اتفاقية شراكة لتشييد شبكة السكك الحديدية العُمانية-الإماراتية
شهد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، إبرام اتفاقية شراكة بين الاتحاد للقطارات وقطارات عُمان ومبادلة، لتنفيذ مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية-الإماراتية.
وفقا لمكتب أبوظبي الإعلامي، وُقِّعَت الاتفاقية خلال زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافةً إلى توقيع اتفاقيات ترسية عقود الأعمال المدنية والبناء، وترسية عقود الأنظمة والتكامل لشبكة السكك الحديدية، وإطلاق الهُوية المؤسَّسية الجديدة للمشروع المشترَك تحت مسمّى «حفيت للقطارات»، تيمُّناً بجبل حفيت الواقع على حدود دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
وأكَّد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أنَّ الاتفاقيات تأتي في إطار التوجيهات السديدة لقيادتَي البلدين، لتعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، والوصول بها إلى أعلى الآفاق في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وتقوية الصلات الاجتماعية والثقافية المتينة، وتشكِّل إيذاناً بمباشرة الأعمال الإنشائية لمشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية.
وأضاف أنَّ مشروع شبكة السكك الحديدية المشتركة خطوة إضافية للمشاريع الاستراتيجية بين البلدين، خاصة أنَّ هذا المشروع يدشِّن مرحلة جديدة من التخطيط لمستقبل أفضل للبلدين.
وقال عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني: «إنَّ شبكة السكك الحديدية المشتركة تُعدُّ إضافة نوعية للقطاع اللوجستي، وخطوة محفِّزة لمختلف القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادية، حيث تُسهم في توفير فرص تجارية واستثمارية واعدة للقطاع الخاص، ودعم تكاملية أنشطة الموانئ العُمانية وربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، إضافةً إلى إسهامها في جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، والارتقاء بالقدرة التنافسية للبلدين على مستوى التجارة العالمية، الأمر الذي يعزِّز من الازدهار الاقتصادي فيهما».
ووُقِّعَت اتفاقية ترسية العقود المدنية للشبكة المشتركة على تحالف عُماني إماراتي بقيادة «مجموعة تروجان للإنشاءات»، و«جلفار للهندسة والمقاولات» في إطار الجهود المشتركة في بناء القدرات الوطنية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ المشروع المشترك. ويضمُّ التحالف شركتي «ترايستار للهندسة والإنشاءات»، و«الشركة الوطنية لإنشاءات البنية التحتية».
ووُقِّعَت أيضاً اتفاقية ترسية عقود الأنظمة والتكامل لشبكة السكك الحديدية على تحالف بين شركة «سيمنز» و«إتش إيه سي»، لضمان تجهيز القطارات بأحدث التقنيات والتكنولوجيا، حيث تُجهَّز بنظام الإشارات الأوروبي ETCS من المستوى الثاني، الأكثر تقدُّماً على مستوى العالم، لضمان أعلى مستويات الكفاءة والسلامة وفقاً لأرقى المعايير الدولية، وسهولة تنقُّل القطار بين البلدين. وبذلك تجهِّز الشبكة ببنية تحتية متقدِّمة تشمل تحكُّماً رقمياً كاملاً بالقطار، وتتبُّع حركته عبر نظام تحديد المواقع العالمي، ما يزيد من موثوقية الشبكة.
وكشفت «الاتحاد للقطارات» و«قطارات عُمان» و«مبادلة» عن الهُوية التجارية الجديدة لشركتهما المشتركة تحت مسمّى «حفيت للقطارات» (شركة عُمان والاتحاد للقطارات سابقاً)، تيمُّناً بجبل حفيت الذي يمتد بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، ويمتاز بموقعه الاستراتيجي ومكانته التاريخية في البلدين، حيث إنه يربطهما بتضاريس جبلية واحدة تجسِّد الطبيعة الجبلية والصحراوية والأحجار الجيرية المشتركة في البلدين. ويمتاز بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 1249 متراً فوق سطح البحر، إضافة إلى توسطه الكثير من المعالم الطبيعية الخلابة التي تجذب إليه مواطني البلدين والسيّاح.
وأكّد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، أهمية الإنجازات التي حقَّقتها الشركة المشتركة منذ تأسيسها، والتي برهنت من خلالها على مستويات عالية من الكفاءة والالتزام بتحقيق الربط بين البلدين عبر شبكة سكك حديدية مشتركة آمنة ومستدامة، بما ينسجم مع العلاقات والروابط الاستراتيجية والتاريخية والعلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، لافتاً إلى أهمية الشبكة في تسهيل التجارة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وفي فتح آفاق جديدة في قطاعات البنية التحتية والنقل والخدمات اللوجستية، وتنويع الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة في البلدين.
