استقالة مفاجئة لأمين عام حزب الأغلبية في الجزائر
عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني حزب الأغلبية الحاكم في الجزائر، يقدم استقالته من منصبه لأسباب قيل إنها "صحية".
قدم عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني حزب الأغلبية الحاكم في الجزائر، استقالته من منصبه لأسباب تتعلق بعدم قدرته على تأدية مهامه لظروف قيل إنها "صحية".
وجاء إعلان عمار سعداني استقالته السبت، أثناء أعمال اللجنة المركزية لحزب الجبهة بالجزائر العاصمة، في قرار لم يكن متوقعا بالنسبة لكثير من أعضاء الحزب والمتابعين.
وأبرز سعداني أثناء كلمة استقالته أن غيابه عن الحزب لمدة 4 أشهر في الصيف، والذي خلف عدة تساؤلات لدى الصحافة الجزائرية، كان لأسباب صحية، وأوصى أعضاء اللجنة المركزية بالحفاظ على الجزائر وجبهة التحرير الوطني وولائهم للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
ودعا جمال ولد عباس، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني والوزير السابق ليخلفه في المنصب، واقترحه أمينا عاما جديدا للحزب، في مشهد بدا مرتبا من البداية، حيث انطلق ولد عباس مباشرة في شكر سعداني ولم يبدِ أي تحفظ على أن يتولى المنصب.
وقال ولد عباس، المعروف بولائه الشديد للرئيس بوتفليقة، إنه يحيي المجهودات التي قام بها سلفه عمار سعداني، بعد أن بلغ عدد أعضاء جبهة التحرير الوطني في عهده نحو المليون، ما يجعل الحزب أكبر تشكيلة سياسية في إفريقيا كلها.
وتأتي استقالة سعداني في أعقاب هجوم شديد ناله في الأيام الأخيرة بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، حيث وقع نحو 14 من كبار مجاهدي الثورة طلبا لتنحيته من منصبه بسبب اعتبار وجوده مسيئا لمجاهدي الثورة الجزائرية، الذين أسسوا الحزب الذي قاد كفاح الجزائريين التحرري من الاستعمار الفرنسي.
وتسبب هجوم سعداني في آخر خطاب له على الأمين العام السابق عبدالعزيز بلخادم، وطعنه في ماضي عائلته الثوري، في غضب عارم لدى أنصار الأخير في جبهة التحرير الوطني، حيث خرجوا في مظاهرات في العديد من المحافظات للمطالبة برحيل سعداني.
وعرف عن سعداني، الذي يتولى منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني منذ 3 سنوات، تصريحاته اللاذعة ضد خصومه، وتحتفظ الذاكرة السياسية له بأنه أول من هاجم قائد المخابرات السابق والرجل القوي في النظام الجزائري الفريق محمد مدين، بسبب ما يشاع عن رفض الأخير ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة.