سياسة
برلمانيون مصريون: علاقات بلادنا بالإمارات "حتمية" فرضها تاريخ كبير
نواب مصريون أكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات جاءت في إطار مساعي تعزيز العلاقات.
وصف برلمانيون مصريون، علاقات بلادهم بالإمارات بأنها "حتمية" فرضها تاريخ كبير، وتحديات راهنة تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في تعقيب من برلمانيين مصريين على القمة الإماراتية- المصرية، التي احتضنتها أبوظبي، الخميس، واختتمت فعالياتها ببيان مشترك عكس المستوى المتميز للتعاون بين البلدين.
وقبل ساعات، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور وفدين رفيعي المستوى من البلدين.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، اعتبر البرلمانيون أن قمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جاءت في إطار مساعي قيادتي البلدين لتنمية تلك العلاقات وتعزيزها عبر اتفاقيات الشراكة والتعاون.
وقال وكيل مجلس النواب المصري السيد الشريف لـ"العين الإخبارية"، إن العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين تمر بـ"أزهى عصورها"، مؤكدة أنها تتمتع بالمتانة وتدعمها اتفاقيات شراكة قوية.
وأكد الشريف أنه ليس غريباً وجود تشاور دائم ومستمر بين قيادتي الإمارات ومصر في جميع الأمور السياسية التي تخص أمن واستقرار الشرق الأوسط، موضحاً أن تتعدد الزيارات بين القاهرة وأبو ظبي دليل قاطع على ذلك.
وأشار الشريف إلى أن العلاقات المصرية- الإماراتية تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة، موضحاً أنها حائط صد أمام التدخلات الخارجية، لكونها تقوم "على المصارحة والشفافية".
أما سعد الجمال، نائب رئيس البرلمان العربي، فأكد بدوره أن الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الإمارات تمثل استمرار لحالة التشاور المستمرة بين بلدان التحالف الرباعي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).
ونوه نائب رئيس البرلمان العربي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، بأن "السياسة المصرية الراهنة تعمل على تعزيز الترابط مع الإمارات في سياق اهتمام أوسع بالخليج العربي وكافة الدول العربية".
وشدد على أن العلاقات الإماراتية المصرية "حتمية" تفرضها الظروف والتحديات الراهنة في المنطقة والعالم، وتدعمها روابط تاريخية متينة.
وقال إن "الجالية المصرية في الإمارات تلقى أفضل معاملة في الوطن العربي والعالم، ويتم استقبالها بكل ترحاب"، مشيداً بحالة التطور التي تشهدها الدولة حالياً، ضاربا المثل بانتخابات المجلس الوطني الاتحادي الأخيرة، وكيف جرى التصويت وفق تقنيات إلكترونية حديثة.
وتابع الجمال: "هناك استثمارات إماراتية لا يستهان بها على أرض مصر، وهناك تشاور في القضايا الإقليمية باستمرار".
من جهته، أكد طارق رضوان، عضو البرلمان المصري، أن "القيادتين الإماراتية والمصرية تدرك أهمية الرؤية المشتركة بينهما فيما يرتبط بمختلف القضايا، ما يساعد على بلورة مواقف موحدة.
وأشاد بحالة التناغم الإماراتية المصرية التي تحولت إلى ما يشبه "توأمة في الرؤية" تجاه ما يشهده إقليم الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن ذلك انعكس على تلك القضايا، ولعل أبرزها قضية تأمين الملاحة في البحر الأحمر.
وأشاد بيان إماراتي - مصري مشترك صادر في ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمستوى المتميز الذي وصل إليه التعاون بين البلدين، رافضا في الوقت نفسه التدخلات الإقليمية في المنطقة خصوصا من تركيا وإيران، مرحبا باتفاق الرياض الذي وقعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
كما أشاد بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية والجهود الخالصة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار.
وأثنى البيان على جهود دولة الإمارات في دعم التوصل إلى هذا الاتفاق، وأكد الجانبان على دعم جميع الجهود التي تحافظ على وحدة وسيادة اليمن وتخدم مصالح شعبه وتسهم في استعادة الأمن والاستقرار ووقف التدخلات الخارجية في هذا البلد.
وثمن الجانبان المستوى المتميز الذي وصل إليه التعاون بين الإمارات ومصر في مختلف المجالات، في ظل التوجيهات الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، واستنادا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي حقق ارتفاعا تاريخيا ليصل إلى نحو 5.5 مليار دولار في عام 2018.
وأعلنت الرئاسة المصرية، الخميس، تأسيس منصة استثمار مشتركة بقيمة 20 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة.
وتأتي الإمارات في المرتبة الأولى من بين دول العالم المستثمرة في مصر بإجمالي رصيد استثمار مباشر قيمته 24.3 مليار درهم يعكس نشاط 990 شركة إماراتية مستثمرة في مصر حتى نهاية سبتمبر 2018.
وجاءت مصر في المرتبة الـ28 من بين دول العالم المستثمرة في دولة الإمارات، بينما حلت في المرتبة السابعة من بين مجموعة الدول العربية المستثمرة في الإمارات، وذلك بإجمالي رصيد استثمار مباشر ما قيمته 3.3 مليار درهم حتى مطلع عام 2018 بنسبة نمو مقابل رصيد تلك الاستثمارات حتى مطلع عام 2017 نحو 2.5 مليار درهم وصلت إلى 34%.