وأشاد محمد بن حسن السويدي، وزير الاستثمار في دولة الإمارات والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي للقابضة (ADQ)، بأهمية الإنجازات التي حقَّقتها الشركة المشتركة خلال 18 شهراً من إعلان المشروع، ومن أهمها الانتهاء من الأعمال الهندسية والتحضيرية للشبكة، ومباشرة إطلاق الأعمال الإنشائية، لافتاً إلى أهمية الشبكة في تسهيل التجارة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وفتح آفاق جديدة في قطاعات البنية الأساسية والنقل والخدمات اللوجستية، وتنويع الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية الشاملة، فضلاً عن الفوائد السياحية الأخرى للشبكة، لأنها ستسهم في تسهيل حركة المسافرين من وإلى البلدين.
ولفت المهندس عبدالرحمن بن سالم الحاتمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، أهمية هذا المشروع الحيوي في تعزيز موقع البلدين كمحور لوجستي للاستيراد والتوزيع إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، في ظل التحوُّل الاقتصادي السريع الذي تشهده دول مجلس التعاون الخليجي عامةً، وكلٌّ من سلطنة عُمان ودولة الإمارات على وجه الخصوص، مؤكِّداً أنَّ الرؤى الاستراتيجية والخطط الاقتصادية لهذا المشروع تهدف في المقام الأول إلى تعزيز تكاملية خدمات النقل بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنهما للعالم، حيث يسهم في تغيير المشهد اللوجستي في المنطقة، وتعزيز تنافسية الأنشطة الاقتصادية من خلال توفير وسيلة نقل موثوقة ومستدامة تختصر الوقت والتكلفة، وتعزِّز ربط الموانئ البحرية والمنافذ البرية بالأسواق المحلية والإقليمية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ستسهم الشبكة المشتركة، التي تبلغ قيمة استثماراتها الإجمالية 3 مليارات دولار، في تعزيز دور دولة الإمارات والسلطنة كبوابتين للأسواق الإقليمية.
وستؤدي الشبكة إلى توفير العديد من فرص العمل الجديدة والمتنوِّعة، سواء بشكل مباشر في عمليات السكك الحديدية، أو بشكل غير مباشر في مختلف القطاعات في كلا البلدين، وتنمية وتطوير المواهب الوطنية.
ومن الفوائد التجارية التي ستحقِّقها الشبكة تعزيز نمو الأعمال والوصول إلى الأسواق، ورفع مستوى كفاءة سلسلة التوريد، وتسهيل التجارة العابرة للحدود بين البلدين، وربط الموانئ التجارية بالسكك الحديدية، حيث يمكن لرحلة واحدة لقطار الشحن نقل أكثر من 15000 طن من البضائع العامة، أو شحن نحو 270 حاوية نمطية. وسترتقي أيضاً بالقدرة التنافسية لكلا البلدين على مستوى التجارة العالمية، وتوفِّر فرص التجارة والاستثمار للقطاع الخاص.
ويُتوقَّع أن تُسهم «حفيت للقطارات» في تنمية العديد من القطاعات في البلدين، التي تشمل قطاعات التعدين، الحديد والصلب، الزراعة والغذاء، تجارة التجزئة، التجارة الإلكترونية، وقطاع البتروكيماويات؛ لأنها تمتاز بقدرتها على توفير حلول نقل سريعة وآمنة ومستدامة للبضائع بمختلف الأحجام والأوزان عبر السكك الحديدية.
وعلى صعيد قطار الركاب، سيعمل مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة على ربط المراكز السكانية بين البلدين، وتقوية الترابط الاجتماعي والأسري، ودعم قطاع السياحة، حيث يوفِّر للمسافرين بين البلدين رحلة سهلة وسلسلة مع حلول مبتكرة لإجراءات السفر. وستصل سرعة قطار الركاب حتى 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها قطع المسافة بين صحار وأبوظبي في 100 دقيقة، وبين صحار والعين في 47 دقيقة، وستبلغ سعة القطار الواحد ما يصل إلى 400 راكب.
ويعكس توقيع الاتفاقيات التأكيد على دعم المشروع من حكومتَي البلدين، وحرصهما على تنفيذه ومواصلة تعزيز روابط الأُخوَّة التاريخية المتجذرة، والعلاقات التاريخية المتأصِّلة، لتسهم في تعزيز أواصر المحبة التي تجمع الشعبين ، وتندرج الاتفاقيتان في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودعمها المستمر لتلبية تطلُّعات البلدين وتحقيق أهدافهما للوصول إلى التنمية المستدامة.
وتتوافق الاتفاقيات مع توجيهات القيادتين في البلدين بشأن فتح آفاق جديدة في قطاع النقل واللوجستيات من خلال ربط البلدين بشبكة سكك حديدية مشتركة.