كتاب: المصريون القدماء أول من استخدم كلمة "الصيدلة" بمعناها الحالي
كتاب "الصيدلة في مصر الفرعونية" يكشف أنواع العقاقير الطبية التي عرفها الفراعنة، وأشهر استخداماتها وطرق تركيبها.
يكشف كتاب "الصيدلة في مصر الفرعونية" عن وجود مفردة "الكيمياء" في اللغة الهيروغليفية القديمة عبر كلمة "كمت"، التي تعني "ما هو أسود" وتطلق على الأرض الخصبة "الأرض السوداء"، وتشير إلى استخدام المواد التالفة من أجل الكيمياء، وكانت كلمة "فارماكوي" بحسب الكتاب منحوتة على تمثال للإله تحوت، إله العلم والطب لدى المصريين القدماء، وهي بالطبع تمثل أصلاً لكلمة "فارماسي" التي تعني الصيدلة.
صدر الكتاب عن هيئة الكتاب في القاهرة، ويكشف أنواع العقاقير الطبية التي عرفها الفراعنة، وأشهر استخداماتها وطرق تركيبها، بجانب بعض القصص التي ترصد علاقة الصيدلة بالدين والسحر، واهتمت مؤلفته الدكتورة نبيلة عبد الفتاح صقر، بالتأصيل في مقدمة الكتاب لمفهوم الصيدلة.
ويعرّف الكتاب أهم الأطباء في مصر القديمة، ويسلط الضوء على أول طبيبة مصرية يأتي ذكرها على الآثار المصرية "بسشت"، مع التأريخ لفكرة التبجيل التي دوماً ما تصاحب تعامل المجتمع مع الطبيب، لدرجة أن التاريخ نسب إلى بعض الملوك الفراعنة هذه الصناعة، حيث أظهروا البراعة فيها، ومن ذلك إشارة الكتاب إلى أن الملك "أثوثيس" ألّف كتاباً في التشريح، وأن الملك "أوسفايس" حقق تقدماً كبيراً في العلم ذاته.
وفي الفصل الثاني من الكتاب، يتم استعراض أهم أنواع وطرق تركيب العقاقير النباتية، كالريحان والبردي والبازلاء والبصل والخس والرمان والشعير والعنب، وغيرها من نحو 22 نوعاً أورده الكتاب مع ذكر خصائصه العلاجية، وغيرها من النباتات التي كانت تستخدم بعد إعدادها بطرق مختلفة، وكذلك العقاقير الحيوانية التي تستخرج من الأعضاء الداخلية لبعض الحيوانات، وكان بعضها مقدسا لديهم كالسلحفاة، والخنفساء، ويكشف كيف استخرج الفراعنة عقاقير من التماسيح والثيران والديدان والحمير والضفادع والفئران والقطط، بخلاف المعادن.
ويتحدث الكتاب عن العقاقير وطرق تجهيزها، وكيفية تناولها وتعاطيها، وأوقات تناولها، ومدى فاعليتها، وأهم المواد المستخدمة في تصنيعها، والسوائل المستخدمة لإذابتها، ويصل الكتاب في حصره إلى الضمادات، وكذلك أشار إلى بعض اللوحات المحفورة عليها صور لبعض أدوات التجميل، وأخرى محفور عليها اعتناء أحد الملوك بالتجمل، وفي جانب اللوحة نص يشير إلى جلب أجود أنواع الزيوت من المعصرة الموجودة في المختبر التابع لقصر الملك.
ويعني الفصل الرابع برصد أهم الأمراض، وتقسيم العقاقير وفقاً لتقسيم الأمراض إلى جلدية ونساء وباطنية وعيون وأسنان.
ويضم الكتاب ملحقا بالصور لعدد كبير من لوحات البرديات والجدرايات التي تحوي رسومات وعبارات على صلة مباشرة بموضوع الكتاب، ويتناول الكتاب علاقة الطب في مصر القديمة بالطب الشعبي، والسحر، وكذلك علاقته بالكهنة والسحرة، مشيراً إلى العديد من المعتقدات الطبية المغلوطة التي لها بعض الصدى في بعض المجتمعات اليوم.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز