2.6 مليون شخص ضحايا العبودية في كوريا الشمالية
واحد من بين كل عشرة مواطنين، ضحية للعبودية في بيونج يانج، حسب تقرير مؤشر العبودية العالمي 2018.
تتفشى العبودية بأعلى مستوى لها في العالم في كوريا الشمالية، إذ يُعد واحد من بين كل عشرة مواطنين، ضحية للعبودية، بحسب تقرير مؤشر العبودية العالمي 2018.
ويصدر تقرير العبودية عن مؤسسة "واك فري" أو "سِر حرا" التي أسسها ثري قطاع التعدين الأسترالي أندرو فوريست في 2012، للتوعية بأنواع العبودية في العصر الحديث بمختلف أشكالها.
ويعرف التقرير أشكال العبودية المعاصرة بأنها تشمل الاتجار بالبشر والعمل القسري، وعبودية الديون والزواج القسري وبيع واستغلال الأطفال، والعبودية بمعناها الصريح.
ويشير التقرير إلى أن حكومة كوريا الشمالية نفسها متورطة في إجبار الأشخاص على العمل القسري داخل وخارج البلاد على حد سواء.
وأوضح أن 2.6 مليون شخص يعيشون تحت نير العبودية المعاصرة في كوريا الشمالية، فيما كانت استجابتها للمشكلة هي الأضعف بين كل البلدان التي شملها التقرير.
وأجرى باحثو "واك فري" مقابلات مع 50 من المنشقين من كوريا الشمالية، وقالوا جميعاً، عدا واحداً، إنهم أُخضعوا لظروف ينطبق عليها تعريف "العمالة القسرية"، بموجب القانون الدولي.
وتأتي هذه النتائج في ظل مفاوضات قائمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ومحادثات متقطعة بينها وبين جارتها الجنوبية. وتركز هذه المحادثات على نزع السلاح النووي والقضايا العسكرية أكثر من تركيزها على قضايا حقوق الإنسان كالعبودية.
وقال أندرو فوريست إن: "التركيز منصب بقوة على القنابل والصواريخ، لكن مأساة كوريا الشمالية تتعلق بصورة أكبر تماماً بالحرية المفقودة من خلال القمع الوحشي لإمكانات الإنسان".
وأضاف أن "تنفيذ برامج العمل القسري الجماعي والنطاق الواسع للعبودية داخل كوريا الشمالية" هي أكبر جريمة لنظام بيونج يانج، وأن البيانات عن العبودية تظهر الحاجة لممارسة الضغط الدولي عليه.
من جهتها، قالت فيونا ديفيد، المديرة التنفيذية لـ"واك فري": "رغم أن الفراغ المعلوماتي يمثل تحدياً، إلا أننا واثقون من أن البيانات تعكس أقرب التقديرات إلى الدقة حول تفشي العبودية داخل كوريا الشمالية"، مضيفة أن "البحث تضمن كذلك بيانات توفرت سابقاً من منظمات وجمعيات دولية غير هادفة للربح".
في السياق نفسه، أشارت أماندا مورتويدت أوه، من لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، إلى أن تقديرات العبودية في كوريا الشمالية لعام 2018 تضاعفت بالمقارنة بما كانت عليه في 2016 على نفس المؤشر.
وقالت مورتويدت أوه إن: "كوريا الشمالية بالأساس هي دولة عبودية تستعمل مواطنيها لخدمة نظام الزعيم كيم يونج أون".
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن أحدث التقديرات تشير إلى أن ذلك التقرير ركز على نظام السجون في بيونج يانج. وتوضح الصحيفة أن أحدث التقديرات تشير إلى أن نحو 130,000 شخص يجرى احتجازهم في 4 معسكرات للاحتجاز بسبب "جرائم سياسية" مزعومة.
وكانت اللجنة المكلفة من مجلس الأمن بالتحقيق حول قضايا حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، أصدرت في 2014 تقريراً توصلت فيه إلى أن نطاق انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية "ليس له أي نظير في عالمنا المعاصر".
وأعلنت كوريا الشمالية مؤخراً عن عفو عن أشخاص "مدانين بجرائم ضد الدولة والشعب" بدءاً من 1 أغسطس/أب المقبل، تزامناً مع الذكرى الـ70 لتأسيس كوريا الشمالية.
لكن جماعات حقوق الإنسان تحذر من أن النظام في بيونج يانج سبق وأن قام بمثل تلك الإعلانات، فيما لم يتضح ما إذا كان أفرج بالفعل عن هؤلاء السجناء أم لا.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز