بالصور.. لاجئون بباريس: نعيش أسوأ من الحيوانات
اللاجئون والمهاجرون يشكون من إقامتهم بمركز إيواء عشوائي تتراكم حوله النفايات ويخلو من الخدمات الأساسية ووسط نفور من السكان.
"نعيش أسوأ من الحيوانات".. عبارة أطلقها مهاجر أفغاني في مركز عشوائي لإيواء المهاجرين واللاجئين بشمال باريس، للتعبير عن الوضع المزري الذي يعيشون فيه.
ويبيت إبراهيم في الشارع قرب المركز الإنساني لاستقبال المهاجرين الذي أقيم في شمال باريس، فينام وسط ضجيج أبواق السيارات شأنه شأن ألف مهاجر آخر أفغاني وإريتري وسوداني.
الشاب الأفغاني إبراهيم يشكو قائلاً: "حتى الحيوانات لن تقبل بهذا القدر من الضجيج والقذارة".
ويشير في هذا إلى خيمة نصبها ومدّ شادراً أمامها على مسافة بضعة أمتار من تقاطع الطرق عند بوابة "لا شابيل" حيث يلتقي الطريق العام بالحلقة الدائرية التي تلتف حول العاصمة الفرنسية.
ويضيف: "نحن لاجئون، لسنا هنا للاستفادة من النظام الاجتماعي".
وكان نفس المركز شهد عملية إجلاء واسعة النطاق للمهاجرين مطلع مايو/أيار الماضي؛ لتفادي مخاطره الأمنية على المقيمين فيه وعلى السكان، بحسب أجهزة الأمن.
ورغم الحياة العشوائية في هذا المركز والتهديد الدائم بالإجلاء، إلا أن آلاف المهاجرين يخاطرون بالبقاء فيه على أمل أن تتغير أحوالهم في وقت ما ويحصلون على سكن ملائم.
لكن مع تسارع حركة وصول المهاجرين تزداد صعوبة تأمين المسكن لهم.
وأحصت جمعية "تير دازيل" (أرض المأوى) الفرنسية الأسبوع الماضي "1178 شخصا (...) بزيادة مائتي شخص في الأسبوع".
ويوضح المدير العام للجمعية، بيار هنري: "كلما انتظرنا ازداد تدهور الوضع" معتبراً إخلاء الموقع "حتميا".
فالقمامة تتكدس في الشوارع ولا تتوافر للمهاجرين سوى 3 نقاط لتوزيع الماء وبضعة حمامات.
وتعلق المراقبة من مركز بريمو ليفي لمساعدة اللاجئين صولانج فان بيست على ذلك بقولها: "يعيش الناس وسط القمامة، يشعرون بأنهم قمامة هم أنفسهم، إنه وضع فظيع".
كما يبدي بعض سكان المنطقة استياءهم من التداعيات السلبية لتواجد اللاجئين بهذا الشكل.
ويقول جان نويل، المقيم في برج مجاور: "لم يعد بوسعنا احتمال القذارة".
وإزاء امتلاء مركز الإيواء في باريس تطالب جمعيات ومنظمات بفتح مراكز مماثلة في مواقع أخرى من فرنسا.
وكتبت رئيسة بلدية باريس، آن إيدالجو، رسالة بهذا الصدد إلى وزير الداخلية، جيرار كولومب، كما نقلت الطلب، الثلاثاء، إلى رئيس الوزراء، إدوار فيليب.
يقول موسى وهو سوداني: "من الصعب علينا أن نعود إلى بلادنا، هناك حرب. هنا يسود الأمن وحقوق الإنسان. ما نريده هو سقف يؤوينا".
وأقر رئيس إدارة المنطقة، ميشال كادو، بأن الوضع "لا يبعث على الارتياح"، مؤكداً أنه "سيستدعي حتماً البحث عن حل".
ويقول يان مانزي من جمعية "يوتوبيا 56" المعنية بمساعدة المهاجرين "الناس ضائعون في متاهة إدارية"، وهو يندد بالسياسة الحكومية قائلاً "الوضع لا يصدق! الناس هنا، دعونا نهتم بهم".
فرنسا لألفي جزائري: بلادكم مستقرة ولا لجوء دون حرب
وينظر المهاجر الأفغاني الشاب ميرويز الموجود في باريس منذ شهرين إلى الوضع بصبر قائلاً بثقة "سوف أجد مكاناً لي".
لكنه يضيف: "ثمة سؤال نطرحه جميعاً: لماذا يصعب طلب اللجوء إلى هذا الحد في فرنسا؟".
ويشهد مركز الإيواء ظهور أعمال عنف كالتي وقعت الأسبوع الماضي وجرائم سرقة.
وبالقرب من الموقع الذي يعمل فيه متطوعو جمعية "تضامن ويلسون" يوجد مكان لإعداد الفطور.
ويترقب الجميع هذا الملتقى الصباحي لتناول الطعام، ولكن لا يجدون دائماً ما يكفيهم.
المنسقة إيمانويل ترونش تقول: "لم نحصل على ما يكفي بالأمس. البعض كان جائعاً عند انتهاء عملية التوزيع".
وتشدد عدة دول أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا والمجر، من إجراءاتها في قبول المهاجرين واللاجئين في الأشهر الأخيرة، بهدف جعل أمر اللجوء والإقامة فيها صعباً، وذلك بعد تزايد أعدادهم منذ 2015.