مخاوف من «ردة برلمانية».. رحلة طيران تهدد فون دير لاين
في تصويت محتدم، تصبح المؤشرات السلبية، مهما كانت صغيرة، مقلقة، وقد تثير كثيرا من العواصف والعراقيل في حال تجاهلها.
ويوم الخميس المقبل، سيصوت البرلمان الأوروبي المنتخب حديثًا، على فترة ولاية ثانية محتملة لرئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين.
يأتي ذلك بعد أن فاز حزبها الشعب الأوروبي في الانتخابات الأوروبية وتمكنها بعد ذلك من إقناع رؤساء الدول والحكومات الـ27 في قمة الاتحاد الأوروبي، بترشيحها لفترة ولاية ثانية.
لكن كل ذلك لن يساعد السياسية الألمانية البارزة، إذا خسرت في الاقتراع السري المقرر في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في تمام الواحدة ظهرًا يوم الخميس.
المشكلة أن الاقتراع سيجري مرة واحدة فقط، ما يعني أنها ستخسر فرصة تولي المنصب نهائيا إذا خسرت هذا الاقتراع.
وتحتاج فون دير لاين إلى أصوات 361 عضوًا من أعضاء البرلمان الأوروبي (من أصل 720) في صندوق الاقتراع. وإلا فإن المنصب الأعلى في الاتحاد الأوروبي سيتبخر من أيديها.
وفي حال حدوث هذا السيناريو، سيبقى الاتحاد الأوروبي بدون زعيم لأشهر في أوقات مضطربة، حيث يواجه التكتل تحديات حرب أوكرانيا، والانتخابات الأمريكية، والصراع في الشرق الأوسط.
هذا يعني أن أورسولا فون دير لاين تعتمد على تصويت مؤيديها جميعًا في الاقتراع، بعد غد الخميس.
ومع ذلك، فإن العطلة الصيفية لأعضاء البرلمان الأوروبي المخضرمين المؤيدين لفون دير لاين، تتعارض مع التصويت، فقد اعتادوا على مر السنين، على بدء عطلة نهاية الأسبوع في الوقت المحدد.
ولهذا السبب فإن المقاعد على متن رحلة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا"، المتجهة من ستراسبورغ إلى فرانكفورت تشهد إقبالا كبيرا للغاية.
رحلة مكتملة
وتغادر الرحلة (LH 1073) التي تضم 126 مقعداً، في الساعة 2.05 ظهراً ستراسبورغ، أي أن إجراءات الرحلة في المطار ستبدأ بالتزامن مع التصويت في البرلمان الأوروبي.
ووفقًا لصحيفة بيلد الألمانية، فقد تم حجز الرحلة بالكامل تقريبًا، وباتت أرخص تذكرة في الدرجة الاقتصادية تكلف 851.64 يورو.
وفي الواقع، فإن رحلة الطيران من المدينة الفرنسية لفرانكفورت لا تحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين الألمان، إذ يفضلون قطع المسافة البالغة 230 كيلومترا مربعا بالقطار السريع أو الحافلات.
لكن رحلة الطيران تحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء البرلمان الأوروبي الألمان بسبب توفير الوقت الذي يستغرق حوالي ساعتين.
وبرزت أهمية هذه الرحلة في عام 2019، عندما أقلع بها عضو البرلمان الأوروبي آنذاك، سفين جيجولد (54 عامًا) مباشرة بعد التصويت على قضية تخص المناخ.
تحرك مضاد
وإثر المخاوف من غياب نواب عن التصويت، حث زعيم حزب الشعب الأوروبي (المحافظين)، مانفريد فيبر، إدارة البرلمان، على تقديم موعد التصويت الذي كان مقررًا في الأصل من الساعة 2 ظهرًا إلى 12 ظهرًا.
ومع ذلك، اقتربت المجموعات البرلمانية من الهدف نصف خطوة فقط، إذ أصبح موعد التصويت الواحدة ظهرًا، حيث تمسكت إدارة البرلمان بمنح وقت كاف لخطاب فون دير لاين، ثم المناقشة العامة.
ولأن كل صوت من معسكر حزب الشعب يمكن أن يكون حاسما، تلقى النواب من المجموعة البرلمانية، بالفعل رسالتين إلكترونيتين حادتين، أكدتا أن حضور التصويت إلزامي.
كما قررت المجموعة البرلمانية نشر أسماء المصوتين بعد التصويت. لذا، إذا سارت الأمور بشكل خاطئ، فسيتم الكشف عن هوية من غادر مبكرًا لعطلة الصيف، وساهم في إغراق التكتل في فوضى القيادة.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز