عائلة مسلمة حولت منزلها إلى "مستشفى" لضحايا هجمات باريس
"أصبح منزلنا مثل المستشفى.. وأصبح فناؤنا مثل غرفة العمليات، كان هناك مصابون في كل مكان.. لقد أحضرنا المصابين بالصدمة أو إصاباتهم طفيفة داخل المنزل".
"أصبح منزلنا مثل المستشفى.. وأصبح فناؤنا مثل غرفة العمليات، كان هناك مصابون في كل مكان.. لقد أحضرنا المصابين بالصدمة أو إصاباتهم طفيفة داخل المنزل لضمان وجود مساحة لإجراء عمليات لأولئك المصابين بحالات حرجة في الفناء".
كانت تلك كلمات "ناتاليا سيد"، التي تعيش في شقة تقع مباشرة وراء قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية في باريس، التي كانت منذ عام بؤرة لواحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية التي تضرب أوروبا.
"جبريل وناتاليا" وأطفالهم الثلاثة أسرة مسلمة كانوا يشاهدون كرة القدم على التلفزيون عندما أصبحت شقتهم المتواضعة مكانًا للإيواء وتوفير العلاج للعديد من المصابين الذين تمكنوا من الفرار من باتاكلان.
شاهدت الأسرة الأخبار تحت وقع الصدمة، وفي غضون لحظات سمعوا الصراخ خارج بوابة منزلهم، وما تلى ذلك كان مشهدًا سرياليًا حيث تدفق الضحايا المصابون بالصدمة على فناء المنزل وكانت الدماء تتسرب من العديد منهم.
"كان هناك حوالي 60 مصابا هنا".. تتذكر ناتاليا موضحة أن الإسعاف استغرقت وقتًا حتى تأتي، لذلك لم يكن هناك سوى الشرطة المدنية وأسرتها يحاولون علاج كل أولئك الناس.
أشارت نتاليا إلى قدوم الجيران للمساعدة، وكان من بينهم طبيبان مدربان بدأوا في إجراء العمليات للمصابين إصابات خطيرة، بينما جاء جيران آخرين بالوسائد والأغطية والضمادات لمحاولة إيقاف النزيف.
أثناء حديثها مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، رفعت نتاليا بطانية تغطي أريكة الأسرة لتكشف عن بقعة دماء باهتة كبيرة "لقد حاولت فركها.. لقد جربت كل منتج تنظيف ولكنها لم ترحل".
فاز جبريل وناتاليا بميداليات من العمدة لأدائهما في هذه الليلة، إلى جانب 6 أشخاص آخرين في باريس استضافوا المصابين في منازلهم.