الإمارات الحديثة منذ 1971م رسخت هوية واحدة لأبناء الإمارات السبع، فأصبح الجميع يفخر بأنه إماراتي.
الإنسان هو أهم ما تفخر به الدول، فبناء البشر أصعب من بناء ناطحات السحاب، والتنمية البشرية أصعب من التنمية المادية، لذا فأهم ما يفخر به الإنسان الإماراتي ليس فقط صنعه معجزة فوق الرمال؛ بل الجانب القيمي الذي توارثه أباً عن جد، والذي استطاع أن يحافظ عليه ويورثه لأبنائه، فخلال نصف قرن نجحت الإمارات في تحقيق معدلات عالية في مجال التنمية البشرية وتوطين الوظائف وتمكين المرأة، وبفضل القرارات والمبادرات الحكومية نجحت الحكومة الاتحادية في تحقيق معدلات عالية في مجال تنمية الإنسان حتى وصل عنان السماء.
الإنسان الإماراتي هو أفضل من يجسد إرث زايد المجتمعي والإنساني، الذي أصبح اليوم أهم ما تفخر به دولة الإمارات، فقد استطاع زايد أن يغرس في إنسان هذه المنطقة كل القيم النبيلة التي باتت واضحة حتى في السياسة الخارجية لدولة الإمارات
يتساءل الكثير: كيف تحققت كل هذه الإنجازات وفي فترة زمنية قياسية في عمر الشعوب والدول؟ كيف قفزت هذه المنطقة من مجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة العصرية التي ترسم كل يوم على خارطة العالم نقاطاً مضيئة؟ والسؤال المهم: ما الثمن الذي دفعه الإنسان الإماراتي لاجتياز هذه المرحلة من تطور المجتمع؟ وما المكتسبات التي حصل عليها؟
الإمارات الحديثة منذ 1971م رسخت هوية واحدة لأبناء الإمارات السبع، فأصبح الجميع يفخر بأنه إماراتي، وأنه من عيال زايد، وذلك ثمرة من ثمرات عدله، وأبوته، وإنسانيته، فقد نجح زايد الإنسان والقائد في بناء مجتمع العدل والمساواة، والتعاون والتراحم، والتسامح والانفتاح على جميع بني البشر، وحب الخير للجميع، فكانت الإمارات أعظم نموذج للتسامح في عالم اليوم، وشعبها من أسعد شعوب الأرض، وشعور الأمان والراحة هذا لم يأت من فراغ بل أتى أولاً من خلال القيم التي يحملها الإنسان الإماراتي في صميم ثقافته المجتمعية، وثانياً من خلال التشريعات والقوانين الحكومية التي تحث الجميع على التسامح والتعايش السلمي وتجرم الكراهية والعنصرية.
واستطاعت الإمارات أن تضمن استمرارية الثروة عن طريق توظيفها في التنمية البشرية وهي الثروة التي لا تنضب، فالإنسان الإماراتي وهو يحتفل باليوم الوطني 47 إنما يحتفل بتلك العلاقة الوطيدة التي ربطته بأرضه وقيادته، روح السعادة والإيجابية التي تطفو على السطح أينما حلت في أرض الإمارات، لا يمكن أن نجد لها مثيلاً في معظم دول العالم، فإحساس المواطن والمقيم على حد سواء بأن هذه الأرض للجميع جعلت منها ليست فقط مكاناً يوفر كل مقتضيات الرفاهية ولكنه أيضاً يوفر مقتضيات الأمن والأمان للآخرين.
الإنسان الإماراتي هو أفضل من يجسد إرث زايد المجتمعي والإنساني، الذي أصبح اليوم أهم ما تفخر به دولة الإمارات، فقد استطاع زايد أن يغرس في إنسان هذه المنطقة كل القيم النبيلة التي باتت واضحة حتى في السياسة الخارجية لدولة الإمارات. يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إنسان الإمارات هو أكبر إنجاز يفخر به زايد، وإن أبناء الإمارات هم فخر زايد، ونتاج فكره، وحلمه الذي تحقق، وهم صانعو مجد الإمارات، ونموذج نجاح للبشرية، إنسان الإمارات هو رهاننا للوصول لأعالي القمم.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة