مؤتمر باريس حول ليبيا.. مستوى التمثيل الأمريكي ينعش آمال الحل
حضور أمريكي رفيع بمؤتمر دولي تنظمه فرنسا حول ليبيا، يرفع منسوب الآمال بحل أزمة البلد الأفريقي عبر الدفع نحو إجراء الانتخابات.
ففي المؤتمرات السابقة المنعقدة حول ليبيا، سواء برلين 1 أو 2، اعتادت واشنطن المشاركة عبر وزراء خارجيتها، لكن هذه المرة أرسلت كاميلا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن إلى باريس، ما يحرك آمالا بمخرجات قوية.
ويأتي مؤتمر باريس الجمعة، قبل ٦ أسابيع فقط من موعد إجراء الانتخابات العامة بليبيا في ٢٤ ديسمبر/ كانون الأول المقبل؛ الخطوة التي يراها مراقبون المخرج الوحيد إلى آفاق الاستقرار والسلام ببلد عانى ويلات الحرب لعقد من الزمن.
ويناقش المؤتمر قضايا عدة أبرزها ملف إجراء الانتخابات العامة الليبية، وانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وحشد الجهود الدولية لدعم الاستقرار في البلد الأفريقي.
ومن المقرر أن تترأس مؤتمر اليوم، فرنسا وألمانيا وإيطاليا؛ الدول الأوروبية الأكثر نشاطا في بحث مخارج الأزمة الليبية، والأمم المتحدة وليبيا، وفق ما أكده الإليزيه.
والثلاثاء، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن مسؤولين من غالبية الدول المعنية بالأزمة الليبية أو جلها، بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، سيحضرون المؤتمر دون تقديم قائمة كاملة للحضور.
حضور أمريكي رفيع
وصلت هاريس، الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية، في زيارة رسمية تتضمن المشاركة في أعمال مؤتمر باريس حول ليبيا.
ويعد حضور هاريس أرفع مشاركة أمريكية في المؤتمرات التي انتظمت في الأراضي الأوروبية لبحث الأزمة الليبية، حيث حضر وزير الخارجية السابق مايك بومبيو مؤتمر برلين الأول في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٠، فيما حضر وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن مؤتمر برلين الثاني في يونيو/حزيران الماضي.
وعلق أنس القماطي مدير "معهد صادق" الليبي للأبحاث لـ"فرانس برس"، قائلا إن وجود الولايات المتحدة في الاجتماع بهذا التمثيل، يعني ضغوطا دبلوماسية على الفصائل الليبية التي تسعى إلى تأخير الانتخابات، وتحمل أيضا ضغوطا على الأطراف لسحب المرتزقة الأجانب.
فيما قال مصدر مطلع على جهود الإعداد للانتخابات في ليبيا، لـ"واشنطن بوست"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن الإدارة الأمريكية على أعتاب معضلة، موضحا أن "الضغط من أجل إجراء الانتخابات قد يؤدي إلى أعمال عنف، ولكن من الممكن أيضًا أن يؤدي تأخير الاقتراع إلى العنف".
وتابع المصدر: "ما نحتاجه هو نهج واضح يعترف بحق الليبيين في انتخاب حكومتهم، مع الاعتراف بضرورة التوافق السياسي لضمان انتخابات حرة ونزيهة".
ووفق "واشنطن بوست"، فإنه من المتوقع أن يسفر مؤتمر باريس عن دعم دولي لإجراء الانتخابات، على الرغم من المشاكل الإجرائية والخلافات السياسية التي تعتري إجراء أول انتخابات وطنية منذ سبع سنوات في ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية لم تسمها، قولها: "في حين أن ليبيا ليست من بين الأولويات الخارجية الأساسية لإدارة جو بايدن، إلا أن الأخيرة ضاعفت جهودها الدبلوماسية في البلد الأفريقي، على أمل أن يؤدي إنهاء الصراع فيها إلى جعل المنطقة أقل قابلية للاشتعال على الحافة الجنوبية لأوروبا".
وبحسب المصادر، فإن "واشنطن تأمل، مثل الدول الأوروبية، في أن يسفر الاقتراع الرئاسي والبرلماني المخطط له عن توحيد ليبيا تحت سلطة واحدة والبدء في تضميد جراحها".
ومع ذلك، قال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة ذاتها إن إدارة بايدن تقيم المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات بأنها تفوق مخاطر إجرائها في ظل الظروف الحالية، مشيرا إلى أن ليبيا تمتعت بفترة من الهدوء النسبي مع مضي الاستعدادات للانتخابات قدما.
وتابع المسؤول: "إذا ألغيت تلك الانتخابات، فسأكون بالتأكيد قلقًا بشأن مخاطر العودة إلى الصراع العنيف" في ليبيا.
وخلال الأشهر الماضية، سرعت السلطات الليبية وتيرة مسار الاقتراع العام المقرر نهاية العام الجاري، إذ مرر مجلس النواب القوانين اللازمة لتنظيم الانتخابات، وبدأت مفوضية الانتخابات الخطوات الإجرائية المطلوبة في هذا الصدد، رغم محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي تعطيل المسار، وتهديده بالعودة إلى الحرب في حال الخسارة.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز