باريس وروما.. 4 ملفات شائكة تعصف بالعلاقات بين الحليفتين
تصاعدت حدة الخلافات بين فرنسا وإيطاليا، الحليفتين التقليديتين، على خلفية الاتهامات المتبادلة التي أطلقها المسؤولون بشأن عدد من الملفات
رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، الهجوم اللفظي الذي شنه عليه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، مؤخرا ووصفه بـ"غير المهم"، قائلا إنه لا يتعامل إلا مع رئيس الحكومة جوزيبي كونتي.
ورد ماكرون على تصريحات سالفيني، وتصريحات مشابهة أطلقها دي مايو، الذي يشغل منصب ةوزير التنمية الاقتصادية في الحكومة الإيطالية بالقول: "كل هذا بصراحة عديم الأهمية، إيطاليا بلد عظيم والشعب الإيطالي صديق ويستحق زعماء بقدر تاريخه".
وتابع ماكرون في تصريحات صحفية على هامش زيارته التي يقوم بها حاليا للقاهرة: "لن أرد، هذا ما ينتظرانه، ومن ثم فحظ طيب لهما وليتمتعا بهذا التوتر والقلق، وفيما يخصني فإنني أتحدث مع.. كونتي".
- خبراء لـ"العين الإخبارية": ثروات ليبيا النفطية سبب صراع فرنسا وإيطاليا
- فرنسا تستدعي سفيرة إيطاليا بعد تصريحات نائب رئيس وزرائها بشأن أفريقيا
وتصاعدت حدّة الخلافات بين فرنسا وإيطاليا، الحليفتين التقليديتين، على خلفية الاتهامات المتبادلة التي أطلقها المسؤولون مؤخراً بشأن عدد من الملفات.
ملاسنة متبادلة
اشتعلت حرب كلامية بين الحليفتين، حيث قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، الأسبوع الماضي، إن فرنسا لا تريد تحقيق الهدوء في ليبيا لأن مصالحها في قطاع الطاقة تتعارض مع مصالح إيطاليا مؤججا بذلك حربا كلامية بين روما وباريس.
وأيد سالفيني ما كان ذهب إليه دي مايو، وقال إن فرنسا تنتزع الثروات من أفريقيا بدلا من مساعدة الدول على تطوير اقتصادها.
وكان دي مايو قال إن "الاتحاد الأوروبي ينبغي عليه فرض عقوبات على فرنسا وجميع الدول التي تحاكيها في إفقار أفريقيا وحمل الأفارقة على مغادرتها لأن الأفارقة ينبغي أن يكونوا في أفريقيا، لا في قاع البحر المتوسط".
وقال سالفيني عبر "فيسبوك": "آمل أن يتمكن الفرنسيون من التحرر من رئيس بالغ السوء، ومناسبة ذلك ستكون في 26 مايو/أيار (الانتخابات الأوروبية) حين سيكون بإمكان الشعب الفرنسي أن يستعيد زمام مستقبله ومصيره، وكبريائه الممثل بشكل سيئ من شخصية مثل (إيمانويل) ماكرون".
وعلى إثر تلك الاتهامات والتصريحات، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفيرة إيطاليا وأبلغتها بالرفض التام لتلك التصريحات.
وكانت فرنسا انتقدت إيطاليا العام الماضي لرفضها السماح للقوارب التي تنقذ المهاجرين بالرسو على سواحلها، وهو ما ردت إيطاليا عليه باتهام فرنسا بأنها لا تقبل دخول المهاجرين.
أسباب الخلاف
التوتر بين باريس وروما الذي اشتعل منتصف الأسبوع الماضي يعود إلى 4 ملفات أساسية بين الجانبين وهما:
أولا: ملف الهجرة
منذ وصول الحكومة الإيطالية الحالية إلى السلطة في يونيو/حزيران الماضي، تصف موقف فرنسا بـ"المنافق" في ملف الهجرة. وصدرت أعنف الانتقادات عن نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني وزير الداخلية وزعيم حزب "الرابطة" اليميني القومي.
ويتهم سالفيني منذ أشهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بإلقاء دروس على إيطاليا" التي قررت إغلاق مرافئها أمام سفن المنظمات غير الحكومية مع إبعاد المهاجرين على الحدود الفرنسية الإيطالية (في منطقتي الألب وفنتيميلي) كما لو أن إيطاليا "معسكرا للاجئين".
ثانيا: ملف أفريقيا
تتهم الحكومة الإيطالية فرنسا بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا نتيجة تدخلها العسكري في 2011 الذي كان يهدف إلى إسقاط نظام معمر القذافي.
وترى روما أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، الظاهرة التي تغذي تهريب البشر.
ثالثا: ملف تسليم إرهابيين
انتهز سالفيني فرصة توقيف الناشط اليساري المتطرف السابق تشيزاري باتيستي في بوليفيا بعد مطاردة استمرت 37 عاما، ونقله إلى إيطاليا، ليطالب فرنسا بتسليم روما 14 إرهابيا آخرين.
ويؤكد سالفيني أن فرنسا تؤوي منذ عقود "قتلة قتلوا أبرياء" خلال سنوات الرصاص، وقد أكد استعداده للقاء ماكرون في باريس لدفع هذا الملف قدما.
رابعا: التغلغل الاقتصادي
تتهم فرنسا باستمرار بالتغلغل في سوق إيطاليا بعد شرائها شركات "بارمالات" للصناعات الغذائية والماركتين التجاريتين الفاخرتين غوتشي وفندي، ويشتبه بأنها تمنع التبادل في هذا المجال.
وما يثير غضب إيطاليا أيضا أن باريس ومعها برلين لجأتا إلى المفوضية الأوروبية لمراجعة عملية شراء "ورشات الأطلسي" لبناء السفن من قبل المجموعة الإيطالية "فينكانتياري" بعد اتفاق تم التوصل إليه في مفاوضات شاقة.
وانتقد رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي السلوك "الملتبس" و"غير المفهوم" لفرنسا وإن كان وزير الاقتصادي الفرنسي برونو لومير أكد دعمه للمشروع.
من جهة ثانية، شعرت روما وخصوصا حكومة يسار الوسط السابقة، باستياء إزاء سلوك المجموعة الفرنسية "فيفندي" التي أصبحت المساهم الأول في شركة الاتصالات الإيطالية "تيلكوم إيطاليا" (تيم) والمساهم الثاني في مجموعة "ميدياسيت" التي تملكها عائلة سيلفيو برلوسكوني. وهذا الملف لا تتدخل فيه الحكومة الفرنسية إطلاقا.
لكن على الحكومة الفرنسية معالجة ملف تخلي إيطاليا المحتمل عن مشروع خط سكك حديد للقطار السريع بين ليون وتورينو الذي حقق تقدما كبيرا، لكن حزبي الرابطة وخمس نجوم يعارضانه.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA=
جزيرة ام اند امز