الانتقال والإرهاب والأكراد.. ماكرون يرسم «طوق أمان» حول سوريا
![إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر سوريا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/162-223148-paris-conference-syria-macron-isis_700x400.jpg)
إيمانويل ماكرون يشدد على أن محاربة «داعش» يشكل أولوية مطلقة، مقترحا المشاركة في التصدي للتنظيم الذي لا يزال نشطا في بلد بمرحلة انتقال.
وشارك وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مؤتمر دولي عقد في باريس، حول الانتقال السياسي والتحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها بلاده بعد سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
مؤتمر باريس حول سوريا.. العقوبات والعدالة والمسألة الكردية
وقال الرئيس الفرنسي، الخميس، في ختام المؤتمر، إن باريس جاهزة لدعم السلطات الانتقالية في سوريا لتحقيق الاستقرار، معلنا أن بلاده ستوفر 50 مليون يورو لدعم جهود الاستقرار بالبلد العربي.
كما أعلن أنه سيتيح حصول اللاجئين السوريين على أذون عبور للعودة إلى بلادهم ثم العودة إلى فرنسا مرة أخرى.
وأعلن أيضا أنه سيستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع «قريبا» في باريس، دون تقديم موعد دقيق للزيارة.
وفي ملف الإرهاب، قال ماكرون إن «مكافحة داعش هي أولوية مطلقة. من هنا، فإن إقامة شراكة وثيقة مع التحالف (الدولي لمكافحة الإرهاب) هي فكرة جيدة جدا».
وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارا بـ«قسد»، «ساعدت في هزيمة داعش ولن نتخلى عنها»، مشددا على «ضرورة دمجها في الجيش السوري».
ويقوم أسعد الشيباني بأول زيارة رسمية له لدولة في الاتحاد الأوروبي بعدما شارك في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويعكس مؤتمر باريس، وهو الثالث بعد لقاء مماثل في الأردن والمملكة العربية السعودية منذ الإطاحة بالأسد، اهتمام الأسرة الدولية التي تراقب السلطات الجديدة عن كثب وتريد تشجيع العملية الانتقالية في سوريا.
ويعقد المؤتمر فيما أعلنت السلطات السورية ،الأربعاء، أنها تعتزم تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".
كما يأتي في ظل تغييرات جيوسياسية عميقة في المنطقة ولا سيما تراجع النفوذ الإيراني.
وفي مؤتمر باريس، تشارك الدول العربية على مستوى الوزراء فضلا عن تركيا ودول مجموعة السبع ودول أوربية عدة.
وتشارك الولايات المتحدة التي لم تعلن استراتيجيتها حيال سوريا بعد، إلا أن تحركها العسكري والإنساني يبقى حاسما، بصفة مراقب.
ويهدف المؤتمر الذي اختتمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إقامة "طوق أمان" لحماية العملية الانتقالية السورية من التدخلات الأجنبية وتنسيق المساعدات وتمرير رسائل إلى السلطة السورية الجديدة، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة.
ويهدف كذلك إلى دعم القضاء الانتقالي ومكافحة الإفلات من العقاب.
ودعا جميع الشركاء في هذا التحالف إلى «إعادة تقييم مواقفهم».
ويواصل التحالف الدولي الذي يضمّ دولًا غربية بقيادة واشنطن، ضرب تنظيم داعش الذي هُزم في العام 2019 لكنّه لا يزال يشكّل تهديدًا في العراق وسوريا.
وقال إيمانويل ماكرون «إذا اتخذت سوريا قرارًا بشأن مقترح للتعاون، فإنّ فرنسا ستنظر إليه ليس فقط بنية حسنة بل أيضًا بالتزام».
وأضاف «لا ينبغي أن نكتفي بأن نقول لكم +حاربوا هذه الجماعات الإرهابية+. نحن مستعدّون للقيام بذلك إلى جانبكم، وربما أكثر، لذا فلننطلق!».
وأكد الرئيس الفرنسي أنّ «الهدف الأول هو الأمن، وضمان أن لا تتحوّل سوريا مجدّدًا إلى منصة لوجستية للميليشيات المرتبطة بإيران والتي تشارك في أجندتها لزعزعة الاستقرار الإقليمي».
وأشار إلى أنّ «سوريا يجب أن تستمرّ في محاربة جميع هذه المنظمات الإرهابية التي تنشر الفوضى في بلدكم والتي تريد تصديرها».