عامان على هجمات باريس.. العقل المدبر لا يزال صامتا
صلاح عبد السلام السجين الأشد مراقبة في فرنسا لعب دورا رئيسيا في التخطيط لمنفذي هجمات باريس، إلا أن دوره الحقيقي لا يزال غامضا.
بعد عامين من الهجمات الإرهابية في باريس، ما زال المشتبه به الرئيسي والوحيد على قيد الحياة يرفض الحديث مع المحققين حول دوره في التفجيرات وإطلاق النار؛ ما أسفر عن مقتل 130 شخصا.
صلاح عبد السلام، وهو السجين الأشد مراقبة في فرنسا، لعب دورا رئيسيا في تنظيم الخدمات اللوجستية للإرهابيين، إلا أن دوره الحقيقي لا يزال غامضا، كما تعترف الشرطة الفرنسية.
- ذكرى هجمات باريس.. ماكرون يتسلم أدلة إرهاب قطر وإيران
- رسالة من منفذ هجمات باريس لزوجته: لا أسعى لإشاعة الفوضى
وظل المتهم البالغ من العمر 28 عاما صامتا منذ اعتقاله في بلجيكا في مارس/آذار 2016، بعد 4 أشهر من هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني، ليحبط جهود المحققين في تحديد كيفية تنظيمها وتنفيذها.
وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية للهجمات، سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، مواقع الهجمات، وسيبدأ باستاد دو فرانس وينتهي في موقع مسرح باتاكلان للموسيقى، ومن المتوقع أن يضع إكليلا من الزهور ويقف دقيقة صمتا في كل منهما، إلا أنه لا يخطط لإلقاء أي خطاب.
وكان عبد السلام، وهو مجرم صغير سابق تحول إلى إرهابي، قد ألقى حزامه الناسف المتفجر في صندوق القمامة قبل فراره من العاصمة الفرنسية بعد الهجمات، ولكن الشرطة تقول إنها لا تعرف ما إذا كان قد غيّر رأيه في تفجير نفسه -كما ذكر لأصدقائه- أو ما إذا كان الجهاز به عطب.
ومن المعروف أنه لعب دورا لوجستيا رئيسيا في التخطيط للعملية الإرهابية، واستئجار السيارات والشقق للإرهابيين ومساعدتهم على الوصول إلى أوروبا، كما أنه مرتبط بالإرهابيين المتورطين في تفجيرات بروكسل في مارس/آذار من العام الماضي بعد 4 أيام من اعتقاله.
ويخضع عبد السلام للمراقبة على مدار 24 ساعة في الحبس الانفرادي في أكبر سجون أوروبا "فلوري ميروجيس" جنوب باريس. والمخاوف من أنه شخص ميال للانتحار تعني أنه تتم مراقبته باستمرار، ولكن تم تخفيف ظروف سجنه بعد أن قال الأطباء إنه يعاني من اعتلال صحته النفسية.
ومساء يوم الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قامت 3 مجموعات إرهابية بمهاجمة أنحاء باريس واستهدفت 6 مواقع على الأقل، وبحلول نهاية الليل، قتل 130 شخصا وأصيب مئات آخرون.
وبينما تحرص أسر الضحايا على رؤيته يمثل للمحاكمة، تخلّى عنه محاميا الدفاع -فرانك بيرتون الذي يمثله في فرنسا وسفين ماري في بلجيكا- وقالا إنهما مقتنعان بأنه "لن يتحدث"، وأن صمته جعل من المستحيل عليهم الدفاع عنه.
وقد عرض عبد السلام الظهور في محاكمته في بلجيكا لمحاولة قتل ضباط الشرطة الذين أصيبوا في تبادل لإطلاق النار قبل 3 أيام من توقيفه منطقة مولنبيك البلجيكية، حيث كان يدير حانة مع شقيقه إبراهيم، أحد انتحاريي باريس.
ومن المقرر أن تجرى محاكمته في 18 و22 ديسمبر/كانون الأول، إلا أن محكمة الاستئناف في باريس لم تقرر بعد ما إذا كان من الممكن نقل عبد السلام مؤقتا إلى بروكسل للحكم عليه، كما تخشى أسر الضحايا من أنه ربما يستغل هذا النقل لتجنب إعادته إلى فرنسا.
وقال جيرار تشيملا، المحامي الذي يمثل بعض الضحايا وأسرهم: "لماذا يطالب هذا الرجل، الذي لا يتحدث إلى المحققين في فرنسا، بإرساله إلى المحاكمة في بلجيكا؟ علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كانت هذه محاولة للهروب من السلطات الفرنسية".
ولم يُحدد بعد موعد لمحاكمة عبد السلام في فرنسا، غير أنه في الشهر الماضي أسقطت محكمة فرنسية قضية رفعها عبد السلام بسبب خرق للخصوصية بعد أن زاره أحد النواب الفرنسيين ثم وصف ظروف السجن الخاصة به للصحفيين. وكان عبد السلام قد طلب الحصول على تعويض رمزي قيمته 1 يورو تعويضا عن الأضرار.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA=
جزيرة ام اند امز