أسرار جديدة في قصة عدنان.. والد الطفل يكشفها لـ"العين الإخبارية"
الطفل المغربي عدنان "مات مقتولاً بعدما خُطف واغتصب، ودُفن بطريقة وحشية".. اقرأ الأسرار الجديدة عن المشتبه به عبر "العين الإخبارية".
ما كان المغاربة ينتظرون هذه النهاية الصادمة للملاك الصغير عدنان، الذي تصدرت صورته مُبتسماً صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، مقرونة بعبارة "بحث عن مُتغيب"، انخرط الجميع، وانتشرت الصورة، وبعد خمسة أيام، جاء الخبر الصدمة: "عدنان، مات مقتولاً بعدما خُطف واغتصب، ودُفن بطريقة وحشية".
علبة دواء
بداية القصة تعود إلى حاجة والد الطفل عدنان إلى علبة دواء من الصيدلية، خرج الطفل ذو الأحد عشر ربيعاً مُلبياً طلب والده واتجه نحو صيدلية قريبة من المنزل الكائن بحي بني مكادة بمدينة طنجة، شمال البلاد، لكنه لم يعد.
بحسرة وألم، يحكي والد الطفل عدنان لـ"العين الإخبارية" ما علق بذهنه من بدايات لنهاية لم تكن متوقعة لفلذة كبده، يتحدث حيناً ويسكت أحياناً أخرى، يتنهد ويُقاوم دموع الحسرة والندم، أسفاً على ملاكه الصغير.
"تأخر عدنان وبدأ الخوف يتملكني ووالدته، وقررنا الخروج باحثين عنه، وبعد سؤالنا الجيران، انخرط الجميع في عملية البحث، وعممنا صُوراً له، في الأحياء المجاورة وأيضاً انتشر الخبر لدى المُؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالموازاة مع الأبحاث التي باشرتها السلطات المعنية تبعاً للبلاغ الذي تقدمنا به"، يقول الوالد.
في ظرف وجيز صارت صورة عدنان "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، يضيف والد عدنان، مُسترسلاً: تبين لنا أن طفلي تعرض لاستدراج من غريب، وذلك بعدما تم البحث في كاميرات المُراقبة في الحي، كُنا نتوقع أي شيء، إلا أن يموت ابننا بتلك الطريقة.
يُغمض عيناه، يصمت، يُحاول الكلام من جديد فيتلعثم، يُجاهد صدمته ليشكر رجال الأمن والمغاربة قاطبة، ويختم حديثه "حسبي الله ونعم الوكيل عن الذي فعله هذا المُجرم".
البيان الصدمة
ساعات قليلة بعد مُنتصف ليلة الجمعة/السبت، المديرية العامة للأمن الوطني (الشرطة)، تُعمم بياناً يتحدث عن إلقاء القبض على المشتبه الأول به في الملف، وتُعلن أن الأخير قادها إلى حُفرة بفضاء عمومي غير بعيد عن منزل الأسرة، حيث دفن جُثمان الملاك الصغير بعد هتك عرضه وقتله.
وفي تفاصيل البيان، بحسب ما عاينت "العين الإخبارية"، فإن الموقوف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، يعمل مستخدما في المنطقة الصناعية بالمدينة.
وأكدت المديرية أن تحرياتها أفضت إلى أن الامر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته.
وأسفرت عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية.
وتشير معطيات الأمن إلى أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه.
منعزل وزبون للأسرة
الساعات الموالية لصدور البيان ستكشف المزيد من خُيوط الجريمة، فالجاني الذي اعترف خلال التحقيقات الأولية بما اقترفه، هو واحد من الزبناء الدائمين لمطعم يملكه والد الطفل بطنجة، إذ استغل معرفته المُسبق بوالد الضحية، ليُنفذ جريمته الشنعاء في حق الطفل القاصر.
وللتغطية على جريمته، أفادت التحقيقات الأولية، أن الجاني قام بإرسال رسالة نصية إلى والد الضحية بعد يوم من اختفاء الطفل، من أجل مطالبته بفدية، مقابل عودة الإبن إلى المنزل، في محاولة منه للتأثير على مجرى التحقيق، لتكون تلك الرسالة أول خيط يقود إلى هوية الشخص ومكان تواجده.
الجاني شاب في الرابعة والعشرين من عمره، جاء إلى مدينة طنجة للعمل في إحدى معامل المنطقة الصناعية، قادماً إليها من منطقة القصر الكبير، شمال البلاد، قبل أن يستقر بالحي الذي تقطن فيه أسرة الطفل عدنان. لكن التحقيقات الأولية، كشفت معلومة مُثيرة، وتتمثل في كون هذا الشاب.
ومن التفاصيل الأخرى التي أكدتها مصادر مُتطابقة لـ"العين الإخبارية"، أن الجاني سبق له وأن تعرض لاعتداء جنسي في طفولته. كما قام بحلق رأسه وذقنه، بغرض تمويه رجال الأمن وساكني الحي.
وفي نفس السياق، جرى اعتقال ثلاثة أشخاص يقطنون مع الجاني في نفس الشقة، للاشتباه في تورطهم في عدم التبليغ عن الجريمة، لاسيما بعد أن شاهدوا صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وفضلوا الحياد السلبي وهو ما أثر على مسار البحث عن الطفل بعدما كانت النازلة تظهر على أنها اختفاء في بادئ الأمر.
حزن عميق
وعمت حالة من الحزن العميق في صفوف المواطنين المغاربة، إذ طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بإنزال أقصى العقوبات على الجاني، بلغت حد المطالبة بإعدامه.
وتصدر وسم #الإعدام_لقاتل_عدنان وسائل التواصل الاجتماعي، سواء موقع فيسبوك، أو تطبيق أنستقرام، وأيضاً تويتر، حيث طالب المغاربة بالتشدد مع مثل هذه الجرائم، وتطبيق القانون بصرامة.
ولمواساة الأسرة، قام والي أمن مدينة طنجة بزيارتها مرفوقاً بعدد من المسؤولين الأمنيين بالمنطقة، إذ قدم لهم التعازي باسم المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، مُشدداً على حرصه الشديد على التطبيق الحازم للقانون في هذه القضية.