دراسة: الدهون البنية تحمي من الأمراض المزمنة
توصلت دراسة أمريكية إلى أن الذين لديهم دهون بنية أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأيض مثل مرض السكري 2 ومرض الشريان التاجي
وتعتبر الدهون البنية أنسجة سحرية نحتاج دائما إلى كميات كبيرة منها؛ فعلى عكس الدهون البيضاء التي تخزن السعرات الحرارية، يحرق هذا النوع من الدهون الطاقة.
وتوصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الذين لديهم دهون بنية أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأيض مثل مرض السكري2 ومرض الشريان التاجي الذي يعد السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة.
وبحسب موقع "ميديكال إكسبرس" الأمريكي، يقول بول كوهين، أستاذ مساعد وكبير الأطباء المعالجين في مستشفى جامعة روكفلر الأمريكية، إن الدراسة تجعلنا أكثر ثقة في ما يتعلق باستهداف الدهون البنية في فوائد علاجية.
وبدلا من الدراسات واسعة النطاق حول الدهون البنية التي عادة ما تكون مكلفة وتعرض المشاركين إلى مخاطر الإشعاع، توصل وبياس بيشر، المؤلف الأول للدراسة، إلى بديل.
واستغل "بيشر" فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني التي يقوم بها الأشخاص لتقييم السرطان، وعلم أنه عندما يكتشف أطباء الأشعة الدهون البنية في هذه الفحوصات، فإنهم يدونونها بشكل روتيني للتأكد من عدم الخلط بينها وبين الأورام.
ومن ثم أدرك بيشر وزملاؤه الباحثين أن هذه الفحوصات ربما تكون مصدر قيم لبدء البحث عن الدهون البنية.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بمراجعة 130 ألف تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني من أكثر من 52 ألف مشارك، ورصدوا وجود الدهون البنية لدى حوالي 10% من الأفراد.
كما وجدوا أن العديد من الأمراض الشائعة والمزمنة كانت أقل انتشارا بين الأشخاص الذين عثر لديهم على دهون بنية.
على سبيل المثال، 4.2% منهم فقط كان لديهم السكري 2، مقارنة بـ9.5% من الأشخاص الذين لم يتم اكتشاف دهون بنية لديهم. وبالمثل كان عند 18.9% منهم كوليسترول غير طبيعي مقارنة بـ22.2% لدى الأشخاص بدون دهون بنية.
علاوة على ذلك، كشفت الدراسة عن ثلاث حالات أخرى يكون الأشخاص أصحاب الدهون البنية أقل عرضة إلى مخاطرها وهي ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب الاحتقاني ومرض الشريان التاجي.
من النتائج المدهشة الأخرى للدراسة أن الدهون البنية قد تخفف الآثار الصحية السلبية للسمنة. بصفة عامة يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض لدى الأشخاص الذين يعانون من السمن، لكن الباحثين وجدوا أنه بين البدناء الذين لديهم دهون بنية، فإن انتشار هذه الحالات كان مشابها للذين لا يعانون من السمنة.
وبالرغم من صعوبة تحديد الأشخاص الذي لديهم كمية كبيرة من الدهون البنية لأنها تكون مخبأة في أعماق الجسم، عادة في منطقتي الرقبة والأكتاف، يأمل العلماء في أن تكون مفتاح لعلاجات جديدة للسمنة.