمة عيشهم، حتى وإن كانت في أكوام الزبالة.