"الفوسفين" يثير شهية وكالات الفضاء لاستكشاف الزهرة

أعلنت الإمارات، الأسبوع الماضي، عن مشروعها الجديد لاستكشاف كوكب الزهرة، والذي يتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها.

هذه المهمة الإماراتية، التي ستنطلق في 2028 لن تكون الوحيدة خلال العقد الحالي، إذ توجد 3 مهمات أخرى، 2 تابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهما مهمتا "دا فينشي" و"فيريتاس"، وأخرى تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية "إينفينشن"، فما الذي دفع وكالات الفضاء للاهتمام بكوكب الزهرة خلال هذه الفترة.

يقول الدكتور خالد غريب، الباحث بالمعهد للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن هناك اكتشافا أخيرا رصده بحث علمي حول كوكب الزهرة، وهذا الاكتشاف بدوره فتح شهية وكالات الفضاء لاكتشاف الكوكب.

ويتعلق هذا الاكتشافات، الذي يشير إليه غريب، برصد آثار غاز الفوسفين، مما يشير إلى وجود نشاط بركاني على كوكب الزهرة.

ولا يوجد خلاف على أن كوكب الزهرة شهد نشاطا بركانيا في ماضية العميق، ولكن الجدل الدائر بين العلماء، هو هل لا يزال يوجد نشاط بركاني حتى الآن، وجاء الإعلان عن العثور على الفوسفين ليثير شهية وكالات الفضاء حول حسم أو نفي النشاط البركاني الحالي على الكوكب.

وكانت ملاحظات تلسكوب جيمس كليرك ماكسويل الأرضي ذي الطول الموجي دون الملليمتر فوق ماونا كيا في هاواي، ومجموعة أتاكاما الكبيرة المليمترية/ الفرعية (ALMA) في شمال تشيلي، كشفت أن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة يحتوي على الفوسفين.

وقدم جوناثان لونين، أستاذ العلوم الفيزيائية ورئيس قسم علم الفلك في جامعة كورنيل، تفسيرا لذلك في دراسة نشرها بدورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم".

وزعم لونين، أن النشاط البركاني هو الوسيلة التي يستخدمها الفوسفين للوصول إلى الغلاف الجوي العلوي لكوكب الزهرة، وقال إنه إذا كان الزهرة يحتوي على الفوسفيد، وهو شكل من أشكال الفوسفور الموجود في الوشاح العميق للكوكب، وتم إحضاره إلى السطح بطريقة متفجرة بركانية ثم حقنه في الغلاف الجوي، فإن الفوسفيد يتفاعل مع حمض الكبريتيك الموجود في الغلاف الجوي للزهرة لتكوين الفوسفين، وخلص من ذلك إلى أن الكوكب لا يزال يشهد نشاطا بركانيا.

ويقول غريب: "ستكون مهمة البعثات التي تستهدف الكوكب خلال العقد الحالي تأكيدا لما ذهب إليه لونين، أو تقديم تفسير مقبول لوجود الفوسفين في الغلاف الجوي للكوكب".