أوروبا أمام أكبر فاتورة للطاقة في 10 سنوات.. ضريبة الدفء والتوترات

توقَّع بنك "سيتي جروب" أن تدفع القارة العجوز هذا العام أكبر فاتورة للطاقة خلال عقد.

يأتي هذا في الوقت الذي يثقل التضخم المتفاقم في الغاز الطبيعي وأسعار الكهرباء كاهل الأُسَر والصناعات في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

وقال البنك في تقرير إنه وفقاً لأسعار العقود المستقبلية الحالية فإن إجمالي فاتورة الطاقة الأولية سيصل في المنطقة إلى تريليون دولار تقريباً، وذلك مقارنة بنحو 300 مليار دولار العام الماضي، و500 مليار دولار في 2019 وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرج.

• الغاز الأمريكي يدفئ أوروبا بعد غياب "الروسي"
  

كانت أسعار الغاز في أوروبا قد سجلت مستويات قياسية، الثلاثاء 21 ديسمبر 2021، على وقع الطلب الكبير في فصل الشتاء، والتوتر بين روسيا، والدول المستوردة.

ودفعت أسعار النفط -إلى حد كبير- إلى بلوغ أسعار الطاقة لمستويات قصوى في وقت سابق، لكن الأمر هذه المرة يتعلق بتكلفة التدفئة وتوفير الكهرباء لكل شيء، من المنازل إلى وسائل النقل والمنشآت الصناعية الكبيرة، التي ستساعد في تقليل انبعاثات الكربون.

وذكر محللو "سيتي جروب": "الغاز والكهرباء على وجه التحديد شهدا ارتفاعاً كبيراً في تكلفتهما بأوروبا... قد يُضطرّ المستهلكون والصناعات في جميع أنحاء المنطقة إلى اتخاذ بعض الخيارات الصعبة بشأن استهلاكهم للطاقة".

وتمُرّ أوروبا بأزمة طاقة مستعصية مع وصول مخزونات الغاز بالقارة إلى أدنى مستوياتها منذ عقد على الأقل.

ذعر المتداولين

وارتفعت الأسعار المرجعية للغاز خلال العام الماضي بأكثر من 250%، كما تسبب التوتر بين الغرب وروسيا، أحد أكبر مورّدي الغاز للقارة، بدخول المتداولين في أكبر حال ذعر منذ سنوات.

كما أدى انخفاض سرعات الرياح إلى تقليص إنتاج الطاقة المتجددة، التي تُعتبر الركيزة الأساسية للثورة الخضراء.

وأضاف "سيتي جروب" أن الغاز يمثل نحو 25% من احتياجات أوروبا من الطاقة، مقارنة مع 10% تقريباً في آسيا، نظراً إلى أهمية الغاز كوقود لمحطات توليد الكهرباء تسهم أسعاره المتزايدة في ارتفاع أسعار الكهرباء.

محاولات للمساعدة

ولجأت العديد من دول أوروبا، آخرها السويد، إلى اتخاذ خطوات للتخفيف على الأسر من جراء أرتفاع أسعار الكهرباء، والتي سجلت أرقاما قياسية مع بداية فصل الشتاء، بالتزامن مع تراجع كبير في إمدادات الطاقة.

وأعلنت الحكومة السويدية أمس الأربعاء عن خطط لتقديم دعم للأسر المتضررة من ارتفاع أسعار الكهرباء بحدّ أقصى قدره 2000 كرونة سويدية (221.17 دولار أمريكي) ضمن حزمة إعانات بقيمة 6 مليارات كرون (664 مليون دولار) لدعم مستهلكي الكهرباء.

وتواجه ملايين الأسر في أوروبا شتاء باردا، مع ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، مع صدور العديد من التحذيرات من ارتفاع معدلات فقر الطاقة في القارّة العجوز، وعدم مقدرة الأسر على تدفئة منازلها.