فيليب كوتلر.. الأب الروحي للتسويق الحديث

يُعَدُّ التسويق من أقوى وأشمل العلوم، لما يتضمنه من مبادئ وأساليب متجددة تخدم قطاعات الأعمال كافة.
ومن الضروري أن تتم دراسته بطريقة منهجية دقيقة، مع الاعتماد على مصادر موثوقة، إذ إن هذه المنهجية تضمن للمسوق أن يسير على الطريق الصحيح، ويمارس مهامه بكفاءة عالية، محققًا أفضل النتائج الممكنة.
وبناءً على ذلك، يجب التعامل مع التسويق بجدية ضمن إطار نظرياته وأسسه العلمية، مع تطبيق استراتيجيات متنوعة للوصول إلى المستهلك وفقًا لرغباته واحتياجاته المتجددة.
ولا يمكن الحديث عن التسويق، بوصفه حجر الأساس في عالم الأعمال، دون التوقف عند الرائد الأول في هذا المجال، الذي كرّس ثلاثين عامًا من حياته لخدمة علم التسويق وتطويره، إنه فيليب كوتلر.
وحصل كوتلر على لقب "أول خبير بممارسة الاستراتيجية في التسويق على مستوى العالم"، وهو لقب منحه إياه "المركز الأوروبي للإدارة"، عن جدارة واستحقاق، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة وجهوده المتواصلة في هذا العلم، حيث وضع بصمة لا تُمحى في عالم التسويق الحديث.
من هو؟ ولماذا يعد الأب الروحي للتسويق؟
ووُلِد فيليب كوتلر في مدينة شيكاغو في السابع والعشرين من مايو/أيار عام 1931، وذلك بعد أن هاجر والداه، بيتي كوتلر وموريس كوتلر، من أوكرانيا عام 1917 واستقرا هناك.
وبدأ كوتلر مسيرته التعليمية بدراسة لمدة عامين في جامعة دي بول، ثم حصل في عام 1953 على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو.
ولاحقًا، نال درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1956، وأتم دراسات ما بعد الدكتوراه في الرياضيات بجامعة هارفارد، وفي العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو.
ويذكر كوتلر أن الدافع الرئيسي وراء اختياره لهذا التخصص كان تأثّره العميق أثناء دراسته بعدد من أعلام علم الاقتصاد الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، من أبرزهم، بول سامويلسون، ميلتون فريدمان، وروبرت سولو.
وقد كان لكلٍّ منهم رؤية ثاقبة بشأن العلاقة المعقّدة بين الأداء الاقتصادي الكلي وآليات السوق.
ومن الجدير بالذكر أن فيليب كوتلر نال العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية التسويق الأمريكية، بالإضافة إلى عدد من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات مرموقة، مثل، جامعة زيورخ، جامعة أثينا، جامعة بوخارست، جامعة فيينا، وجامعة تاراس شفتشينكو الوطنية في كييف.
وعلى الصعيد المهني، يتولى كوتلر مهمة الاستشارات التسويقية لعدد من كبرى الشركات الأمريكية، من بينها، بنك أوف أمريكا، وشركة ميشلان، جنرال إلكتريك، وموتورولا، حيث يقدم خبراته في مجالات استراتيجيات التسويق، التنظيم، التخطيط التسويقي الدولي، وإدارة التسويق.
فلسفته في علم التسويق
كان فيليب كوتلر رجلاً شغوفاً بعالم التسويق، حتى أصبح مرجعًا يتعلّم منه جميع المسوّقين حول العالم.
وبما أنه أستاذ رائد في هذا الميدان، فإن من الضروري لكل من يعمل في التسويق أن يطّلع على أبرز المبادئ والنصائح التي وضعها، إذ إنّ إغفالها يعني تفويت الكثير في هذا المجال الحيوي.
وفيما يلي، نستعرض ملامح فلسفة كوتلر، التي شكّلت أساسًا للأجيال التي نهلت من علمه وخبرته في التسويق:
- تحقيق رضا العملاء هو السبيل الأمثل لنجاح العملية التسويقية.
- الزبون هو من ينبغي أن يحدد في النهاية شكل المنتج وملامحه.
- كثيرًا ما تنشغل الشركات بحساب تكاليف التنفيذ، بينما الخطر الحقيقي يكمن في تكلفة عدم التنفيذ.
- لا يكفي أن ترضي عملاءك، بل ينبغي أن تُسعدهم.
- كلما ازدادت معرفة الشركة بعملائها، ازدادت قدرتها على المنافسة بفعالية. فإذا أُديرت علاقات العملاء إدارة صحيحة، أصبحت أكثر فاعلية.
- التسويق يشبه سباقًا بلا خط نهاية، إنه عملية مستمرة لا تعرف التوقف.
- التسويق سلسلة من الأنشطة البشرية المتكاملة، غايتها تسهيل التبادل وتحقيقه بأفضل صورة ممكنة.
- قبل تطوير أي منتج، لا بد من إتمام مهام التسويق اللازمة، فلو استغرقت ثلاث سنوات لتطوير منتج دون تسويق صحيح، فلن ينجح هذا المنتج كما ينبغي.
- ينبغي أن تنتصر في التخطيط أولًا (على الورق)، قبل خوض معركة السوق، ويُقال إن تعلّم مبادئ التسويق لا يستغرق سوى ساعة واحدة، أما إتقانها فيتطلب عمرًا من التجربة والعمل المتواصل.
- على المسوّق أن يتوقف عن إهدار الوقت في تفاصيل هامشية، وأن يعود إلى جوهر الفكرة، بناء القيمة، وإيصالها، وتسليمها إلى السوق المستهدفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzAg
جزيرة ام اند امز