طقس الزهرة الليلي يمنح غلافه الجوي "الدوران الفائق"
لا يُعرف سوى القليل عن طقس كوكب الزهرة ليلاً، حيث إن عدم وجود ضوء الشمس يجعل التصوير صعبًا، ولكن يبدو أن الوضع يتغير.
الآن، ابتكر باحثون طريقة لاستخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء على متن مركبة كوكب الزهرة "أكاتسوكي" للكشف عن التفاصيل الأولى للطقس الليلي لأقرب جار لنا، ويمكن استخدام أساليبهم التحليلية لدراسة الكواكب الأخرى بما في ذلك كوكب المريخ وعمالقة الغاز أيضًا.
وخلال الدراسة المنشورة مؤخرا في دورية "نيتشر" توصل الفريق البحثي من كلية الدراسات العليا لعلوم الحدود بجامعة طوكيو، إلى الطقس الليلي في كوكب الزهرة قد يساعد في تفسير ظاهرة "الدوران الفائق" بكوكب الزهرة.
والدوران الفائق هي الحالة التي يدور فيها الغلاف الجوي للكوكب بشكل أسرع من دوران الكوكب نفسه، حيث يدور الغلاف الجوي للزهرة حول الكوكب في 4 أيام أرضية، أي أسرع بكثير من يوم كوكب الزهرة البالغ 243 يومًا أرضيًا.
وساعدت الآلية التحليلية التي ابتكرها البروفيسور تاكيشي إمامورا وفريقه البحثي في استكشاف سر هذا الدوران الفائق، وتوصل إلى أن خصائص طقس كوكب الزهرة في الليل قد تساعد في تفسير ذلك.
ويقول إمامورا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة طوكيو: "تمكنا من رصد الرياح الشمالية والجنوبية ، المعروفة باسم الدوران الزولي، في الليل، والمثير للدهشة أن هذه الرياح تسير في الاتجاه المعاكس لنظيراتها في النهار، ويمكن أن تساعدنا هذه الملاحظة في بناء نماذج أكثر دقة لنظام طقس كوكب الزهرة والتي نأمل أن تحل بعض الأسئلة التي طال أمدها والتي لم تتم الإجابة عليها حول طقس كوكب الزهرة وربما طقس الأرض أيضًا".
وتشترك الأرض والزهرة في الكثير من الأشياء المشتركة، فهما متشابهان في الحجم والكتلة، وكلاهما يقع في نفس المنطقة المدارية المعروفة باسم المنطقة الصالحة للسكن (يعتقد أنها تدعم الماء السائل ، وربما الحياة)، وكلاهما لهما سطح صلب ،لذلك، يمكن أن تساعد دراسة الطقس على كوكب الزهرة الباحثين في سعيهم لفهم أفضل للطقس على الأرض أيضًا.
ويحتاج الباحثون لفهم طقس الزهرة إلى مراقبة حركة السحب على الكوكب ليلًا ونهارًا عند أطوال موجية معينة من ضوء الأشعة تحت الحمراء، ولم تكن هناك مشكلة في مراقبة الطقس على الجانب المواجه لضوء النهار، حيث يمكن الوصول إليه بسهولة، و كانت بعض ملاحظات الأشعة تحت الحمراء المحدودة ممكنة للطقس الليلي، لكنها كانت محدودة للغاية لرسم صورة واضحة للطقس العام على كوكب الزهرة.
وللمساعدة في حل المشكلة، أدخل إلى كوكب الزهرة المركبة المدارية "أكاتسوكي" التي تم إطلاقها في عام 2010، وهي أول مسبار ياباني يدور حول كوكب آخر، وتتمثل مهمتها في مراقبة كوكب الزهرة ونظام الطقس الخاص به باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات منها كاميرا الأشعة تحت الحمراء، والتي لا تعتمد على إضاءة الشمس للرؤية، ومع ذلك، فإنها لا تتيح الوصول إلى التفاصيل على الجانب الليلي بشكل مباشر، لكنها أعطت الباحثين البيانات التي يحتاجونها لرؤية الأشياء بشكل غير مباشر.
وكانت أنماط السحب باهتة وصغيرة الحجم في الصور المباشرة ولا يمكن تمييزها كثيرًا عن ضوضاء الخلفية، ولرؤية التفاصيل، كان الباحثون بحاجة إلى تحييد الضوضاء، وفي علم الفلك وعلوم الكواكب، من الشائع دمج الصور للقيام بذلك، حيث تخفي الميزات الحقيقية داخل كومة من الصور المتشابهة الضوضاء بسرعة، ومع ذلك، فإن كوكب الزهرة هو حالة خاصة حيث يدور نظام الطقس بأكمله بسرعة كبيرة، لذلك كان علينا تعويض هذه الحركة، المعروفة باسم الدوران الفائق، من أجل إبراز التكوينات المثيرة للاهتمام للدراسة، و طور الباحثون تقنية للتغلب على هذه الصعوبة.
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز