اتفاق سلام نهائي بين حكومة السودان ومسار الوسط التابع للجبهة الثورية
مصادر في الوساطة التي تقودها جوبا قالت إن أهم قضايا الاتفاق، هي: (الأرض، والتنمية، والإيرادات، والنازحين واللاجئين من جنوب السودان).
أعلنت الحكومة الانتقالية ومسار وسط السودان، الثلاثاء، عن التوقيع على اتفاق نهائي يتضمن 4 محاور رئيسية.
وقالت مصادر في الوساطة التي تقودها جوبا لـ"العين الإخبارية"، إن أهم القضايا التي يتضمنها الاتفاق، هي: (الأرض، والتنمية، والإيرادات، والنازحين واللاجئين من جنوب السودان).
وأوضح نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حكومة الخرطوم ملتزمة بدفع استحقاقات السلام وتحقيقه وتنفيذه.
بدوره، أكد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، أن خطوات السلام تمضي بخطى ثابتة.
وأشار إلى أن التوقيع على الاتفاق بمثابة اختراق مفاجئ وكبير في مسارات التفاوض، لافتاً إلى جدية الجبهة الثورية في تحقيق السلام.
وفي السياق ذاته، أشار رئيس مسار وسط السودان، التوم هجو، إلى أنهم أصبحوا أول فصيل يوقع على اتفاق سلام، مهدياً التوقيع للشعب السوداني.
وأضاف هجو: "لسنا طلاب سلطة ونرسل بشرى بأن قطار السلام قد انطلق"، لافتاً إلى أن الجبهة الثورية جادة في تحقيق السلام حتى تستعيد بلادنا مكانتها في أفريقيا.
وكشف مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية كبير الوسطاء، توت قلواك، عن توقيع جميع الأطراف على اتفاق سلام شامل على جميع المسارات قريبا.
ولفت عضو الوفد التشادي الشيخ بن عمر إلى أن السلام في السودان يؤثر على الإقليم والمنطقة.
وأضاف "أي اهتزاز للأمن والاستقرار في هذا البلد يؤثر في تشاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا".
ويمثل المنخرطون في محادثات السلام الحالية كل الفصائل المسلحة التي تقاتل في السودان، باستثناء حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور التي تخوض حربا في إقليم دارفور، والتي لم تحسم موقفها حتى الآن من العملية السلمية والانخراط في التفاوض من عدمه.
وتجري الحكومة السودانية المفاوضات على مسارين، الأول مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، بقيادة الجنرال عبدالعزيز الحلو، التي تخوض حربا منذ عام 2012 في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وتسيطر على مناطق واسعة حالياً، وهي من أكثر الفصائل المسلحة قوة على الأرض في البلاد.
أما المسار التفاوضي الثاني، فيجري مع تحالف الجبهة الثورية الذي يضم نحو 7 فصائل مسلحة تقاتل في إقليم دارفور وولايتي النيل الأزرق، وتوصلت معها الحكومة في الجولات السابقة إلى تفاهمات واتفاق "إعلان جوبا" الذي وضع خارطة للمحادثات وتضمن إجراءات لبناء الثقة.
واتخذت الحكومة الانتقالية في السودان خلال الأشهر القليلة الماضية جملة إجراءات لبناء الثقة وتمهيد طريق محادثات السلام، بينها وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد وإطلاق سراح عدد من سجناء الحركات المسلحة في الخرطوم آخرهم 24 معتقلا تابعون لحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور.
ويشكل تحقيق السلام في السودان مطلبا شعبيا نادت به الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، فضلا عن أنه كان يمثل أحد أهم اشتراطات الإدارة الأمريكية لإزالة اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.