«البلاديوم» لأعلى قمة في 10 أشهر.. أحاديث العقوبات تحرك السوق
ارتفع سعر معدن البلاديوم خلال تعاملات الثلاثاء إلى أعلى مستوياته في نحو 10 أشهر ليتخطى 1250 دولارا للأوقية.
مكاسب البلاديوم جاءت بعدما طلبت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة من حلفائها في مجموعة السبع النظر في فرض عقوبات على واردات المعدن النفيس من روسيا، حيث تدرس إدارة بايدن طرقاً جديدة للضغط على موسكو، بحسب ما نقلته بلومبرغ عن مصادر لم تسمها.
تمثل روسيا نحو 40% من إمدادات البلاديوم العالمية، ويُستخدم البلاديوم كمكوّن رئيسي في رقائق الحواسيب والمحولات الحفازة في السيارات، وهي مكونات أساسية في نظام عادم السيارات، حيث يساعد على تحويل الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين إلى مواد أقل ضررا مثل النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، وتفرض العديد من البلدان قيودا صارمة على انبعاثات الأدخنة، لا سيما من سيارات الديزل، وهو ما يدعم الطلب على البلاديوم.
- هذا المعدن يطفئ بريق الذهب.. أكبر الرابحين من الحرب
- البلاديوم الروسي يشق "طريقا جانبيا" إلى أسواق العالم.. السر في الصين
صعوبات في التطبيق
يمثل الاستغناء عن البلاديوم الروسي تحديا رئيسيا لأوروبا التي تعتمد على المعدن، وأبدت سابقاً مقاومة لاستهدافه بالعقوبات.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد حظرت التيتانيوم الروسي، لكن هذه المعادن تُعدّ ضرورية في تصنيع محولات الحفاز وأشباه الموصلات والطائرات، ما جعل الحكومات الغربية حذرة من وقف الإمدادات خشية التأثير على الأسواق العالمية وتعطيل سلاسل التوريد الخاصة بها.
لطالما واجهت الدول الغربية صعوبة في تحديد موقفها من فرض عقوبات على المعادن الروسية. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة تصل إلى 12% بسبب تكهنات بإمكانية فرض قيود عليه بعد أن فرضت المملكة المتحدة عقوبات على شراء بعض المعادن الروسية.
وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قيوداً على تداول الألومنيوم والنحاس والنيكل الروسي.
سيمثل فرض عقوبات على التيتانيوم أيضاً رداً تصعيدياً على اقتراح قدمه بوتين مؤخراً، حيث اقترح في سبتمبر/أيلول أن تفكر حكومته في تقييد صادرات بعض السلع، مثل النيكل والتيتانيوم واليورانيوم، رداً على العقوبات الغربية، بشرط ألا تتسبب هذه القيود في الإضرار بروسيا.
الولايات المتحدة تشتري البلاديوم الروسي
الولايات المتحدة مستمرة إلى الآن في شراء البلاديوم الروسي، حيث تمثل شركة "نوريلسك نيكل" الروسية حوالي 40% من الإنتاج العالمي، وهي حصة يصعب استبدالها بسرعة.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، تعتبر إمدادات المعدن من روسيا حيوية، خاصة التيتانيوم المستخدم في قطاع الطيران. وطلب بوتين من حكومته دراسة تقييد صادرات التيتانيوم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويؤثر سلباً على شركات تصنيع الطائرات الأوروبية مثل "إيرباص".