سكان باريس يصوتون غدا الأحد لتحويل 500 شارع للمشاة

يستعد سكان باريس يوم الأحد للمشاركة في استفتاء يهدف إلى تحويل 500 شارع إضافي إلى مناطق مخصصة للمشاة وزيادة المساحات الخضراء، في خطوة جديدة من بلدية المدينة للحد من استخدام السيارات وتحسين جودة الهواء.
هذا الاستفتاء هو الثالث من نوعه في باريس خلال عامين، بعد تصويت في عام 2023 وافق على حظر الدراجات الكهربائية (السكوتر)، وقرار العام الماضي بزيادة رسوم وقوف سيارات الدفع الرباعي الكبيرة ثلاثة أضعاف، وفق رويترز.
- تدهور الصحة النفسية للشعوب النامية.. ثمن باهظ لتغيرات المناخ
- المناخ يجبر هذه الدولة على بيع جواز سفرها
تشير بيانات مجلس مدينة باريس إلى أن حركة مرور السيارات في المدينة انخفضت إلى أقل من النصف منذ تولي الاشتراكيين السلطة في مطلع القرن الحالي. ومنذ عام 2020، أُنشئت 84 كيلومتراً من مسارات الدراجات، وارتفع استخدام الدراجات بنسبة 71% بين نهاية إجراءات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19 وعام 2023.
إذا تمت الموافقة على الاستفتاء، سيتم إلغاء 10,000 موقف سيارات إضافي، وهو ضعف العدد الذي تم إلغاؤه منذ عام 2020، وسيُتاح لسكان العاصمة البالغ عددهم مليوني نسمة الفرصة لاختيار الشوارع التي ستتحول إلى مناطق مخصصة للمشاة والمساحات الخضراء.
رغم هذه الجهود، لا تزال باريس متأخرة عن نظيراتها الأوروبية في البنية التحتية الخضراء؛ حيث تشكل الحدائق الخاصة، والمتنزهات، والشوارع المظللة بالأشجار، والمسطحات المائية 26% فقط من مساحة باريس، مقارنة بمتوسط 41% في العواصم الأوروبية الأخرى.
مع ذلك، يثير هذا المشروع استياء بعض سكان العاصمة الفرنسية، الذين يرون أن تحويل المزيد من الشوارع إلى مناطق للمشاة قد يؤثر على إمكانية الوصول إلى منازلهم ومواقف السيارات المتاحة.
فوائد المشروع
تحويل المزيد من الشوارع إلى مناطق للمشاة يحمل فوائد كبيرة على المستويات البيئية والاجتماعية. فمن المتوقع أن يساهم هذا القرار في تقليل التلوث الناجم عن عوادم السيارات، وتعزيز التنقل النشط مثل المشي وركوب الدراجات، مما يحسن الصحة العامة للسكان.
كما أن هذه المبادرة تعزز الحياة المجتمعية من خلال خلق مساحات آمنة للعائلات والأطفال والمسنين، وتحفز الاقتصاد المحلي عن طريق زيادة الإقبال على المتاجر والمقاهي الواقعة في الشوارع المخصصة للمشاة. ومن ناحية أخرى، ستسهم المساحات الخضراء الإضافية في تحسين المناخ المحلي وتقليل تأثيرات الجزر الحرارية الحضرية.
التحديات وردود الأفعال
رغم الفوائد المتوقعة، يثير هذا المشروع بعض الجدل بين سكان باريس. فالبعض يعتبر أن تقليل عدد الشوارع المتاحة للسيارات قد يؤثر على إمكانية الوصول إلى منازلهم وأعمالهم، بالإضافة إلى تقليل أماكن وقوف السيارات المتاحة. في المقابل، يرى أنصار المشروع أن الحد من استخدام السيارات الخاصة سيشجع المواطنين على الاعتماد على وسائل النقل العامة والتنقل النشط، مما يقلل من الازدحام المروري ويحسن جودة الحياة في المدينة.
تشير بيانات بلدية باريس إلى أن عدد السيارات المستخدمة في المدينة قد انخفض بنسبة 50% منذ مطلع القرن الحالي، مما يعكس تغيرًا في أنماط التنقل. لكن رغم هذه الإنجازات، لا تزال باريس متأخرة عن بعض العواصم الأوروبية فيما يتعلق بالبنية التحتية الخضراء، حيث تشكل المساحات الخضراء 26% فقط من مساحة المدينة، مقارنة بمتوسط 41% في العواصم الأوروبية الأخرى.
مستقبل باريس كمدينة مستدامة
إذا تمت الموافقة على هذا الاستفتاء، فسيتم إزالة 10,000 موقف سيارات إضافي، وستتاح لسكان باريس الفرصة لاختيار الشوارع التي سيتم تحويلها إلى مناطق للمشاة. هذه الخطوة ستكون علامة فارقة في مسار باريس نحو التحول إلى مدينة أكثر استدامة، وستلهم مدنًا أخرى لاتخاذ تدابير مماثلة لتعزيز البيئة الحضرية المستدامة.
في النهاية، سواء تم اعتماد المشروع أم لا، فإن النقاش الدائر حوله يعكس الأهمية المتزايدة للتخطيط الحضري المستدام ودور المدن الكبرى في قيادة التغيير البيئي نحو مستقبل أكثر خضرة وصحة.
aXA6IDMuMTM3LjIxMC4xMyA= جزيرة ام اند امز