موجة حر في إيطاليا تجبر طائرة بريطانية على إنزال 20 راكبا

أُجبرت رحلة جوية تابعة للخطوط الجوية البريطانية على إنزال 20 راكبًا قبل الإقلاع من مطار فلورنسا إلى لندن، بعد ارتفاع درجات الحرارة.
في واقعة مرتبطة بالأحوال الجوية وظروف المطارات، تم إنزال 20 راكبًا من طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية كانت تستعد للإقلاع من مطار أميريغو فسبوتشي في مدينة فلورنسا الإيطالية باتجاه لندن، وذلك بسبب الوزن الزائد الذي منع الطائرة من تحقيق قوة الدفع الكافية للإقلاع في ظل ارتفاع غير معتاد لدرجات الحرارة خلال منتصف أغسطس/ آب.
موجة حر في إيطاليا تجبر طائرة بريطانية على إنزال ركاب
أفادت صحيفة ميرور البريطانية أن ارتفاع درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية خلال موجة حر قوية، تسبّب في انخفاض كثافة الهواء، ما اضطر الطاقم إلى تحميل كميات إضافية من الوقود لضمان وصول الطائرة إلى ارتفاع التحليق المطلوب.
ومع هذا الوزن الإضافي، لم يعد بالإمكان السماح للطائرة بالإقلاع وهي محمّلة بكامل طاقتها من الركاب، ما استدعى تقليص العدد على متنها.
وكانت الطائرة من طراز إمبراير ERJ-190، وتفاقمت المشكلة الفنية بسبب قصر مدرج مطار فلورنسا الذي يعادل نصف طول مدرج مطار جاتويك البريطاني، ما قلّص من قدرة الطائرة على الإقلاع بالوزن الكامل في ظروف مناخية غير معتادة.
تفاصيل أزمة رحلة بريطانية من فلورنسا
قالت إحدى الأمهات اللواتي كنّ على متن الطائرة إن قائد الرحلة أبلغ الركاب بوضوح أن هناك حاجة ملحّة لتقليل الوزن بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وشرح أن ذلك مرتبط بزيادة الوقود لضمان كفاءة المحركات في ظل انخفاض كثافة الهواء. وأوضح أن القرار جاء استجابة لمتطلبات السلامة التشغيلية.
وأشارت التقارير إلى أن عدد الركاب الذين كان من المقرر إنزالهم بلغ 36، لكن العملية انتهت بمغادرة 20 راكبًا فقط من الطائرة قبل الإقلاع. وقدمت الخطوط الجوية البريطانية اعتذارها الرسمي للركاب الذين تأثروا بالإجراء، مؤكدة حرصها على نقلهم إلى وجهاتهم في أسرع وقت ممكن.
موجات الحر ستضاعف أزمات الإقلاع في المطارات الصغيرة
كما أكد متحدث باسم مطار فلورنسا أن درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب انخفاض الضغط الجوي، تفرض تحديات كبيرة على الطائرات، خاصة في المطارات الصغيرة التي لا تتوافر بها مدارج طويلة، وهو ما يتطلب تقليل الحمولة كإجراء احترازي لضمان سلامة الإقلاع.
وفي تعليق علمي على الواقعة، أوضح خبير الطيران الدكتور جوني ويليامز من جامعة ريدينغ أن مثل هذه الحالات مرشحة للزيادة في المستقبل، لا سيما خلال فصل الصيف، بسبب تكرار موجات الحر التي تؤثر على كثافة الهواء.
ولفت إلى أن ما كان يُعتبر يومًا شديد الحرارة يحدث مرة واحدة سنويًا، سيصبح خلال العقود المقبلة ظاهرة أسبوعية، مما يزيد من احتمال حدوث مواقف مشابهة في المطارات الصغيرة ذات المدارج القصيرة.