في كتابه "الحرارة ستقتلك أولاً"، صاغ الصحفي الأمريكي جيف جودل، مصطلح "صيف مصاصي الدماء" لوصف طريقة العيش الجديدة التي أجبرتنا عليها تغيرات المناخ، حيث جعلتنا نتجنب مثل "مصاصي الدماء"، شمس منتصف النهار.
لكن التحول إلى نمط "مصاصي الدماء" يتطلب -وفقا لإليزابيث غاردنر طبيبة الطب الرياضي في جامعة ييل للطب- تغيير نمط حياتنا الروتينية للبقاء في صحة جيدة وسط الحرارة الشديدة.
وتقول في تقرير نشرته "ناشونال غيوغرافيك" إن "تجنب فترات طويلة من عدم النشاط داخل المنزل أمر بالغ الأهمية".
وتوضح أن البقاء نشيطا خلال "صيف مصاصي الدماء" يتطلب تخطيطا دقيقا، إذ ينبغي جدولة ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق عند الفجر أو في وقت متأخر من المساء عندما تنخفض درجات الحرارة ومستويات الرطوبة، وبالنسبة لبقية اليوم توصي غاردنر بالأنشطة الداخلية.
وتقترح غاردنر التدريب المتقاطع واليوغا والبيلاتس وغيرها من التمارين منخفضة الكثافة التي يمكن متابعتها بسهولة من خلال دروس مجانية عبر الإنترنت.
وتعتبر تمارين وزن الجسم أيضا بديلا رائعا لبناء العضلات دون الحاجة إلى الأوزان.
دور مهم للنظام الغذائي
ويلعب النظام الغذائي دورا حاسما في الحفاظ على الصحة خلال هذه الأوقات، ففي أثناء وجودك في المنزل طوال اليوم من السهل تناول وجبات خفيفة بشكل مفرط، ويوصي خبراء الصحة باختيار الفواكه والخضراوات والمكسرات، بدلاً من الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والسكر.
ووجدت دراسة حديثة أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل صدور الدجاج يمكن أن يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز بشكل أفضل من المكسرات أو التفاح.
ويمكن أن تتأثر الصحة العقلية أيضا خلال الفترات الطويلة في الداخل، ويقترح علماء النفس تقنية تسمى إعادة تقييم الإجهاد، والتي تنطوي على تحويل الأفكار حول المواقف العصيبة من السلبية إلى الإيجابية.
ويقول مارتن هاجر، أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا في ميرسيد لـ"ناشونال غيوغرافيك": "يمكنك إعادة صياغة الموقف للتركيز على الأنشطة المفيدة التي لم يكن لديك الوقت للقيام بها لو كان الطقس أفضل".
ويعد الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي توصية أخرى، حيث وجدت دراسة من جامعة بنسلفانيا أن تقليل الوقت على المنصات الرئيسية إلى 30 دقيقة يوميا يمكن أن يقلل من مشاعر الوحدة والاكتئاب.