أردوغان "ينقلب" على أتاتورك بوضع صوره على الدوائر الحكومية

وضع صور أردوغان على مداخل المؤسسات الحكومية تمثل خرقاً لتقاليد الجمهورية التركية الحديثة التي تجعل من أتاتورك رمزها الأوحد.

أصدر وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمراً للوحدات المركزية التابعة له بوضع صورةالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مداخلها في خطوة أدرجتها المعارضة ضمن مساعي الأخير للحصول على رمزية تبدو بعيدة المنال، في ظل تراجع شعبيته عقب انهيار العملة المحلية و الأزمة الاقتصادية التي ترتبت عليها مؤخراً. 

• أردوغان "ينقلب" على "منقذيه" من محاولة الانقلاب 
• أردوغان "يتنصل" من مسؤولية انهيار الليرة مجددا

وبحسب تقاليد الجمهورية الحديثة في تركيا، فإن خطوة أردوغان بوضع صوره على مداخل المؤسسات الحكومية، تمثل انقلاباً على تقاليد الجمهورية التي تجعل من مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك رمزها الأوحد. 

ونقل موقع "أوضه تي في" التركي المعارض، أن وزير الداخلية التركي، أصدر في الـ 31 من يوليو/تموز الماضي، تعميمًا أمر فيه للوحدات المركزية التابعة له بوضع صورة أردوغان في مداخلها.

وقال الوزير في التعميم: "أرجو اتخاذ اللازم لتعليق صورة الرئيس رجب طيب أردوغان، عند مداخل وحداتنا المركزية، والمؤسسات التابعة لها، ومديرية الأمن العام، وقيادة أمن السواحل، ومداخل مراكز الشرطة التابعة لها ".

وأٌرسل التعميم إلى الوحدات المركزية بوزارة الداخلية، والقيادة العام لقوات الدرك، ومديرية الأمن العام، وقيادة أمن السواحل، والإدارة العامة للهجرة، ورئاسة وكالة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد)، وإلى مقرات 81 ولاية تمثل العدد الإجمالي للولايات التركية.

وأشار الموقع إلى أن الجهات المعنية بكافة الوحدات الأمنية، ومراكز الشرطة بالولايات، والبلدات التركية المختلفة، بدأت باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ ما ورد في تعميم المذكور.

وأوضح أن مناديب الهيئات والمؤسسات العامة يعكفون طباعة صورة بالألوان لأردوغان تم الاتفاق عليها، على أن تكون أبعادها 70 * 50 سنتيمترًا.

وتعد خطوة أردوغان بتعليق صوره في المؤسسات العامة الأولى من نوعها، ولم يسبق لأي مسؤول تركي أن أقدم على وضع صوره إلى جانب النصب التذكارية والصور المختلفة للرئيس التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك والتي تنتشر في كافة أرجاء البلاد.

وتنتشر صور بأحجام كبيرة لأتاتورك في جميع المؤسسات الحكومية، كما تنتشر النصب التذكارية له في جميع مدن البلد.

ومصطفى كمال أتاتورك هو قائد الحركة التركية الوطنية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، الذي أوقع الهزيمة في جيش اليونانيين في الحرب التركية اليونانية عام 1922، وأسس ما يعرف بـ"جمهورية تركيا الحديثة".