"لذلك كان البحر".. حياة شاطئ غزة في صور
بطريقة جذابة علّقت الصور النابضة بالحياة والأمل على أغصان أشجار الزيتون والليمون وفي ممرات حديقة منزل البطنيجي بحي الشيخ عجلين في غزة.
في حديقة منزلها، اختارت المصورة الفلسطينية رهاف البطنيجي، افتتاح معرضها الخاص الأول للصور التي تجسد الحياة بعفويتها على ساحل بحر غزة.
بطريقة جذابة علّقت الصور النابضة بالحياة والأمل على أغصان أشجار الزيتون والليمون وفي ممرات حديقة منزل البطنيجي بحي الشيخ عجلين في غزة، ليعكس المشهد بمجملة لوحة من الفن والإبداع ليست غريبة على عاشقة الفن ومدربته رهاف.
بابتسامة كبيرة استقبلت الفنانة رهاف (29 عامًا) "العين الإخبارية" وتجولت بين جنبات المعرض الذي توافد إليه أصدقاؤها والمهتمون بالفن في حضور بدا لافتا في معرض منزلي، ولكنه عكس مدى الحضور الذي حققته بعد 10 سنوات من التصوير.
حديقة البيت
وقالت البطنيجي لـ"العين الإخبارية": إنها اختارت حديقة البيت مكانا للمعرض، كونها تهدف لاسترجاع الحياة الفلسطينية التقليدية، باعتبار أن الحوش بأشجاره الزيتون والليمون وتفاصيله الصغيرة الجميلة جزء من التراث الفلسطيني".
"لذلك كان البحر" هو الاسم الذي اختارته رهاف لمعرضها، فعلى شاطئه اقتنصت صورها لمرتاديه الذين وجدوا فيه المتنفس والملاذ الوحيد في غزة للترفيه عن أنفسهم أمام صعوبات الحياة في ظل الحصار.
وتوضح أن المعرض يضم مجموعة من الأعمال الفوتوغرافية التي تعكس شاطئ بحر غزة المليء بكل أسباب الحياة رغم هذا الكم المهول من مضادات الحياة التي تعتلي أرواحنا.
وأضافت أن الناس تخرج إلى البحر رغم ما يعتليها ليتمتعوا بالهواء والماء والرمال والزرقة اللامتناهية في سماء هذه المدينة الصاخبة.
وأشارت إلى أن البحر المتنفس الوحيد والملاذ لأهل غزة يعيشون فيه حياتهم البسيطة وبهدف الخروج من حالة التوتر التي تنتابهم بين الحين والآخر.
وذكرت أنها اعتادت على النزول إلى البحر في أوقات متفاوتة؛ لاقتناص لحظات عفوية للناس، تعكس نبض الحياة والأمل في غزة المحاصرة منذ أكثر من 13 عاماً.
ولفتت إلى أنها منذ 5 سنوات تخصصت بتصوير الشارع، أي عكس نبض الحياة في غزة وطرقاتها المختلفة.
الحياة على الشاطئ
تشرح بعض صورها فهذه صورة لامرأة على شاطئ البحر قرب طفلها تستمع بولادة صباح جديد، وأخرى للشاطئ وهو يضج بالحركة فيما أحد الباعة يرفع للأعلى "غزل البنات"، وأخرى لطفل يمسك سمكة صغيرة.
تقول: "صوري تعكس نبض الحياة وعفويتها على الشاطئ بلا تصنع أو تحضير مسبق".
ورهاف خريجة اللغة العربية والإعلام عام 2013 بدأت رحلتها مع التصوير منذ 10 سنوات تقول: "أصور منذ 10 سنوات مهتمة بتصوير التراث والتاريخ الفلسطيني من المنزل وتفاصيل الحياة البيتية".
طموح الفن
وأشارت إلى أن المعرض كان يفترض أن ينظم منذ أشهر وبالأساس كان يفترض أن يكون جزءا من المعرض الجماعي "كن حيا" الذي كانت تعتزم المشاركة به مع فنانين شباب بغزة بالتعاون مع المركز الفرنسي ومحترف "شبابيك" ولكنه تأجل أكثر من مرة لأسباب عدة أولها جائحة كورونا والقيود المرتبطة بها.
تطمح رهاف التي تعمل في جمعية نوى للثقافة والفنون على تدريب مجموعة من اليافعين والشباب على الفن أن يكون الفن والتصوير جزء مهم من الحياة الفلسطينية.