مصادر برلمانية تونسية: تحركات لسحب الثقة من الغنوشي

أكثر من كتلة برلمانية في تونس تتحرك معا لسحب الثقة من راشد الغنوشي، واتهامه بتوظيف المجلس لخدمة أجندات مشبوهة .
علمت "العين الإخبارية" بأن مفاوضات انطلقت، مساء اليوم السبت، بين أكثر من كتلة برلمانية في تونس لسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب، الإخواني راشد الغنوشي.
وأفادت مصادر برلمانية مطلعة أن كلا من كتلة "تحيا تونس" (14مقعدا)، وكتلة "الشعب" (18مقعدا)، و"التيار الديمقراطي" (22 مقعدا )، وكتلة "الإصلاح" (15مقعدا) انطلقوا في مشاورات سحب الثقة من الغنوشي، واتهامه بتوظيف المجلس لخدمة أجندات مشبوهة .
ويأتي هذا الاتفاق الأولي على سحب الثقة من الغنوشي بعد حادثة العنف التي ارتكبها رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة" الإخواني سيف مخلوف ضد الأمن الرئاسي الخاص بالبرلمان.
عنف إخواني بساحة البرلمان
وقد حاول مخلوف إدخال شخص غريب يدعى "حافظ برهومي" إلى البرلمان التونسي متهم في قضايا إرهابية، منعه جهاز الأمن الرئاسي بعد وجود اتهامات بمشاركته في تنظيمات مسلحة في كل من العراق وسوريا.
وبادر مخلوف بالعنف ضد الامن الرئاسي ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، الذي دفع كتلتها إلى الدخول في اعتصام مفتوح.
وأكدت موسي في كلمة لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" بأنها سترابط داخل مجلس نواب الشعب إلى حين تجميع الإمضاءات الضرورية (73 إمضاء) لمناقشة سحب الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي، الذي يحمي تسلل الإرهابيين إلى مقر سيادي مثل البرلمان .
واتهمت ئيسة الحزب الدستوري الحر الغنوشي بالتستر على عملية إدخال شخصيات لها علاقة بالإرهاب إلى البرلمان، وهو ما يشكل تهديدا للأمن القومي وللسلامة الجسدية للأطراف المعارضة للإخوان.
وقد توجه النائب الإخواني سيف مخلوف بالسباب إلى الأمن الرئاسي (جهاز يحمي البرلمان)، في مخالفة للقانون وللأخلاق السياسية حسب العديد من المتابعين.
وكان البرلمان التونسي مسرحا للكلام البذيء الذي تفوه به النائب الإخواني تجاه رئاسة الجمهورية والأمن التونسي والمؤسسة العسكرية التونسية، حسب شهود عيان أمام المجلس.
في المقابل، تشبث الأمن الرئاسي بقرار عدم دخول الشخص المتهم في قضايا إرهابية .
وتابعت موسي: "إن الحبيب خذر مدير ديوان الغنوشي (وأحد أقربائه) بصدد تنفيذ مخطط خطير يتعلق بإتلاف الوثائق التي تدين تورط حركة النهضة (الإخوانية) في تسفير الشباب التونسي سنة 2012إلى بؤر التوتر في داعش".
تحرك برلماني لردع الإخوان
وأعلنت موسي أن حزبها سيدخل في سلسلة من التحركات للتصدي لحملات التحريض ضدها، معتبرة أن بقاء الغنوشي على رأس برلمان تونس ستكون له تداعيات خطيرة على أمن التونسيين.
وتلقى إدارة الغنوشي للبرلمان العديد من الانتقادات، من داخل الكتل البرلمانية، التي تتهمه بخدمة أجنداته الإقليمية على حساب المهمة التشريعية للبرلمان .
ونشر هشام العجبوني النائب عن التيار الديمقراطي (22مقعدا) على صفحته الرسمية على "فيسبوك" تدوينة كتب فيها: "إن العبث بمصلحة البلاد يتواصل.. وصلنا إلى درجة غير مسبوقة من العبث بمصلحة البلاد وإلى درجة غير مسبوقة من الرداءة ومن ترذيل المشهد البرلماني و السياسي"
وتابع: "الغنوشي يتحمّل مسؤولية كبيرة فيما يحدث من خلال إدارته الكارثية للمجلس، هو يتصرّف كرئيس لحركة النهضة (وحلفائها) داخل المجلس وليس كرئيس للبرلمان على نفس المسافة من كلّ الكتل والنوّاب، وأصبح يشرّع (عبر رئيس ديوانه ومستشاريه) لخرق النظام الداخلي بطريقة فاضحة و ممنهجة"
ويعيش البرلمان التونسي أجواء مشحونة منذ ترأسه الإخواني راشد الغنوشي وهو لا يمثل محل إجماع وطني في تونس، حسب العديد من المتابعين، وحسب ما تظهره نتائج استطلاعات الرأي.
وكشفت في هذا الصدد مؤسسة "سيغما كونساي" الخاصة أن 72 بالمائة من التونسيين يرون في الغنوشي "الشخصية السياسية الأسوأ في تونس" خلال الأشهر الأخيرة.