كوريا الشمالية طلبت مليار دولار من إسرائيل لوقف بيع الصواريخ لإيران
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت أن كوريا الشمالية سعت لإبرام صفقة مع إسرائيل؛ لوقف مبيعات الصواريخ إلى إيران مقابل مليار دولار.
كشفت صحيفة أمريكية أن كوريا الشمالية سعت لإبرام صفقة سرية مع إسرائيل لوقف مبيعات الصواريخ إلى إيران، مقابل مليار دولار أمريكي، ولكن محاولتها باءت بالفشل.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" لمراسلها في سول، أندرو جيونج، نقلا عن دبلوماسي سابق في بيونج يانج، لتحذير إدارة الأمريكي دونالد ترامب من أن "الابتزاز" عنصر أساسي على أجندة مخططات نظام بيونج يانج.
- صور أقمار اصطناعية تكشف تطوير كوريا الشمالية مصنعا للصواريخ
- صور أقمار اصطناعية تكشف تطوير كوريا الشمالية مفاعلا نوويا
وقال المراسل، إنه في أحد شوارع ستوكهولم في أحد أيام شتاء عام 1999، قدم سفير كوريا الشمالية لدى السويد اقتراحا لنظيره الإسرائيلي، وقال أعطوا كوريا الشمالية مليار دولار نقدا وسنعمل على إلغاء اتفاقياتنا لبيع تقنيتنا للصواريخ إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل.
ورفض الإسرائيليون الاقتراح، وبعد أيام عرضوا تقديم مساعدات غذائية عوضا عن ذلك، ولكن المحادثات انتهت دون اتفاق.. ومنذ ذلك الحين، ظلت كوريا الشمالية موردًا ثابتًا للأسلحة التقليدية والباليستية والتكنولوجيا النووية لبلدان مثل إيران وسوريا، وفقا لرواية الدبلوماسي.
وردت تفاصيل الصفقة في مذكرات صدرت عام 2018، كتبها الدبلوماسي الكوري الشمالي المنشق ثا يونج هو، الذي كان مترجما في اللقاء الذي جمع السفير الإسرائيلي في السويد، جدعون بن عامي، ومبعوث كوريا الشمالية للسويد، سون مو سين.
ويظهر هذا العرض، وفقا للصحيفة، كيف حاولت بيونج يانج استخدام التهديد بانتشار الأسلحة لابتزاز خصومها؛ للحصول على السيولة التي يمكن أن تمول برامجها النووية، والصاروخية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا جزء من التفكير الذي واجهه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وفريقه في إطار سعيهم للحصول على التزامات محددة بنزع السلاح النووي من مسؤولين كوريين شماليين في محادثات يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بانتهاك روح قمة الشهر الماضي بين الرئيس دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، من خلال تقديم مطالب فردية "على غرار أساليب العصابات".
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن كوريا الشمالية قدمت باستمرار تنازلات مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية، رغم أنها فشلت في تقديمها بصورة مرضية، فضلا عن أنها تمضي قدما في برامج الأسلحة بينما تواصل الحوار مع واشنطن، وفقا لما أظهره تحليل صور أقمار صناعية جديدة.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على الأحداث التي ذكرها يونج، الذي هرب إلى الجارة كوريا الجنوبية عام 2016، كما لم يتسن الوصول إلى السفير الإسرائيلي أو مبعوث كوريا الشمالية، وفقا للصحيفة.
غير أن السفير الإسرائيلي، جدعون بن عامي قال في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، إنه عقد 3 اجتماعات مع مسؤولين كوريين شماليين عام 1999، لكنه لم يقل ما إذا كانت بيونج يانج قد طلبت مليار دولار أمريكي.
وفي غضون ذلك، يعمل سون الآن في وزارة الخارجية في بيونج يانج، وفقا لمسؤول في الوفد الكوري الشمالي إلى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (يونسكو)، حيث كان سون يعمل.
وأظهرت وثائق الخارجية الأمريكية التي رفعت عنها السرية، أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كانتا تجريان محادثات بشأن صادرات بيونج يانج من الصواريخ، في الوقت الذي قال فيه يونج إنه ورئيسه على اتصال بالمسؤولين الإسرائيليين.
وخلال تلك المناقشات مع الولايات المتحدة، أشارت كوريا الشمالية إلى أنها مستعدة لوقف صادرات الصواريخ إذا كانت هناك منافع اقتصادية قادمة للتعويض عن الإيرادات المفقودة، وفقا لإحدى الوثائق.
في المقابل شجع الدبلوماسيون الأمريكيون الكوريين الشماليين على "فهم أن المنافع الاقتصادية تأتي في عدة أشكال، بما في ذلك المساعدات الإنسانية".
من جانبه، قال نام سونج-ووك، وهو مسؤول سابق بالمخابرات الكورية الجنوبية يُدرس في جامعة كوريا: "اعتمادا على الطلب، لا يمكننا بالتأكيد استبعاد احتمال قيام كوريا الشمالية ببيع أسلحتها النووية مقابل المال".
ونظام كيم يبيع أسلحة تقليدية وباليستية لإيران منذ أوائل الثمانينيات على الأقل، كما يقول بروس إ. بيكتول جونيور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية "أنجيلو" في سان أنجيلو بولاية تكساس، والخبير في انتشار بيونج يانج العسكري في الشرق الأوسط.
وأشار بكتول في كتاب سيصدر هذا الصيف إلى أن "مبيعات كوريا الشمالية العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ترتبط ارتباطا مباشرا بضرورة تمويل بيونج يانج برامجها النووية والصواريخ البالستية، فضلا عن جيشها التقليدي".
وأضاف: "لم تختف هذه الحاجة مع أو بدون العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها".
وأشار إيريك جوميز، المحلل الدفاعي في معهد "كاتو" ومقره واشنطن، إلى صواريخ شهاب-3 وصواريخ خرمشهر الإيرانية، التي تشبه صواريخ نودونج وموسود الكورية الشمالية، على التوالي كدليل على تعاون دام عدة عقود في تطوير الأسلحة.
وأبرز تقرير الأمم المتحدة في العام الماضي قدرة كوريا الشمالية على "تصنيع وتجارة التكنولوجيات العسكرية المتطورة والمربحة باستخدام الشبكات الخارجية"، ومحاولاتها المتطورة بشكل متزايد لتجنب الكشف عنها.
ومع انتشار الصراع في الشرق الأوسط بعد ما يسمى "الربيع العربي" عام 2011، كثفت كوريا الشمالية من شحنات الأسلحة الصغيرة إلى ليبيا وسوريا، وفقا لباحثين في مجال الأسلحة.
كما ظهر مدفع رشاش كوري شمالي اسمه "Type 73" في معارك اليمن والعراق وسوريا، على الأرجح عبر إيران، التي استوردتها في السبعينيات والثمانينيات، وفقا لتقرير صادر عن شركة "أرمامنت ريسيرتش سيرفيسيز"، وهي شركة استشارات استخباراتية.